الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميزانية العراق

محمد سليم سواري

2008 / 8 / 21
الادارة و الاقتصاد


قبل أيام قرأت عنواناً رئيسياً لصحيفة عراقية على أحد أرصفة شارع السعدون في بغداد ـ هذا الشارع الذي يعاني من عملية إعمار " العفو " تشويه ديمقراطي وبئس هذا الاعمار ـ نعم لم أنس هذا العنوان على الصفحة الاولى من تلك الصحيفة وبحروف حمراء كأنه البشرى وبئس البشرى " 100 مليار دولار ميزانية العراق لعام 2009 " وكان الرقم مكتوباً بـ " 100 " ولم يكن مكتوباً بالأحرف " مائة " ، اذا لم يكن هناك فرق عندنا ، فهناك الفرق البين عند منتسبي نادي الديمقراطية في العراق الحالي .. انه رقم مذهل وميزانية عجيبة يسيل له لعاب أبطال الفساد المالي البعيدين عن أعين لجنة النزاهة ـ حيث نومة أصحاب الكهف ـ نعم ميزانية لم يحلم بها في كل عصورها وبكل حكامها وملوكها أحد في العراق .. هذه الميزانية من واردات النفط العراقي ، هذه النعمة التي أنعم الله بها عباده من هذا الشعب المسكين بما يعانيه والمبتلي بقادته وحكامه .
ألف رحمة على روح هذا الشيخ المجاهد والمرحوم الذي صنع المجد لنفسه وشعبه حيث جلب التراب الزراعي من دول اخرى ليبنى بلداً ويصنع حضارة ويربي انساناً ليكون بلده منارة للعالم ويبني فيها العجائب السبع .. نعم كل العالم بكل عقولها وعصورها وحضارتها وعلى مدى تأريخها قدمت العجائب السبع المعروفة والشيخ " زايد " في فترة زمنية محدودة قدم للعالم سبع عجائب .
أما في العراق الديمقراطي فقد حظي أبناء شعبنا بالآفات السبع ( الفساد المالي والاداري ، القتل الطائفي ، التهجير الإجباري ، تصفير المواطن ، تدني المستوى التعليمي والتربوي ، تفشي الفقر والمرض والجهل ، قتل الكفاءات والمبدعين ... ) وقد تطول قائمة هذه الآفات لتدخل قاموس غيتس .. ألم تكن ميزانية العراق للسنتين 2007 و2008 تبلغ بحدود المائة مليار ولسنة 2009 ستكون ـ حسب الصحيفة ـ مائة مليار ، نعم بالمائتين من المليارات لو كانت في أيد نظيفة كأيادي الشيخ الجليل وزعيمنا المجنون لبنى بها دولة حديثة وبكل المواصفات في الصحراء الغربية من أرض الدليم او الصحراء الجنوبية من أرض المعدان .. وهذا المشاكس اليهودي إيهود باراك تلاحقه الشرطة الإسرائيلية لإستلامه مبلغ مائة وخمسون ألف دولار من مواطن يهودي أمريكي على وجبات دعماً لحملته الإنتخابية .. بالله عليكم لو طبقنا هذا المبدأ على رجالات السلطة في عراقتا في الخمس سنوات من الديمقراطية لكان حملة الحواسم عليهم ولرجعنا بالسلطة الى يوم العاشر من نيسان لعام 2003 بعد الاحتلال وسقوط النظام .
يحكى أنه في الستينات من القرن الماضي كان الفريق الركن ( علي علي عامر ) رئيس أركان الجيوش العربية آنذاك في زيارة للعراق ، وكان في جولة تفقدية للاطلاع على معالم مدينة بغداد وكان يرافقه الفريق الركن المرحوم ( عبدالرحمن عارف ) شقيق رئيس الجمهورية حينئذ ، وعندما بلغ موكب الضيف منطقة ما يسمى بقناة الجيش ، عجب الضيف في قرارة نفسه بهذا المشروع ، فسأل مضيفه عن الشخص الذي قام بإنشاء هذا المشروع ، فأراد عبدالرحمن الإقلال من شأن هذا المشروع والشخص الذي فكر بإنشائه ، فرد عليه : " كان في العراق رئيس وزراء يسمى بالمجنون وقد دفعه جنونه الى هذا العمل " .. فرد عليه الضيف وبنبرة إمتعاض : " لا يمكن أن يقوم مجنون بهذا العمل الجبار " .
نعم من يسرق المال العام بالملايين يوصف بالشاطر والذكي وبأنه يعرف كيف يتصرف ويكون نفسه ويبني مستقبل أولاده ، اما من يحب وطنه ويبني العراق ويكون عصامياً فهو الساذج والمجنون " والي ما يعرف يدبر اموره " .. والحذر كل الحذر من غضب وإنقلاب المجانين على الفريق الأول ، عندئذ توضع النقاط على الاحرف ، ولا نرثى لمعاناة أهلنا من كردستانه الى بصرته ، حيث منطقة بروشكي في دهوك ، وبلاش ئاوا في أربيل ، وحي التنك والزنجيلي في الموصل ، ورحيم ئاوا في كركوك ، وخلف السدة في بغداد ، وحي النصر في كربلاء ، والحيانية في البصرة .
"حتى اذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبسلون "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. «فريزونر» تنظم مؤتمر -الاستثمار في المثلث الذهبي- لمناقشة فر


.. العالم الليلة | استطلاعات الرأي: الاقتصاد وليس حرب غزة يتصدر




.. كل الزوايا - ما تأثير العملية العسكرية المحتملة في رفح الفلس


.. فرصة لشراء الذهب فى هذا التوقيت.. خبير يكشف عن أفضل وقت لشرا




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 9-5-2024 بالصاغة