الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رقصة العود العاري

أسرار الجراح

2008 / 8 / 23
الادب والفن



نعم هذا ما وصل إليه حال العود ذى الأوتار والمفاتيح الموسيقية التى تصرخ بصولات تطربنا وتجعلنا نتمايل دون إرادة ، ها هو الآن إني أراه يئن من أيادٍ لم تعد تشد أوتاره ولا تستطيع التعامل معها بريشة أو بلمسة بنان وأصبح مهملا فى ركن لا تزوره أعين ولا آذان ، واستبدل بالجيتار ، ذاك الدخيل على الآلات الشرقية الأصيلة وأصبح هذا الدخيل لا يلقن بالنغمات من أيدي العازفين ولكنه صار على العكس من ذالك ، فأوتاره هي ما تعبث ببنان العازفين وأصبح يتحكم بطريقته الكهرباماتيكية بمشاعر العازفين والمستمعين ويتحكم تحكما كليا برقصات البنيان لهذا العازف وتفرض عليه ما سيبنيه من سلالم موسيقية ليظهرها على صورة لحنية فاقدة الجمال ، تائهة بين الأصالة والحداثة ألم نتساءل أبدا لم اندثرت هذه الآلات الجميلة والتي كان العود هو الوتد الذي رقصت عليه بنان وريش عمالقة هذا المجال .

وحتى الكلمات والمنشدين أو حتى من يسمون في عصرنا هذا بالمطربين أصبح لكل منهم صفة غير ما اتصفت بهم في عصر ليس ببعيد فالكلمات أصبحت لا تنتسب لعروبة الشعر والطرب الأصيل وأصبح المنشدون يؤدون وصلاتهم الفنية بحركات بهلوانية لا تمت للطرب بصلة بقدر ما تنتمي إلى تجارة اللحم الأبيض فكلما تمكن هذا البهلوان من قدراته البهلوانية قيل إنه فنان ومبدع .
إذن ما الذي كانت تؤديه كوكب الشرق وهى واقفة على المسرح لساعات متواصلة تؤدي وتنشد وتضيف بكل إحساس ٍ عربها الجميلة التي تتلاحق لتسعد الأرواح وترقص المشاعر وتدمع الأعين بكل لمسة شعرية جميلة إلى مستمعيها ، وأيضا هذا ينطبق على كل العمالقة فى كل الدول العربية ممن كانوا ينشدون البقاء على هذه الأصالة ويحلمون على أكتافهم وقفة أبيات الشعر وأسماء الشعراء لترتفع عالية الكلمة النصية بأداء المنشد .

فلم أصبحت المشاعر والأحاسيس لا تقدر بثمن ؟ ، واختلف المثلث وانقلب بدرجة يرثى لها ؟ ، فبينما كان الشاعر هو الأصل ويأتي من بعده اللحن و التوزيع عن طريق تلك الآلات المخملية لتصل إلى المستمعين من خلال منشد ذي حنجرة واعية ، فياللأسف أصبحت الصورة عكسية تماما ، فصار المنشد هو القائم الأول والأخير لإبراز ما يسميه فنا ، وهو في الحقيقة فن داثر ومحطم تحت وطأة آلات وألحان لا تمت للشرقية بصلة ، وأصبح الفنان والشاعر الأصيل هو من بعض على البنان ، والعواد أصبح ما بين الاثنين لا يعرف دفة من يرجح : هل من سيعطيه الكلمات أم سينقده بالعملة ؟ ولن يعود ذلك العود الرنان لأنه سيتقاعد ، ليعطى مجالا لتلك الأعجمية مستبدلة مكانه .

نعم ما هذا ما وصل إليه الفن في العصر الحالي ، وهذا هو مفهوم الجيل الجديد للطرب والفن الأصيل فماذا عنكم هل هو قبيح أم هو جميل ؟

==============
د . أسرار الجراح
==============








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا