الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسمع محمود درويش يهمس في أذني

خالد يونس خالد

2008 / 8 / 22
الادب والفن



كنت في مشوار، وإذا بي أسمع محمود درويش يهمس في أذني:

"ما فائدة القلم اذا لم يفتح فكرا أو يضمد جرحا أو يرقأ دمعة أو يطهر قلبا أو يكشف زيفا أو يبني صرحا يسعد الإنسان في ضلاله".

وقفت أفكر، فإذا بجمع من صبايا مدينتي المحتلة، وصغيرات من ضيعتي المحترقة يقلن رحل عنا شاعرنا محمود درويش.

قلت كيف يرحل وأنا لا أزال أسمع صوته وهو ينشد لفلسطين؟
لا أزال أراه اليوم كما رأيته البارحة بين كلمات قصيدته (معكم). حيث قال

"معكم .. معكم قلوب الناس
معكم عيون الناس
معكم أنا .. معكم أبي وأمي
معكم عواطفنا .. معكم قصائدي"

"كل شئ إذا كثر رخص إلا الأدب فإنه إذا كثر غلا".
فما بال أدب يغني لفلسطين!!

كان الشاعر الإنسان
يقف مع كل مظلوم تحت الشمس
يمسك بيد كل أسير فلسطيني مضطهد في عراق الإحتلال كما هو مضطهد في فلسطين المحتلة
إنه يذكرنا دوما بمأساة الشعب والوطن، ويقول
"هل خرَّ مهرك يا صلاح الدين؟ هل هوت البيارق؟ "

وأتساءل ماذا فعلت العروبة لفلسطين اليوم؟
كان الشاعر الفلسطيني العربي الكبير واعيا كل الوعي حين كان يرى الشعب الفلسطيني شبه منسي من قبل العرب والمسلمين في المحك العمليي.

محمود درويش شمعة تضيْ الظلام، وشعبنا بين نيران الصهاينة وعدوان أمريكا.يتحدى الظلام.
كان يحمل فلسطين في قلبه حين قال "عاشق فلسطين".
أي شريف لا يعشق فلسطين يا درويش!!
أي قلب قد أصابه العمى إذا نسي فلسطين!!
أي شاعر أنت، في قلب فلسطين، كما كانت فلسطين في قلبك!!
محمود درويش. مَن ينساك وأنت في فلسطين؟؟

آه من زمان يرحل العزيز حرا، ويعيش الحقير عبدا.
آه من حياة يبقى الأمير صوتا مدويا في حياته وفي قبره، يخيف الجبناء الذين يخافون من أنفسهم في القلاع التي تحميها الصعاليك.

العروبة، أين هي في كل هذه المآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني العظيم. صدقت حين قلت:
"ونقول بعد الآن فلتحيا العروبة"

"لاخير في أمة
السيف عند جبانها
والمال عند بخيلها
والعلم عند جاهلها".

الشاعر الهندي طاغور يناديك من البعد البعيد، ويقول:
"حيث العقل لا يخاف، والرأس مرفوع عال
وحيث المعرفة حرة
وحيث العالم لم يمزق التعصب جدرانه
وحيث تخرج الكلمات من أعماق الحقيقة
وحيث الكفاح المستمر يمد ذراعيه نحو الكمال
وحيث لايفقد جدول العقل مجراه في صحراء التقاليد الميتة
وحيث يقود العقل نحو ساحات أفسح من الفكر والعمل
تحت سماء الحرية تلك .. يا إلهي.. أيقظ وطني".


أراك اليوم يا درويش شعرا نابضا بالحياة في عيون كل إنسان يحب الحرية.
ها أناأ سمع المثل العربي يقول لي بصوت خافت شجي: " ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد الصديق الذي يستحق التضحية".

وجدناك صديقا لكل فلسطين، فمن يستحق التضحية أكثر منك في عالمنا الحزين؟
ألا تستحق بعد كل هذا أن تكون التضحية في ذكراك،
إلتئام الجروح،
ونسيان الغروب،
لتشرق الشمس برص الصفوف،
ووحدة الشعب والقلوب،
وبدء المسيرة لتحرير الحبيبة المقيدة بالسلاسل لغسل الجوارح من الذنوب.

نقول وسنبقى نقول،
نعمل ما شاء الله تعالى أن نعمل
ففلسطين تبقى في القلب،
القدس عشق بلا انتهاء.

آه يا زهرة المدائن: " إذا أحبَك مليون فأنا معهم. وإذا أحبك واحد فهو أنا. وإذا لم يحبك أحد فاعلم أنني مت".

إلى اللقاء

الدكتور خالد يونس خالد - السويد
11 أغسطس 2008 - السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بحب التمثيل من وأن


.. كل يوم - دينا فؤاد لخالد أبو بكر: الفنان نور الشريف تابعني ك




.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: لحد النهاردة الجمهور بيوقفن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كل ما أشتغل بحس بن




.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو