الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن يجدي الغريق التمسك بقشة ..!

كوردة أمين

2002 / 5 / 26
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

باحثة وحقوقية

[email protected]

 

بعد ان اخفق احد الكتاب في اقناع الناس بتركمانية مدينة كركوك الكوردية العريقة رغم محاولاته اليائسة العديدة ومن خلال مقالاته المستفيضة حول هذا الموضوع لجا الى(الخوريات وهي نوع من التراث الشعبي التركماني) واراد ان يوظف تداولها في مدينة كركوك  بين البعض من محبي الادب التركماني لاثبات مزاعمه الوهمية هذه .

 

 ثم قام بمحاولة اخرى ومن خلال مقالة ثانية لاثبات  احلامه وذلك بالاستناد الى نظرية مبتكرة وهي( الغضنفريات) ورب سائل يسال  ماالمقصود بهذه الكلمة ؟ وهل هي نظرية فلسفية جديدة ام هي اختراع علمي   جديد ؟ وللجواب على ذالك نقول : بل هي متاهة بلا بداية ولا نهاية تدخل القارئ في دهاليز مظلمة وخانات معتمة واذا خرج القارئ منها على قدميه فانه يكون مصابا  بالدوار والغثيان .

 

 وفي احدى المرات جاءنا الكاتب نفسه  بفكرة مبتكرة الا وهي( القرقوزيات) ولا شك  ان كلنا قد سمع بكلمة قرقوز وشاهد تلك الدمية التي تحرك باليد والمعروفة للجميع  والتي كانت وسيلة التسلية الوحيدة للاطفال قبل اكثر من نصف قرن  , ومن خلال مقالة طويلة ومتعمقة اثبت لنا الكاتب ان اصل هذه الكلمة تركماني ولان هذا النوع من الفن موجود في كركوك فهذه المدينة هي اذن تركمانية !

 

واخيرا وبعد ان اعياه البحث والتنقيب في الحوليات ( السالنامة) المركونة في مكاتب  اسطنبول التي اكل الدهر عليها وشرب , اكتشف الكاتب  في حوليات عام 1892المعلومة النادرة التالية عن مدينة كركوك وهي ( ان الجزءالاعظم من سكان مدينة كركوك أتراك (كذا) يتحدثون التركية، وهناك قليل من العرب والأكراد) .

 

 

ونود هنا التنويه بان الانسكلوبيديا التركية المطبوعة في انقرة عام 1972  تستعمل كلمة اتراك بدلا من تركمان  عندما تتحدث عن القاطنين منهم في منطقة كركوك دلالة على كونهم من بقايا الاتراك العثمانيين الذين جاؤا مع جيش السلطان الرابع الذي استرد العراق من الصفويين سنة   1638 م وابقاهم في هذه المنطقة كحراس وذلك لغرض المحافظة على طرق التجاره بين الدولة العثمانية  وبين العراق وايران . فاذا ما سلمنا بما اورده الكاتب فيما جاء في السالنامة بان الجزء الاعظم من سكان مدينة كركوك هم من الاتراك فهذا مما يؤكد القول بان التركمان الموجودين حاليا في المنطقة هم من بقايا الحملة العثمانية الذين قدموا معها قبل اربع قرون لا اكثر .

 

  ثم حتى وان صدقنا رواية ان التركمان قد جاؤا الى العراق لاول مرة عام   54  هجرية كحراس للثغور في الدولة الاموية(1000  مقاتل فقط )  وبعدها مع الغزاة المغول الذين ارتكبوا اكبر المجازر التي عرفتها البشرية فكيف يسمحون لانفسهم بالرجوع الى هذا الماضي الاسود ويفتخرون بالانتساب الى هولاكو وتيمورلنك !

 

وعندما دخل هؤلاء الغزاة  الى المنطقة والى كركوك بالذات هل كانت هذه المدينة العريقة ارضا جرداء او مدينة اشباح خالية من السكان , واين ذهب سكانها الاصليين علما انها تعتبر اقدم مدينة في العراق, الا اذا كان هؤلاء الغزاة قد قضوا عليهم واغتصبوا ارضهم وحلوا محلهم !

 

ان الكثير من الباحثين العرب والاجانب ومنهم الدكتور شاكر خصباك يذكرون ان مدينة كركوك  انشأها الكوتييون (الكرد القدماء) عام   1600ق .م واسموها ارابخا .  فهل يعقل بان هذه المدينة الكردية الموغلة في القدم والتي لم يتركها سكانها الاصليون يوما واحدا تصبح تركمانية لمجرد اجتياحها من قبل الغزاة قبل ثلاثة او اربعة قرون فقط ؟ واي منطق هذا الذي يدعونه ؟

 

ان الاخوة التركمان وخلال فترة عيشهم في مدينةكركوك وبعض المدن الكوردستانية الاخرى احاطوا نفسهم بسور من العزلة ولم يحاولوا التقرب من القوميات الاخرى كالعرب والكرد وكان ولاؤهم وتطلعاتهم الى الوطن الاصلي والام الحنون ( تركيا ) وطغت عليهم امنيات واحلام الرجوع اليها هم والارض التي حلوا عليها ولازالوا يرددون الادعاءات الاتاتوركية في الحق بولاية الموصل ( كردستان العراق ) ويكفرون او يتهمون كل من يخالفهم الرأي بالمتعصبين وغيرها من تهم زائفة لا تستحق حتى الرد عليها .

 

و لالقاء نظرة سريعة على طريقة تفكيرهم والى جهة ولائهم اقتطف هذه الاسطر من كتاب عزيز قادر ( التاريخ السياسي لتركمان العراق ) لغرض ان يطلع عليها المنصفون حيث جاء في صفحة رقم 79 مايلي :

 

(كان من الطبيعي ان يكون موقف التركمان ورغباتهم اثناء النزاع حول الولاية – ويقصد بها ولاية الموصل بعد الحرب الاولى – منسجما مع تطلعاتهم وامالهم النابعة عن العلاقات والروابط التاريخية والقومية والدينية والتي كانت مع ابقاء الولاية ضمن الاراضي التركية وقد ابدت الاكثرية الساحقة برأيها جهرا وعبرت عنه بمختلف الوسائل من القيام بالمظاهرات او تقديم المضابط او الادلاء بافاداتهم الى لجنة تقصي الحقائق التي ارسلها مجلس عصبة الامم الى المنطقة لدراسة ابعاد المشكلة عن كثب وقد شكل وجهاء التركمان جمعية في كركوك بهدف القيام بتعبئة شعبية للمطالبة بابقاء ولاية الموصل ضمن تركيا . ولم يكن من المتصور اتخاذ التركمان موقفا مغايرا او متناقضا للاعتبارات التاريخية ومتطلبات الانتماء القومي والمصالح المشتركة..)

 

و يقول في مكان اخر ص 82 وحول نفس الموضوع ( وعليه , ليس في الامر اي غرابة على هذا الاساس في منح التركمان تأييدهم الكامل لتركيا بالنظر لاعتبارات عرقية ودينية وتاريخية وسياسية ...).

 

فاذا كان هذا هو نمط تفكيرهم فكيف نثق  بولائهم وبانتمائهم للعراق ؟ ومن الذي يضمن عدم مساعدتهم لتركيا في تحقيق الحلم المشترك بينهم الا وهو ضم منطقة كركوك الى تركيا وخاصة في ضل الاطماع والتهديدات السافرة لها حيث عادت تطالب بولاية الموصل  من جديد !

 

ولاشك انه لايخفى على احد دور بعض المشبوهين من العرب في تحريك التركمان في هذا الوقت ومحاولة ضربهم بالكورد لاغراض معروفة مسبقا , فها هو احدهم يكتب في صحيفة صوت التركمان سيئة الصيت في العدد الرابع ( نيسان 2002 ص 8 ) مقالة فيها تملق واضح للتركمان وتزوير للحقائق وتحريض لهم بالهجوم على الكورد  وذبحهم وقتلهم ! وهذا مدع ثان نشر مقالة على موسوعة النهرين يوم 24 ايار, يحرض التركمان ضد الكورد ويورد مغالطات تاريخية  عن مدينة كركوك الكوردية واصل السكان فيها متهما غيره من الاصوات العربية الشريفة والمعروفة بنزاهتها والمناصرة للقضية الكردية , بالعمالة للكورد  .

 

 

ان اسلوب خلط الاوراق من بعض الاخوة التركمان ومحاولة طمس الحقائق التاريخية لغرض تحقيق الاحلام الطورانية والاتاتوركية المقبورة  لم تعد تنطلي على احد ومثل هؤلاء مثل الغريق الذي يحاول التشبث بقشة لينجو من الغرق  فهل تنقذ القشة هذا الغريق ؟

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف