الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوضع العراقي .. نظرة اخرى

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


كي تكتمل اطر رؤية وضع العراق المحتل وما ترتب عليه من فعل
الاحتلال وجرائه ، علينا اعادة النظر في اوجه أطراف نزاعه وأجندات
اهداف هذه الاطراف . فأغلب هذه الاطراف مازال يعيش مرحلة طفولة
سياسية تعوزها خبرة الممارسة ووضوح الرؤية على صعيد الفهم والتقدير
واستيعاب طبيعة المرحلة وحقيقة اهدافها واجنداتها ، في العراق والمنطقة
ككل ، سواء من قبل مشروع دولة الاحتلال او باقي اطراف الصراع الدولي
التي تستهدف العراق او تتخذ منه ساحة لتحقيق مصالحها فيه ، بأعتباره
هدفا لينا خلال هذه المرحلة من عمره السياسي .
الاطراف السياسية ، التي صنعت اغلبها ادارة الاحتلال بعد احتلال بغداد ،
مازالت مأخوذة بدهشة وامتيازات السلطة التي جاءتهم في غفلة من الزمن
ودون جهد او خبرة ( النضال السياسي ) والاحاطة بأبعاد اللعبة السياسية
وقراءة اوجه نردها قبل ان يقع في مربع الخصم . ولذا نرى دأب زعامات هذه الاطراف
الانصراف الى بناء الامجاد والثروات الشخصية والفئوية وتحقيق المكاسب الحزبية
ولو جاءت على حساب مستقبل البلاد ومصلحة الشعب .
الامر الاخر ، وهو الاكثر اهمية ووطأة في اثره ، هو انصراف هذه الاطراف الى
تطبيق اجندات الاطراف التي صنعتها ودعمتها في كل ما يتعارض مع مصلحة
العراق ، ككيان سياسي ، ومصير سيادته الوطنية لكونه ينسجم مع مشروع
تدعيم نهج الاقطاعيات السياسية ( مشروع لبننة العراق ) الذي لم تنفرد ادارة
الاحتلال في التخطيط له والاحزاب التي صنعتها ، بل ساهمت به دول عديدة اخرى
تصدرت قائمتها بعض دول الجوار العراقي .
ان مرحلة الطفولة السياسية التي تعيشها الاحزاب العراقية ، وتصر اطراف عديدة
على استمرارها الى سن شيخوخة هذه الاحزاب ، هو مشروع تكريسي الهدف منه
تكريس حالة من الضعف السياسي والنفسي لدى المواطن العراقي ، واخراج العراق
من دائرة الصراع العربي كقوة فاعلة ومؤثرة كان يحسب لها الف حساب .
الممض في النفس ان ينفذ هذا المشروع الهدام قوى وشخصيات محسوبة على العراق ،
والاكثر مضاضة هو جهل هذه الاطراف بحقيقة ان مصيرها مرحلي وانه سينتهي
بفراغها من تطبيق ما مرسوم لها .
كلنا يدرك الحقيقة التي تقول ان السيادة على خارطة الصراع الدولي ، ومنذ نهاية الحرب الباردة – كواقع سياسي
جديد – هي للمال ولوسائل الاعلام ، وهي الادوات البديلة للبندقية والمدفع في النشاط الاستعماري الحديث
وفلسفته كفعل ومفهوم استراتيجي .. و ان اول ما حرصت ادارة الاحتلال عليه
هو تجريد القوى الوطنية العراقية من هذين السلاحين الفتاكين ، مقابل اغداقهما على
الاطراف التي ساندت مشروعها ؛ وعليه فان اول ما يجب على الدول العربية التي
يهمها امر العراق واهله هو رفد القوى الوطنية العراقية بأدوات هذين السلاحين
الى جانب باقي اساليب المقاومة المشروعة ، الى جانب مقاطعة الحكومة الكارتونية التي
نصبها الاحتلال ، كونها لا تمثل الا اشخاصها ومصالحهم الفئوية واجندة الاحتلال
التي ، يعرف الجميع ان العراق الضعيف والمستغل ، ليس الا الخطوة الاولى
في مشروع الشرق الاوسط الجديد اوا لمشروع الامبراطوري للولايات المتحدة
في الشرق الاوسط الذي تعيد رسم خارطته اليوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأميركيون العرب -غاضبون من بايدن ولا يطيقون ترامب- | الأخبا


.. اسرائيل تغتال مجدداً قيادياً في حزب الله، والحزب يتوعد | الأ




.. روسيا ترفع رؤوسها النووية والناتو يرفع المليارات.. | #ملف_ال


.. تباين مواقف الأطراف المعنية بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة




.. القصف التركي شمالي العراق يعطل انتعاش السياحة الداخلية الموس