الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بكاء موكب في رحلة .. موت !!

مازن حمدونه

2008 / 8 / 19
الادب والفن


مشاهد لمساجد بلا أعمدة .. بلا أئمة بلا مصاحف قرآن !! قد ادفع ضريبة زكاة خناجركم .. أيها الجاثمون على صدر فرحي .. على فرحة أطفالي .. أيها العابرون وسط الركام بلا اسم بلا عنوان .. .. أيها المغردون على أحزاني .. انتم عنوان حضارة من عنق الشيطان .. تبرأت منكم الألسن .. الديانات .. وحتى الأعراف !!
متى تغرد عصافير حديقتي؟!
أنا مازلت أروى غصونها الخضراء .. انتظر ربيعها اليانع .. رائحة عبيرها لحين ان تفوح على وسادة أحلامي ..
قد يطل نهار الغد بلا حقائب سوداء .. بلا شمس كان قد غاب نورها .. قد يكون عبير الغد من بوتقة الربيع .. من حديقة في عرسها تزينت
قد يكون الفجر منديلا من الحرير ..وغروب شمسها مساحة من حلم العاشقين المرصع بأماني رسمتها أحلامهم على كرسي يعزف ألحانا .. أنغاما من وجدي .
تغرد نسورهم الجارحة فوق أطلال بيوت التعساء .. الفقراء .. أما هم في حضرة المجد الواهن .. الراقص على الحان الموت .اتخذوا من جدول قانٍ مسكنا لهم ..
تسمع عويل الأرامل .. ونحيب الأطفال من خلف الجدار وأنت مكبل اليدين .. ارحموا مواجعي فاني أكاد ان انفجر ...!!
تبت يداك .. عقلك .. كيف اقل دراجة مرسومة من ألوان الدم على الجدار ؟!!!!
كيف أغوص في بحر من قطرة ماء على راحة كف اليد لا تلمس حوافها متى ارتجف الكف !!
من سلمك وثيقة وميثاق حياتي ؟! كيف تجلد جسدي الذي بالأمس طيرت قذائفهم منه أشلاءاً وأشلاء
عجبا لمن تسمع أذانهم بنصف السمع .. وعيناهم ترى نصف الرؤيا .. يسمعون المؤذن ولا يسمعون بكاء الأطفال الرضع !!
لم تعد مجالسكم من مجالسنا.. حتى الكلمات والمفردات فقدت معانيها .. حضرتم على أكتاف العز .. الشهامة والمروءة .. ونحن في سكرة ما بين الجاه والوجاهة .. من خلف خبل اهل الخيلاء ولم نعلم أنكم دخلاء
والآن تربعتم على صدر القمر وتظللتم بالشمس .. فسقطت حروفكم .. كهمزة الوصل التي سقطت على قارعة الطريق .
من منا لا يجمع الأرقام .. من منا لا يرسم بالألوان .. من منا لا يعرف خارطة موطني ؟؟
من منا لم يشاهد المسجد الأقصى وهو يستباح ؟
من منكم لم يسمع صراخها .. بكاءها .. من منكم مسح دموعها .. من منكم أرقه وجعها؟!
من منكم أسدل ستاره أحزانها ؟
اليوم في الأقصى ...
في الأقصى .. رائحة الحياة والموت
في الأقصى رائحة الجنة والنار
في القدس .. مشهد ذاكرة الزمان .. ذاكرة التاريخ
في الطرقات .. في شرفاتها .. في ترابها ..رائحة معطرة من عبق التاريخ .. مازال ينادينا
في القدس أشياء .. وأشياء
فيها كنائس مازالت شامخة تنظر للسماء ..
فيها مساجد تسبح للرحمن وتعمر الكون..
فيها عروس قلوبنا .. فيها الصخرة الوفية مازالت تسبح في فضاء الكون !!
فيها قبلتي .. سكينتي
وفي الأقصى رائحة أجدادي .. فيها عمالقة التاريخ دثرهم ترابها المعطر.. المقدس
هناك كانت سيوفهم .. خطاهم .. صنعوا لي مجدا ولم يغمدوا سيوفهم إلا بعد ان سحقوا مذلة الجلاد والطاغي..
اليوم في القدس ...
رجالاً يمرون وجوهم .. ألوانهم كتلك التي مضت ..
في القدس يمرون .. لا تربطهم بها سوى.. انهم مروا في المكان ببندقية ..!!
في القدس مروا الأعداء وداسوا على رحمها ..!!
إنهم يرتلون آيات الشيطان .. يبحثون عن الأصنام .. في أركانها !!
في القدس .. من أعدائي نساءهم تسكر .. رجالهم يسكرون ..يقتلون أطفالي ..
في القدس خماراتهم ..عباداتهم ..يستبيحون مكاني .. يهدمون جداري ..
في القدس انتحر العرب .. انتحر المسلمون تحت خيمة الصمت !!
اليوم في غزة...
في غزة .. كل شيء فيها مباح
الكلام غير مباح .. والحياة تستباح
في غزة .. تسقط الحياة تحت مقصلة ذاك الأرعن الذي استباح دمى
في غزة .. تساق الأرواح كالأغنام ..
في غزة طاغوت الطاعون ..
في غزة أفراحنا أحزان .. والأحزان سطراً لا تنتهي نقاطه ..
أفراحنا رهينة ذاك العابر عن إدراك الزمان والمكان
ذاك الذي خرج عن بوصلة التاريخ ..
في غزة .. حياة البشر ليس أكثر من كفن تحت التراب !!
استودعكم الله ... والى اللقاء ... فقد لا نلتقي .. وقد اسكن تحت علامة السكون !!
17/8/2008م












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم


.. أون سيت - من نجوم شهر مايو الزعيم عادل إمام.. ومن أبرز أفلام




.. عمر عبدالحليم: نجاح «السرب» فاق توقعاتي ورأيت الجمهور يبكي ف


.. عمر عبدالحليم: كتبت لفيلم «السرب» 23 نسخة




.. أون سيت - 7 مليون جنيه إيرادات فيلم السرب في أول 3 أيام فقط