الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لست (مهند)..كما أنكِ لستِ (نور)!!

سعد تركي

2008 / 8 / 22
كتابات ساخرة


أرهقني مسلسل (نور) بحلقاته التي تخطت عتبة الأربعين بعد المئة حلقة قابلة للزيادة والتمديد الى أن تشاء ارادة المؤلف والمخرج في انهاء (مط) أحداثه المكررة واراحة أعصابنا, وتهدئة أسعار النفط في السوق العالمية التي أصبحت ترتفع وتنخفض تبعاً لعلاقة البطل الوسيم بالبطلة الجميلة!
أرهقني وأتعبني مسلسل (نور) حين رأيت في نظرات الزوجة التي أحببت تطالبني أن أصبح مهنداً في وسامته وأناقته ورومانسيته ورقته..لست –ياعزيزتي- حفيد (شاد أوغلو) ليورثني عيوناً زرقاء ووسامة وأناقة وعذوبة ..يورثني تبطلاً وتفرغاً تاماً للعشق والهيام الرومانسي, لأصبح مثله لا هم العيش يعبر سماء حياتي,ولا سيف المؤجر مسلط على رقبتي وجيبي..لا خوف ورعب المفخخات والتهجير والخطف يشل خطوتي..لست حفيد ( شاد أوغلو) لأملأ الفيلا الواسعة المطلة على البحر بالورود والأزهار والهدايا الثمينة , أنسيت أن الوطن لا يملك بحراً كي يطل بيتنا عليه؟ ليس أمام البيت سوى(جيحة) أحدثها طفح المجاري..كيف تريدنني أن أكون أشقراً أحمر الوجه والشمس تلفح وجهي من الصبح الى المساء؟
لست (مهند) لتتفرغ عائلتي ومعارفي وأصدقائي لمشاكلي في الحب ويقدمون لي النصح والمشورة والتعاطف..لست (مهند) لأعبء كل من حولي في خدمة حبي لك تاركين كل مشاكلهم ومشاغلهم واهتماماتهم.
وكما أنني لست (مهند), فأنتِ يا غاليتي لستِ (نور)..لستِ رشيقة القوام والقد مثلها,أنيقة دائماً,جميلة أبداً,لا يفارق التألق والنظارة وجهها حتى حين خطفها وجوعها وعذبها المرحوم اللئيم (عابدين) تغمده الله بواسع رحمته..لستِ (نور) البارعة الناجحة في عملها كما شاءت لها ارادة مؤلف المسلسل ومخرجه..هل تعرف (نور) كيف تشعل (جولة) اذا نضب الغاز أو تنير البيت ب(لالة) اذا غادرتنا الكهرباء وتجلب الهواء العليل لابنائها ب(المهفة)؟!
لست (مهند) وأنتِ لستِ (نور) كي تنزاح المشاكل والصعوبات عن طريقنا بعصا المؤلف وسحر المخرج..لسنا يا حبيبتي أبطالاً في مسلسل كتبه مؤلف أدار ظهره للحياة على الأرض وحلق في سماوات الخيال وابتكر شخوصاً بطرة لا تنتمي لحياتنا وليس عليها أن تعاني صعوباتها وآلامها وشقاءها..لا أريد لك أن تكوني(نور).. انما كما أنتِ زوجة قاست معي صعوبات الحياة وآلامها,ويداً تربت ظهري حين يهدني التعب,وانامل حانية رقيقة تمسح دمعتي حين يستبد بي الهم والحزن ,وأماً لأطفالنا الذين ملأوا البيت الصغير صراخاً وزعيقاً وضجةً وأرهقوا دخلنا الشحيح , وجلبوا لنا بعض السعادة , وفتحوا لنا نافذة بسعة الحلم ننظر من خلالها الى المستقبل الذي نتمناه لهم ولنا وللوطن..
بدل أن نقارن أنفسنا بمهند ونور ..علينا أن نصنع البسمة على شفاه الوطن الغارق في الحزن والكمد,ونزيل آثار الدمار والخراب عنه ونحوله الى جنة نحيا فيها مع أبنائنا واخواننا واخوتنا الذين يشاركونا حبه وعشقه..من يبني الجنة في وطنه فأن كل جنان السموات ستكون أبوابها مشرعة له ولأحبائه..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة


.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد




.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم


.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?




.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد