الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياشعوب العالم توحدوا ضد الخطر الامريكي الجديد

علي حسين الخزاعي

2008 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


قبل اشهر ليست بعيدة استنفر البيت الابيض الامريكي من ساسة وقادة جيشه من الجنرالات في لعبة ارادوا منها ان يخدعوا العالم في اعلانهم , عن انتقال القاعدة ومنظماتها الارهابية من العراق الى افغانستان , محاولين في ذلك ألفات الانظار الى افغانستان وذرالرماد في عيون الناس وابعادها عن اللعبة الجديدة من مسرحيتهم الجديدة القديمة ضمن نفس المخطط للتوجه نحوالحدود الروسية والصينية بأعتبارهما , دول مارقة حسب القاموس الامريكي – الغربي .
تلك التصريحات لم تصدراعتباطا , بل هي ضمن نفس المشروع الامريكي الكبير , وهو ليس كما يدعون في الدفاع عن الشعب الافغاني ضد القاعدة صنيعة الامريكان بل الهدف هو بناء قوة عسكرية اكثر متانة لمواجهة الخطر الروسي – الصيني , ووضع الدولتين بين كماشة من الترسانات العسكرية , حيث تحولت الاسطوانة الامريكية القديمة الخوف من الخطر الشيوعي الى الخوف من الخطر الروسي – الصيني , فأصبح الاقتصاد الروسي والصيني بعبع في وجهة نظر منظري البرجوازية الغربية والامريكي ولأجل حماية مصالحهم الطبقية , لابد من اعاقة تطور الاقتصاد الروسي والصيني من خلال جرهم الى الحرب الباردة وسباق التسليح العسكري , وعرقلة تطورها الاقتصادي وايقاف غزوها التجاري نحو الغرب والعالم الثالث بأعتبارها المنافس الاقوى والاقل ثمنا في العالم من بضائعهم التجارية بمختلف الانواع بدءا من ابرة الخياطة الى المعدات العسكرية من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة .
أن مسلسل الاحداث منذ بناء القاعدة وبقيادة ابنهم العاق بن لادن لمواجهة الخطر الشيوعي السوفيتي في افغانستان مرورا بحياكة الضربة القاضية في نيويورك وضرب افغانستان والحرب على العراق , بحجة الارهاب الصنيع الامريكي , كان ولايزال موضع شك كل المحللين والقوى الخيرة , بأنها لم تطبخ في غير مطبخ البيت الابيض الامريكي تنفيذا للمخطط الكبير الشرق أوسطي .
ان مخاطر نشوء القواعد العسكرية في بولونيا وانشاء الرادار في جمهورية التشيك له من الاهمية للمصالح الامريكية والغربية , ولكن على حساب البدان الاخرى وشعوبها وخاصة الجمهورية الروسية والصين الشعبية وبلدان المنطقة , وان مشكلة جورجيا كانت الشرارة لأندلاع حرب لولا ادراك حكام روسيا للمخاطر المحدقة بهم ومبادرتهم لأسكات اصوات القوى المناهضة للقوى الخيرة , وكان بنفس الوقت استتباب الاوضاع هناك بداية لتهدئة الامور بعض الوقت وانذار للقوى الامبريالية .
فلا نعتقد ان حاملي لواء الدفاع عن حقوق الانسان عبر فوهات البنادق وبناة المجتمع الديمقراطي على ظهر دباباتهم سوف يقفون عند هذا الحد في تسريع الحرب الباردة والعودة بعقرب الساعة الى زمن الدولتين العظمتين وبعكس تصريح سيدة الدبلوماسية الامريكية كوندوليزا رايس وما تتصف بها كأسيادها بالكذب والرواء خدمة لأهدافهم ومصالحهم الطبقية وذلك في تصريحها في عدم امكانية العودة الى الحرب الباردة .
ان قوة التناقضات في المعسكر الرأسمالي لايدع للشك حول امكانية ومحاولة ابتلاع العالم من قبلهم بهدف الربح وابتزاز البشرية ونهب خيرات الشعوب واشعال الحروب لأجل تصدير ازماتهم , كون ان السياسة هو انعكاس للأقتصاد فمن اجل الحصول على الخيرات المادية وباسعار رخيصة لابد لها من شن حروب لتقسيم العالم كما حدث في الحربين العالميتين الاولى والثانية .
فمخاطر الحرب الباردة ليست كما كانت في السابق , لأن ما يملكه العالم من تكنولوجيا عسكرية راقية ومتطورة يمكن ان تبيد اكثر من ثلثي شعوب العالم , فالمهام الكبيرة التي تقع على عاتق شعوب العالم وقوى السلم والديمقراطية وخاصة في بلدان العالم الغربي وامريكا الى جانب شعوب العالم الاخرى , هي ممارسة الضغط على حكامهم وتحذيرهم من مخاطر العودة الى الحرب الاردة , تلك السياسة التي كلفت العالم الكثير من الاموال والارواح والمعدات كان يمكن ان تستثمر لخدمة البشرية .
ان دول الغرب وامريكا يعلمون انه من اصعب المهام هي اقتحام الروس بسبب الشهامة والشجاعة التي يملكها هذا الشعب والذي قدم اكثر من عشرين مليون في سبيل السلام العالمي ودفاعا عن شعوب العالم في تحطيمه لأقوى نظام اقتصادي عسكري فاشي في العالم ( نظام هتلر الفاشي وموسوليني النازي وهرطقة النظام الياباني المتغطرس ) بالاضافة الى مرور اكثر من سبعين عاما على تربية الشعب الروسي على حب السلام والاخاء واحترام الشعوب باكملها والتضامن معها والدفاع عنها , فالجديد في روسيا لم يغير من الطبيعة الطبقية المناضلة لدى الشعب الروسي التواق للحياة الحرة والكريمة , فهم اعرف ان الامريكان والغرب اسباب اخرى كبيرة لما حل ببلادهم وشعبهم الذي ذاق الامرين بعد انهيار النظام الاشتراكي وعمت البلاد البطالة والفقر والمجاعة والامراض المتفشية .
انهم تواقون للأنتقام من الرأسمالية كنظام اقتصادي احتكاري مستغل لخيرات الشعوب , والاكثر فان الامريكان يعلمون ان شعبا شرب من نبع الماركسية لايمكن ان يركع لهم بل سيناضل من اجل تحريره من الاستغلال الوحشي والخلاص من العولمة الرأسمالية المتوحشة , انها حتمية انتصار الشعوب وهذا لن يطول ويتحقق ذلك بأتحاد الشعوب وتضامنها ضد الخطر الامريكي الغربي المتغطرس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل