الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية الجنرال في باكستان

طارق قديس

2008 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


في خطوة اعتبرها البعض إعلاناً للإفلاس وآخرون تكتيكاً ناجحاً لرئيسٍ مهزوم، قام الرئيس الباكستاني برويز مشرف بالتنحي عن سدة الحكم قبل أن يقوم مناهضوه في البرلمان بتنحيته عن السلطة بالوسائل الشرعية والدستورية، وقد أعلن ذلك في كلمة ألقاها عبر وسائل الإعلام المرئية، والمرارة في عينيه لا تخفى على أحد، فيما هو يدافع باستبسال عن سنوات عهده التسع التي قضاها في خدمة الوطن!

لقد وصل الجنرال الذي جاء على رأس انقلاب عسكري في عام 1999 إلى السلطة وقد جمع قيادة الجيش والحكم في قبضته، وبدأت أسهمه في ارتفاع مع حلول 11/9 ، حيث أصبح بين ليلة وضحاها حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة الأمريكية، وقد مد يد العون لها في حربها ضد طالبان والقاعدة في آن واحد، حتى أن أحداً آنذاك لم يستطع أن يفسر سر الغزل المتبادل بين نظامٍ يلتحف بالديمقراطية ونظامٍ ولد في ظروف عسكرية محضة!

إلا أنه من تقادم الحدث الجلل بدأ الناس يشعرون بضرورة التغيير، وأن نظاماً عسكرياً لا يجب أن يستمر، وابتدأت شعبية الرئيس بالانحسار شيئاً فشيئاً، حتى انتهى الأمر به أن تخلي عن قيادة الجيش مع بقائه في السلطة، ومن ثم تقديم استقالته بعد أن أصبحت شعبيته في الحضيض، وعمل أعداؤه على حصره في حلقة ضيقة جداً، خاصة بعد أن حمَّله الجميع مسؤولية اغتيال بناظير بوتو منذ وقت ليس بالبعيد.

هذا وقد ساهم الوضع الاقتصادي المزري في باكستان من جهته أيضاً بتأزيم موقف شرف الذي حاول حتى الرمق الآخير من عهده أن يتمسك بحبل السلطة ، وقد اعتاد على سحر الكرسي الرئيسي، فقد أصيبت الأسواق المالية بما يشبه الشلل في الآونة الأخيرة من عهده، لأن الوضع كان غاية في الغموض، خاصة وأن مصير البلاد كان مجهولاً إلى حدٍّ ما، فلم يكن أحدٌ يعرف إلى أي من الموالين والمعارضين ستؤول كلمة الفصل.

المهم في الأمر أن الإدارة الأمريكية قد استطاعت وبشكل غريب أن تتنازل عن حليفها الدائم دون أن تبدي أي حزن أو اكتراث ، وقد اكتفى المسؤولون بالقول إن ما يجري في باكستان هو شأن داخلي! والغريب في ذلك أن هذه من المرات القليلة التي تنأى الولايات المتحدة بنفسها بها عن مسرح العمليات معلنة أنها تقف في ما يحصل على الحياد، فهل يكون ذلك إعلاناً بأن الحصان الذي لطالما راهنت عليه الإدارة الأمريكية قد أصيب بالوهن أم أن الإدارة المثقلة بالحروب قد رأت بعين المحلل أن أي محاولة للوقوف أمام التيار المعارض في باكستان هي محاولة خسارة، فرأت أن البقاء في الظل هو الأفضل حفاظاً على ماء وجهها ؟ والله أعلم.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -