الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم ابداع وذكرى

قاسم حسن

2008 / 8 / 21
الادب والفن


14 تـمـوز في ستوكهولم العراقيون في بقاع الارض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا يحتفلون بمناسباتهم كل وفقا لما يراه مناسبة وطنية كانت أم قومية أو دينية وغيرها.. كثرت الجمعيات والمؤسسات والنوادي العراقيه الاجتماعية منها والثقافية ، في كل عاصمة ومدينة وحتى اصغرها .. لكن أن يجمع العراقيون على مناسبة وطنية ويوم أغر في تاريخ الشعب العراقي والوطن .. هذا شيء آخر، وأن يتلاحم غالبيتهم ، ويلتفوا ، ليحتفلوا بهكذا مناسبه جمعت أطياف الشعب العراقي على اختلاف توجهاتهم .. أيضا له معنى آخر ... وأن يكون ناد عراقي يسمى بأسم الثوره ويومها 14 تمور هذا أيضا له ميزة خاصة .. خاصة وأن يكون في أقصى الأرض ( ستوكهولم) العاصمة السويدية التى لم تر الظلام ... وأن يكون عمر هذا النادي قد تجاوز العقدين من الزمن .. هذا يعني التحدي بعينه .. مما يجعل من المقيمين على ادارته ومؤسسيه وأعضاءه والمشاركين في فعالياته مناضلين ومجاهدين .. نذروا أنفسهم للعراق وليومه الأغر ، كي لايمحىولايدثر هذا اليوم من تاريخ العراق العظيم ...
هناك في تلك البقعة الطيبة من الارض ( ستوكهولم) أقام نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي أيامه الثقافية العاشرة بفعاليات ، فنية ، وندوات سياسية ، وحفلات غنائية ،ومعارض تشكيلية مشتركة ، ومعرض للكتب ، وصور عن تاريخ العراق، اضافة الى معرض لتاريخ العملة السويديه ...كان في كل هذه الفعاليات دوراكبيرا للمرأة ، وفي أكثر من مجال ...

أفتتح المهرجان رسميا بالنشيد الوطني العراقي أعقبته بعض الكلمات التي رحبت بالضيوف والمشاركين .. والجمهور الذي احتشد للمشاركة بهذه المناسبه .. حيث ركزت أغلب الكلمات على احياء الذكرى الخمسين لثورة 14 تموز المجيده وتاريخ ابطالها وزعيمها الراحل عبد الكريم قاسم.. وسط تصفيق الحاضرين .. وزغاريد النساء ...بعدها بدأت فعاليات المهرجان الثقافيه بفرقة مقامات الموسيقية التراثية العراقيه. وتزامنا مع افتتاح الايام الثقافية افتتح معرض الفنون التشكيلية بمساهمة اكثر من عشرة من الفنانين التشكيليين العراقيين وكذلك معرض الصور عن تاريخ العراق ، ومعرض الكتاب.

مــقــا مــا ت

مقامات فرقة غنائية موسيقية للمقام العراقي ، والتراث الموسيقي العراقي ،أسسها الفنان أنور أبو دراغ عام 2006 ،
لتضم خيرة الموسيقيين العراقيين والذين اجتمعوا ليقدموا بآلاتهم الموسيقية الأصيلة فرقة موسيقية تراثية مختصة تقدم المقام العراقي ، تراثنا الموسيقي ، بروح عذبة وراقية .. صاحبها الجمهور الراقي من الحضور دقيقة بدقيقة ليتفاعل معها.. وينسجم مع ماقدمته هذه الفرقة التي ادارها الفنان المبدع أنور أبو دراغ بصوته العذب وعزفه المميز على آلة الجوزة تارة وعلى آلة العود تارة أخرى .. يصحبه الفنان قاسم عبد بسنطوره الذي أبدع وأدهش الحضور في عزفه .. والفنان المايستروعلاء مجيد على الناي والذي هو كذلك أبدع وعزف على هذه الآله التي تعزف حزن العراق والعراقيين .. منفردا تارة ويصطحبهم تارة اخرى أيضا ..والفنان المبدع ذو الصوت الشجي والمميز كاظم ناصر على العود وهو كذلك ينفرد احيانا ليصحب الجمهور معه الى عالم الموسيقى والعزف المنفرد ... وكانت لإيقاعات الفنان الشاب ستار الساعدي والفنان محمد لفته وقعا خاصا ..حيث تناغمت وبشكل جميل مع المعزوفات الموسيقية والغناء ،ولايفوتنا أن نذكر بأن الشكل الراقي الذي ظهر فيه العازفين وجلوسهم على المنصة بشكل يليق بموسيقاهم الراقيه واختيارهم لملابسهم الموحدة النازكة والراقيه ، ومن خلفهم زَين المسرح بديكور لايقل رقيا عن ماقدموه حيث الشناشيل العراقية ، التي هي من تراث مدن العراق القديمه وتراثها المعماري المميز .. وهكذا تفاعل الجمهور الجميل مع الفرقة وماقدمته من موسيقى وغناء ..

