الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باكستان- امريكا- مصر

جاك عطاللة

2008 / 8 / 20
السياسة والعلاقات الدولية


باكستان- امريكا- مصر
تصدرت اخبار الباكستان وكالات الانباء العالمية الايام الماضية بعد ان نفذ حزب الشعب الباكستانى تهديداته و حدد موعد لجلسة للمجلس النيابى يخلع فيها الديكتاتور العسكرى مشرف و يحاكمه فأختشى مشرف وخاف على نفسه وقدم استقالته ....

لم تأت التطورات الباكستانية الاخيرة من فراغ وانما اتت بضغط امريكى عنيف على مشرف لفتح هامش ديموقراطى ببلد اكلها سوس التحالف بين رجال الدين و العسكريين تماما مثلما يحدث بمصر منذ تولى السادات السلطة وللان

اقتنعت امريكا منذ زمن ان مشرف يلعب بديله معها و يكذب و انه غير جاد فى مكافحة التطرف ولا القبض على بن لادن وعصابته رغم حصوله على مساعدات بالمليارات فوضعها بجيبه وجيب قواد جيشه ورجال القبائل و شيوخه

ان الوضع فى كلا من مصر والباكستان متشابه بدرجة مذهلة

البلدين لهما تاريخ قريب من الديموقراطية العلمانية بقيادة الاحزاب واسرة محمد على بمصر والتى استمرت منذ عهد الخديوى اسماعيل الى عام 1952 حيث اجهضت بانقلاب بكباشية الاخوان المسلمين الحرامية الفاسدين

اما الباكستان فقد ازدهرت على يد ذو الفقار على بوتو والد بى نظير بوتو و التى استمرت على نهج والدها مع معارضة من الجيش اسفرت عن انقلاب اخوانجى سلفى ايضا بقيادة المجحوم ضياء الحق الذى كان نسخة بالكربون من السادات النصاب الذى تسمى بالرئيس المؤمن رئيس دولة العلم والايمان وهو افسد خلق الله اخلاقا و تسبب كلاهما فى ادخال بلديهما بدوامة صراعات داخلية وافلاس ومشاحنات مع دول الجيران ووأد للحريات و استغلال اسوأ نسخ الدين الاسلامى فى قمع الشعب وسرقة موارده --

كلاهما السادات و ضياء الحق خلق كيانا دينيا ارهابيا كخازوق يجسم على صدر البلاد والعباد -فكون ضياء الحق طالبان بمساعدة المخابرات الباكستانية المخترقة من شيوخ الدين الوهابيين النزعة و دين منطقة القبائل بزرع شيوخ ممولين من السعودية مملكة الشر فاصبحت دولة داخل الدولة

نفس الشىء فعله المجحوم السادات اذ اخرج اسوأ جماعات الارهاب السياسى والدينى من السجون ومولهم بالاسلحة و المرتبات والدعم الحكومى على جميع المستويات واطلق ايديهم بالصعيد لتفريغه من سكانه الاقباط فأبدعوا بالقتل والحرق والاغتصاب والسرقات وجمع الجزية مما ادى الى هجرات جماعية قبطية داخلية الى القاهرة والاسكندرية وايضا هجرات خارجية حتى اصبح لنا جاليات قوية بكل بلاد المهجر فى اوروبا وامريكا واستراليا وكندا



بعد 11 سبتمبر وحرب تحرير افغانستان ووضوح دور الباكستان القوى فى دعم الارهاب و خلق نظام طالبان بتمويل سعودى واضح اتى مشرف بانقلاب عسكرى كوجه جديد متعهد بالتعاون مع امريكا للقضاء على الارهاب و حصل على مليارات ولكنه كعادة العسكريين الذين بمائه وجه استمر عن طريق مخابراته بحماية وتمويل منظمة القاعدة و ايضا طالبان و جعلهما فزاعة يخيف بهما امريكا ان تقع الباكستان بايديهما فيضمن استمرار المساعدات الامريكية و يضمن بقائه بالسلطة للابد هو وجماعة النصابين من الشيوخ التى خلقها وتسانده

نفس الامر حدث بمصر --اتى حسنى مبارك بعد تخلصه من السادات الذى صار عبئا على الجميع واولهم امريكا واسرائيل كوجه جديد يضمن امن امريكا واسرائيل و لكن للاسف اتى مبارك بمباركة السعودية وباتفاقه المسبق معها ضد السادات الذى كان قد اكتشف بعض اطراف هذه العلاقة السرية و كان يعتزم بيوم اغتياله خلع مبارك و تنصيب عبد القادر حاتم مكانه --

وقد افضى ابن شقيق السادات بجزء من هذه المؤامرة الى اجهزة الاعلام فتم اخراسه بسجنه وانذاره بتصفيته ان فتح هذا الموضوع مرة اخرى وضمن اغلاق فمه شقيقه العضو الاخر بمجلس سيد قراره فأفرج عنه -- ولكن الحقيقة سوف تظهر بمجرد تغيير النظام الحالى و سيظهر ايضا خفايا اغتيال عبد الناصر لصالح السادات

الان اكتشفت امريكا الاعيب مشرف و اتت ببى نظير بوتو فى انتخابات حرة نسبيا و سلمت السلطة مرة اخرى لحزب الشعب رغم ان مشرف قتل بى نظير لايقاف اللعبة كما قتل السادات قائد الجيش عندما علم بنية امريكا تغييره و ايضا كما فعل مبارك بابو غزاله اذ اطاح به مبكرا قبل ان يتفق مع امريكا عليه


لقد فعلت امريكا ومعها المجتمع الدولى الصواب متاخرا جدا و اقصت هذا العسكرى الارهابى مشرف وسلمت الحكم لحزب مدنى ديموقراطى --

فلماذا لا تفعل نفس الشىء بمصر؟؟؟

الاصولية الباكستانية اقوى كثيرا فى الباكستان و اكثر صوتا وتسليحا عن الاصولية بمصر ومع ذلك لم تخف امريكا ان تقع الباكستان بيد طالبان و القاعدة --

وبمصر يجب ان تطبق نفس الخطة ويجب الا يخاف المجتمع الدولى ولا امريكا من استيلاء الاخوان والاصولية العسكرية على النظام --

استراتيجية المجتمع الدولى يجب ان تكون مثلما فعلت بالباكستان
ابعاد الجيش والاصولية الدينية المتغلغلة بكل مفاصل مصر
و حل الحزب الوطنى نهائيا وهو حزب الحرامية والنصابين و الدم الملوث و عبارة الحجاج وقاتل سوزان تميم و تجار لحم الحمير مع محاكمتهم على الفساد والافساد والجرائم الطائفية المتعددة --
و اعادة الحكم المدنى بتكوين هيئة تأسيسية مدنية مهمتها استلام الحكم
و تحويل مصر الى ملكية دستورية مثلما كانت بالسابق قبل انقلاب العسكر--
مع حل الاخوان حلا نهائيا
و تجريم استغلال الدين سياسيا فى دولة مدنية علمانية يحكمها القانون و يضمن استمرارها المجتمع الدولى

يجب ان يكون التغيير الاخير بالباكستان هوالاساس والهدف لامريكا والعالم المتحرر فى وقف تأييد الديكتاتوريات العسكرية الاصولية واولها مصر وفى اعتماد سيناريو جيد هو سيناريو تسليم البلاد المحتلة بالديكتاتوريات العسكرية الاصولية الى قوى المجتمع المدنى والديموقراطيات العلمانية على المقياس الدولى فهى ابقى واقل تهديدا لامن العالم كله واوفر حتى اقتصاديا فى عالم ستغرقه فوضى التغييرات المناخية وشح الغذاء وندرة المياة بدوامة فوضى عالمية و لايمكن ابقاؤه فى يد مجموعة من النازيين العسكر دينيين يسوموه الجوع والعطش ويؤكلوه لحم الحمير و يشربوه مياه المجارى لان هذا سيدمر امن العالم المتحضر

فهل سيطول انتظارنا ام اننا سنسمع اخبارا طيبة قريبا؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي