الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر، تاريخ وفن - مجموعة اٍزماز

أحمد الخنبوبي

2008 / 8 / 19
الادب والفن


لم يكن أعضاء مجموعة" إزماز"، في بداية الأمر، ينوون تأسيس مجموعة موسيقية، و هنا أذكر محمد خالدي ،الملقب بباليزيد ، و عبد الله المغرب و لحسن أوسالم، فقد كانوا من هواة ،و عشاق العزف على الآلات الموسيقية التقليدية الأمازيغية، خاصة" لوطار" و" الرباب" ، إلا أن إلحاح الأصدقاء و المحبين لهم ،على ضرورة تشكيل فرقة موسيقية، نظرا لمستواهم الجيد في العزف و الغناء( 29)، اضطرهم إلى ترك منطقة تفراوت-أصل المجموعة- و الإستقرار بالدراالبيضاء ، والإتصال بمولاي علي شوهاد، سليل الأسرة الفنية العريقة بمنطقة "إسافن نايت هارون" قرب مدينة طاطا ، فكونوا مجموعة "إزماز" ، وقد حدث ذلك في أواسط السبعينات . إلا أن ما ميز "إزماز" على باقي المجموعات السائدة آنذاك هو اعتمادها الكبير على الآلات الموسيقية الأمازيغية، المستعملة من لدن "الروايس"، أي "الرباب" ،" لوطار" ،" الناقوس" ،....وبالتالي فيمكن اعتبار" إزماز" بمثابة ممارسة متقدمة و جديدة لنمط "الروايس" القديم .

إضافة إلى الموهبة في الإبداع الموسيقي و الغنائي ، فإن موهبة أفراد مجموعة "إزماز"، تجاوزت ذلك حيث ابتكر أعضاء المجموعة بتنسيق مع لحسن أوسالم ،آلة موسيقية أمازيغية تعتمد على المقام الخماسي، لم تكن معروفة من قبل، فقاموا بدمج ثلاثة الآلات موسيقية أمازيغية تقليدية(الرباب السوسي،لوطار،تسويسيت) في آلة واحدة(30) .

لقد ساعد النمط الفريد للمجموعة، بالإضافة إلى تواجدها بمدينة الدار البيضاء ، الإتصال الكثيف مع النشطاء الجمعويين، و المهتمين بالثقافة الأمازيغية ، وكذا الصحافة ، وقامت "إزماز" بجولات فنية في عدة بلدان أوروبية، لقيت إعجابا و تجاوبا كبيرين من طرف الجمهور المغترب،المتعطش لهويته و أصالته. هذا و يلاحظ بعض المتتبعين، أن النهج الذي سارت عليه مجموعة" أرشاش" المعروفة فيما بعد ، كان يستمد جذوره من" إزماز" ،لاسيما و أن عميد مجموعة "أرشاش" مولاي علي شوهاد، كان قد تدرج بداية مشواره في مجموعة إزماز .كما أن الفنان محمد دامو الذي عمل في وقت لاحق كذلك على تكوين سمفونية أمازيغية ضمت ما يقارب مائة موسيقي ، كان قد صقل موهبته الموسيقية في مدرسة" اٍزماز"، في بداية مشواره الفني .

بإبداعات مثل " إساوا تسلام " و " رواح أنمون " و غيرها ،كانت "إزماز" قد لعبت دورا كبيرا، في صيانة فن" الروايس" بصورة خاصة، و الفن الأمازيغي السوسي المتأصل بصورة عامة ، و كذا نقل هذا الفن إلى جيل الشباب في صورة راقية و عصرية ،مع الحفاظ على مقوماته الأصلية من حيث الشكل أو المضمون . كما أن هذا التمسك بفن" الروايس" و قواعده و هذا الدمج بين القديم و الحديث في موسيقاها جعل فئات عريضة و مختلفة من الجمهور تلتف حولها.

29. الفنان محمد خالدي بليازيد، عضو مجموعة" اٍزماز"،في حوار أجرته معه جريدة "تسافوت" عدد42،الصادر في يوليوز2005 .
30. الفنان لحسن أوسالم، عضو مجموعة" اٍزماز"،المرجع السابق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع