الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوة نحو تفعيل العملية السياسية

علي حسين الخزاعي

2008 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لقد عانت العملية السياسية في العراق من التعرجات ولطمات الامواج العاتية بشكل كبير , جراء الصراع على تقسيم السلطة والنفوذ , فدخلت الحوارات جوانب شتى لأقرار الكثير من التعقيدات والمعضلات خاصة في اقبية مجلس النواب العراقي الجهة التشريعية الاعلى في البلاد .
ولكون تلك القوى المشاركة في العملية السياسية لم تضع يوما قضية الشعب في المقام الاول مما ادى ذلك الى التأخير في اتخاذ الخطوات الملموسة لحسم الكثير من الامور لصالح الشعب والوطن المهدد بمخاطر جمة لا يحمد عقباها .
فمن تلك القضايا الحساسة والاساسية اليوم , قضية عدم اقرار قانون الانتخابات لوقت ليس بقصير , والاصرار على استخدام الرموز الدينية ودور العبادة في الدعاية الانتخابية رغم التصريحات التي اصدرتها مكاتب المرجعيات , وخاصة المرجعية الدينية العليا للسيستاني وموقفه المعلن في وقوفه على مسافة واحدة من الكل دون تمييز .
ان الموقف الذي اعلنه زعيم الائتلاف الموحد العراقي السيد عبدالعزيز الحكيم في التخلي عن استعمال الرموز الدينية ودور العبادة في العملية الانتخابية القادمة , في حالة الاتفاق في المجلس النيابي وفي حالة اعتبار ذلك معيق للأنتخابات لهو خطوة جديرة نحو تفعيل العملية السياسية , لكن هذا الموقف يحتاج الى التطبيق الفعلي على الارض والعمل على تثقيف الجماهير بالذهاب الى صناديق الاقتراع بحرية ودون ضغوط او اغراءات .
في الحقيقة طرح هكذا امور ليس من باب المزاح او التقليل من اهمية القرار الذي اعلن في التخلي عن استخدام الرموز الدينية بل هي نابعة من التجارب المريرة التي مرت على شعبنا في زمن النظام المباد , وكذلك في الانتخابات التي انجزت بعد سقوط الطاغية والملايين التي خدعت تحت واجهات قومية ضيقة او طائفية مقيتة , والمخيف هو العودة بطرق واساليب اخرى للضغط وتهديد الجماهير ودفعها لمنح اصواتها تحت تهديد السوط المخفي ومنها مخافة الله في منح الصوت لقوى يسارية او ديمقراطية وكأن هذه الانتخابات تحسم مكان الانسان في دخوله الجنة أم النار .
نحن بحاجة ماسة اليوم وخاصة بعد تلك الخطوة التي اعلنت من قبل السيد عبدالعزيز الحكيم للتوجه لتطوير الخطاب السياسي العقلاني ورفع مستوى الوعي الانتخابي على اسس سليمة تفي بالغرض المطلوب بمشاركة الجماهير في الانتخابات على اساس البرامج السياسية والاقتصادية والثقافية والعمل الجدي لتقديم كل التسهيلات التي تقدم الخدمات الى ابناء شعبنا في الممارسة الانتخابية المرتقبة لأنتخاب مجالس المحافظات لتكون البروفة الصحيحة للأنتخابات القادمة البرلمانية ونكون بذلك قدوة في المنطقة ومثال للجميع في امكانية تحقيق الانتخابات الديمقراطية اعتمادا على ابناء شعبنا في ادارة شؤونه مستقبلا بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة والطائفية المقيتة على اساس ان العراق ملك الجميع ومن حق الجميع اداء الواجب المقدس لخدمة شعبهم ووطنهم .
علي حسين الخزاعي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة