الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصداقة العرفية

أسرار الجراح

2008 / 8 / 28
العلاقات الجنسية والاسرية


كلنا سمعنا بما يسمى الزواج العرفي والمتعارف عليه أن يكون الاقتران لفترةٍ يحددها الطرفان ، أي أن لها انتهاء لصلاحية هذا العقد بينهما . ولكن ما لم نسمع عنه هو ما أسميناه بالصداقة العرفية بمعنى أن الصداقة محددة بظرفٍ ووقتٍ ومكانٍ لتولد فيه ، ثم تموت لأسباب مبهمة ، فعجبا أرى من أناسٍ وطرق ارتباطهم السريعة الإيقاع بالطرف الآخر ، يطلقون عليه اسم الصديق وترى هذه الصداقة حقا قد تولدت وقد تكون لها بدايات مبشرة ومشرقة ومرتبطة بروابط جميلة ولكن ما إن تباعدت المسافات بينهما حتى يشطب أحدهما من الأذهان واللسان ذلك الصديق .

وتبدو هذه الصداقات والتى تولد في أجواء معينة تفرضها غالبا ظروف الغربة من ناحية وظروف التقنيات الحديثة من ناحية أخرى ، وعلى سبيل المثال صداقات الإيميل والماسينجر والصداقات الفيس بوكية والبيرف سبوت والياهو وغيرها من هذه الصداقات العابرة والمتناقلة عبر الأثير ، فما أن تغلق الحاسوب حتى تراك أغلقت معه كل ما يخص ذلك الصديق وأيضا تكثر هذه الصور بين الطلبة المغتربين ، فإنهم يسعون للتقارب بصداقات سطحية مع أبناء هذا البلد الذي يخص غربتهم لاستغلال معرفتهم المكثفة لهذا البلد وتأمين كل إمكانيات الأمان والأجواء المؤقتة والتى قد تغنيه من مواجهة صعوبات قد تثقل عليه في غربته ، جامحا تراه لا تفوته شاردة أو واردة إلا استفاد منها مستغلا هذا الصديق المواطن والذي قد يبادله نفس التوارد الفكري بمحاولة الكسب المعنوي او المادي أو أمور أخرى اجتماعية إن لم يكن العكس ، وبذا يكون لم ينصف من قبل هذه الصداقة العرفية والتي انتهت مع رحيل هذا الصديق ، لتبقى عائمة على جدار الصداقة ، ليصبح الآخر خائنا لهذه الكلمة ولكل ما تحتويه من معان جميلة للصداقه والتصادق .

ألم تلاحظوا معي انتشار هذه الظاهرة التى استغلت هذه الكلمة الجميلة والسامية ومعانيها الإنسانية للتوغل في حياة الآخرين دون استئذان ، مستغلين كل دقيقة ليتمكنوا من اقتناص ما يرمون إليه من هذه العلاقة من مصالح شخصية وأنانية ، وبسرعة فائقه ودهاء لا يعطي لهذه الفريسة فرصة لمعرفة النوايا مستعملين كل أسلحتهم فى التحلق والدهاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المشاركة تيجان شلهوب


.. المشاركة أمل المدور




.. المشاركة في الاحتجاج نجمة حطوم


.. المشاركة تفريد الباسط




.. -بالزهور وسنابل القمح مستمرون في حراكنا السلمي-