انتهى اليوم الاول بمتعة عراقية ، كان الجمهور فيه بطلا أيضا ، نساءا ورجالا وعوائل واطفال ممتنون لهذه الأمسية ، التي قل نظيرها في هذا المنفى البعيد .. تحية لهذه الفرقة الوليده والجميله وخيرا فعلوا في اختياراتهم .. مقتربين من الوجع العراقي وحا جة العراقيين الى هكذا امسيات لجمع شملهم حيث امتزجت المتعة والمعرفة والذوق الموسيقي العالي ..

كان اليوم الثاني فرصة عظيمة للفرح العراقي على انغام الفرقة الموسيقية العراقية ،والغناء العراقي ، مع الفنان والمطرب جلال جمال الذي ابدع في احياء سهرة غنائية ، تفاعل معها الجمهور الغفير .. حتى مابعد منتصف الليل ، وكان لحسن التنظيم العالي ، الأثر الواضح والكبير ، في انجاحها حيث المأكولات العراقية .. الشهية .. والعائلية الحميمية .. التي خيمت على الحضور .
واستمر المهرجان الثقافي بيومه الثالث ، حيث عرض فلما بعنوان ( سيرة زعيم) وثائقي عن الزعيم عبد الكريم قاسم وسيرته وحياته ، كان مؤثرا حقا ..وهو مناسبة للاجيال التي تنوعت بين من حضر ، وشاهد ، لمعرفة تاريخ بلادهم وزعيمهم الذي قاد اول ثورة غيرت من تاريخ العراق الحديث.. أعقبتها محاضرة للكاتب والباحث في تاريخ العراق الحديث والمختص بتاريخ ثورة 14 تموز وملابساتها .. وظروف قيامها .. الكاتب والباحث عقيل الناصري والذي كالعاده أثار جدلا ، وهو المثير للجدل دائما ، لأبحاثه المتعمقه في هذه الثورة .. ومعطيات قيامها ..
أعقبهاالكاتب والصحافي الاستاذ محمد الربيعي بتحليل فني عن نصب الحرية ، رمز الحرية ورمز ثورة تموز ، حيث فك رموزه بالصور والتحليل الفني المعمق والمقنع شارحا ، كل قطعة من مكونات هذا النصب العملاق الذي يتوسط احدى ساحات بغداد شامخا وعلامة بارزة .. لتاريخ لايمكن دثره ...
صوت المرأة المفاجأه الكبرى

كان اليوم الثالث دسما بفعالياته الثقافية والفنية كما اسلفت، وكنا نترقب مفاجاة ، ما ، للمرأة العراقية تحديدا ، كما اعلنت مقدمة الامسية وفقراتها ، بشرى عبد علوان ، مع العلم أننا نعرف ومن خلال البرنامج المكتوب ان هناك فقرة بعنوان ، مقطوعات لفرقة الانشاد التراثية النسويه ، ولكننا فوجئنا حقا ، بفرقة نسويه يقودها فنان شاب جميل ( الفنان الموسيقي عبد النور) الذي ابدع في جمعه لهذه الباقة الجميله من النساء مختلفة الاعمار ليقدم باصواتهن باقه من الأغاني العراقية ، لما سمى( الزمن الذهبي للغناء العراقي الجميل) من سبعينيات القرن الماضي ، ويرافقهن بآلة العود ، وعزفه الساحر ، وتمكنه من قيادتهن واستغلال اصواتهن الجميله كخامات صوتية لصوت المرأة عندما تغني .... هذه المفاجأة الكبرى بولادة ( كما أعلن بعد انتهاء الوصلة الغنائية ) ولادة أول فرقة نسويه عراقية في هذا المنفى القاسي عليهن أولا ، وعلينا جميعا ثانيا ، متمكنه من ادواتها الغنائية التي صقلت من خلال عود عبد النور وتدريباته التي لاتخلو من المعوقات ، أكيد ،
قدمت هذه الفقره التى وقف لها الجميع مبجلين الخطوة الاولى بأحترامهن ، وقوفا وبتصفيق حار استمر لدقائق ، نتمنى لهذه الفرقة الاستمرار خاصة انها ، أثبتت نجاحها في الخطوة الأولى تحية للمرأة العراقية صانعة المعجزات ، وتحية للفنان عبد النور الذي قادها موسيقيا الى عذب الغناء .. حقا انها مفاجأة كبرى للجميع ...
الفنان ستار الساعدي محاضرا

المحاضرة الفنيه التي قدمها الفنان ستار الساعدي هي خاتمة اليوم الثاث للمهرجان الثقافي وكان ختامها مسك ، كما يقولون ، حيث أبدع الفنان الساعدي بمحاضرته التطبيقيه عن تاريخ الايقاعات العراقيه في وادي الرافدين حيث سافرنا معه ، للعراق القديم شمالا وجنوبا وغربا وشرقا ، عن اصول الايقاعات تطبيقيا بأنواعها وميزاتها ، والانغام التي تتميز بها ، رافقه في ذلك الفنان عباس البصري بصوته الشجي والجميل ، تطبيقيا أثبت الفنان الساعدي ، بأن للايقاعات دورا مهما في الموسيقى العراقية وأي موسيقى ، داحضا بذلك الفكرة السائدة عن ضارب الايقاع ، في الموسيقى وخاصة النظرة العراقية منه ، حيث أن ضارب الايقاع ليس طارئا وليس ( طبالا ) ولا (دمبكجيا ) كما هو سائد لدى العامه ، واثبت بالتطبيق الجميل والعلمي ، والعملي أيضا ،بأن للايقاعات دورا مهما ، وأساسيا ، في كل موسيقى ، داحضا الفكره السائده ... شاركه الجمهور المميز أيضا ..بتفاعله ، وكثرة طلباته ، وتناغمه ، كانت هذه الفقرة ، مميزة حقا ، غذاء للروح ، اثبت الفنان الساعدي ، من خلالها، قدرته على امتاع الحاضرين متمنين لو امتدت الامسية اكثر من وقتها المحدد.

اليوم الرابع لهذا المهرجان الثقافي كان الذروة ، خاصة وان المهرجان أصلا أقيم من اجل هذه المناسبة ، حيث اليوم هو الرابع عشر من تموز ، يوم العراق الوطني ، ومن اجل هذا كان لمقدمي الفقرات ، الشاعر محمد المنصور والسيدة بشرى عبد علوان ، اللذن ظهرا بحلة ( المعيدين) بأناقتهم ، وسحر كلماتهم ، منشدين شعرا ، للفرح وللوطن والناس ، احتفاء بهذا اليوم الوطني العراقي المجيد .. حيث اتحفونا باختياراتهم الشعرية ، وكلماتهم الانيقه معبرين عن فرحهم في هذه المناسبة ، كما الجماهير التي اتت تباعا ومبكرا ، بملابسهم الأنيقه ، يتصافح بعضهم البعض تهنئة ، ويتبادلون اطراف الاحاديث الساره ، ويتداولون أخبار الوطن ، واحتفالاته في هذه المناسبه ، ويتناقلون الاخبار الساره كل من مصدره ...

إبتدأ اليوم الرابع بحفل استقبال على شرف الذكرى الوطنية واليوم الخالد ، حيث الحلوى ،والتهاني ، والورود ، الى أن حان الوقت ، لفقرات البرنامج التالي لآخر ايام الثقافة العراقية

الأزياء الفكلورية العراقيه

ماهو مميز في هذا اليوم العرض الجميل لأزياء من من الفلكلور العراقي بكافة اطيافه حيث قدمته مجموعة من النسوة الجميلات والشباب ، وكانت هذه الفقرة بأشراف رابطة المرأة العراقية وجمعية المرأة العراقيه في ستوكهولم ، وكانت حقا مميزة ومبهرة ، من حيث الازياء التي عرضت على أنغام الموسيقى والاغاني العراقية ، مع شرح مفصل عن تاريخها ، قدمته الشاعرة هيفاء كريم ، مع نبذه عن كل من هذه الازياء ، حيث العربي والكردي والآشوري و و و الخ ، واتي شمنت جميع اطياف وادي الرافدين ، استقبلت هذه الفقرة بارتياح من الحضور

عرض لفيلم وئائقي عن منجزات ثورة الرابع عشر من تموز .. كان مؤئرا بالرغم منقصر عمر الثورة الذي لايتناسب مع انجازاتها الكبيرة والمهمه للعراق وشعبه بكافة اطيافه وقومياته ، وملله ، ...

توليفة شعريه عن الذكرى قدمها الشاعر محمد المنصور والكاتب جاسم ولائي والسيده بشرى الطائي .. وهي مختارات من الشعر الشعبي .. الذي يمجد الثورة ويشيد بمنجزاتها .. ويرثي زعيمها .. ويتغنى .. بالامل المنشود .. زكانت فقرة جميله صفق لها الحضور كثيرا وسط زغاريد النسوة .. وارتياح الحضور
بعدها قدم الدكتور كاظم حبيب محاضرة بعنوان ( 14 تموز .. ثورة أم انتفاضه ) أثارت جدلا لدى الحاضرين ..
واختتم المهرجان بايقاعات واختيارات غنائيه أجادها المبدع الفنان ستار الساعدي .. مع الفرقه الموسيقية ..
ولابد من الاشارة الى ان النادي واتحاد الجمعيات العراقية قد كرم الاستاذ حكمت حسين رئيس النادي ومنسق المهرجان على خدماته الجليله في انجاح فعاليات النادي على مدى اكثر من عقدين من الزمن ( يستاهل )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل