الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حنا مينة صوت الحب والسلام والاشتراكية

ياسين المغربي

2008 / 8 / 22
الادب والفن


كل الكلمات ..تلك التي من لون الفضة
تلك التي ترشها كالاسفلت الحارق
على اعداء الطيبة ..كلمات
من سيوف و من قمح ومن كوارتز..من خمر فرنسا
من نهى من شجاعة ومن سنديان

بابلو نيرودا

ارواح من ياترى في الاقاصي
تذوب بلا اثر
كانها الثلوج البيضاء
تتبخر ...تتصاعد من الارض الى السماء

ي . يفتوشنكو


اذن غاب حنا , غاب فجاة ودون سابق انذار , غيبه الموت في لحضة تحفل فيها ذاكرته بالكثير من التواريخ الكبيرة منها والصغيرة , غاب فجاة والعالم العربي يضج بالاحداث والوقائع من الماء الى الماء , هكدا يغيب الاحباء تباعا ..بدءا من منيف الى درويش وصولا الى حنا , ولمادا ياترى في شهر (اغسطس ) بالذات يغيب اثنان من اكبر ماجادت به الارض العربية المعطاءة من كتاب وروائيين وشعراء , وأن كان الاجميع قد بكى درويش شعرا ..وان كان البعض اختار الانتحار في قصيدته بكاءا ...فان قل من سيذكر حنا , ليس لان قراءه قليلون بل لانهم قراء اختاروا الصمت لاسباب عدة .
تصعب الكتابة عن حنا , في لحضة يمتزج فيها الحزن والحب , حيث نصاب بالذعر احيانا , ونقرر ان نتكلم احيانا , ونفضل الصمت في احايين كثيرة . متجاهلين ما ناضل عليه هؤلاء ...درويش وحنا ونيرودا واراغون ورفائيل البرتي ويانيس رستسوس واخرون حياة مفعمة بالامل نضال لاجل حياتنا نحن . ولاجل وسع عالم من الحب ...نضال ضد الضلم ..
من منا لا يذكر الدقل... والثلج ياتي من النافذة...وحكاية بحار ...وهي والبحر وانا ..روايات ىاستطاعت واستطاع بها حنا ..ان يبرز على غرار نجيب محفوظ فيها كروائي وكتجربة روائية تنتظر فرصها للتقييم ...
لقد استطاع حنا مينة ان يشق طريقه في قلب حركة التحرر ...في قلب الطبقة العاملة والتي هي المضمون الاساسي لهده الحركة .
مثمثلا علاقة روائية في قلب العلاقة الاجتماعية , واستطاع بها مواجهة الغربة والعزلة والاغتراب والاستيلاب والعطالة , امام عجز البرجوازية الصغيرة , في مواجهتها المطبوعة بالانفعال الهجاء الفاضح المتوتر , واجهها حنا بملحمية العمل الجماعي الخلاق , بدرامية الصراع المنبثق من عمق حركة الواقع , واجه الة الراسمالية ببصيرة الفنان الذي يعرف واقعه وعصره جيدا , يعرف ان نبل الضمير الكوني قادر على الانتصار على استيلابه وتشييئه .
ويتجسد ذلك في الشغيلة , بالبروليتاريا التي تصنع حقا تاريخنا المعاصر .
لا اعرف فقد تتحول جنازاتنا نحن العرب الى مناسبات سياسية في معارك مستمرة وهو تقليد لم نخترعه على أي حال . هي معركة تجسيد المواقف في قلب حركة اجتماعية ..تجسدها في روايات حنا ..التي تشكل الاستتناء , في وحدة بين الشكل والمضمون و في صراع بينهما ...ولعلها المناسبة الاجدر ايضا لفتح نقاش حول وضع الرواية العربية في قلب عثارها الشامل ...ومع ان البعض يقول بان الرواية هي فن التحول , وكل تحول هو فعل جدل يتبدى في الانهيار والتكون والرواية العربية في سعيها الى دمغ وفضح مواقف البرجوازية الصغيرة قامت بتصوير الانهيار دون التكون ..ولعل الانهيار هو الطريق الاول نحو البناء ..نحو التكون الى ان الاكتفاء بالتصوير فقط يعزل الرواية عن تاريخيتها وليس عن التاريخ طبعااا ..
ولعلنا يمكن ان نقول ان الرواية العربية ساعية بجيمع جهودها الى تصفية الحساب مع البرجوازية الصغيرة وتجد في بنيتها المتناقضة مادة صراعية للكتابة , نتيجة التمويه الذي تقوم به هده الطبقة للصراع الطبقي , وما تتيره في بنية الواقع من تخلخل واظطراب فيتحول اليساري يمينيا وماهو ديموقراطي قد يصير فاشيا ...ويختلط الوطني بالاوطني والتقدمي بالرجعي ...
الكاتب الوحيد الذي استطاع تمثل الرواية العربية بفهمها الصحيح أي كصيرورة وهي حركة منفتحة في التريخ تكون مستمر لصالح القوى الجديدة ....الا ان هذا التكون لا يسير بخط مستقيم بل يعرف انكسارات والتواءات ..لذلك تدخل الطبقة العاملة في روايات حنا كصيرورة الطبقة العاملة لا تاخذ دور البطولة في روايات حنا ..لكن بطولتها متجسدة في التاريخ ..وليس واقع تجسدها .
ادا اعتبرنا ان الرواية هي الجنس الادبي الوحيد الدي مازال في طور التكون , فان المستقبل كله للرواية العربية هو المستقبل داته لحركة اجتماعية هي داتها في طور التكون ...وكل تكون خارج هده المنضومة هو اغتراب وعطالة ...
ايمانا منا ان الطبقة العاملة ستدق ابواب التاريخ بالضرورة ...كما دقت البرجوازية ابواب تاريخ الاقطاع ...
ياسين المغربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس