الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات العمالية ومخاطر سياسة المحاصصة الطائفية

علي حسين الخزاعي

2008 / 8 / 25
الحركة العمالية والنقابية


لقد اعلن في الاونة الاخيرة عن تشكيل لجنة تشرف على الانتخابات العمالية المرتقبة التي مزمع اجرائها في العراق خلال الفترة القادمة , والمعروف ان اعداد من الكوادر النقابية عقدوا اجتماعا في اوائل آيار عام / 2003 اي بعد سقوط نظام الطاغية باسابيع قليلة ثم عقد مؤتمرا وبحضور اكثر من ( 300 ) كادر نقابي الى جانب بعض الشخصيات السياسية وقاض وتم انتخاب مكتب تنفيذي للأتحاد العام لنقابات العمال في العراق وتم اعتماد المؤتمر من قبل مجلس الحكم ايام السيد الدكتور عدنان الباجه جي واعترافه كونه الممثل الشرعي والوحيد للطبقة العاملة العراقية , وتعتبر تلك البادرة الاولى من العمال العراقيين النجباء من اجل تطوير الوعي الطبقي وتفعيل دور العمال في اعادت بناء الوطن من بين كل منظمات المجتمع المدني , وكان يفترض التزام القوى السياسية بذلك وعدم التدخل في شؤون الطبقة العاملة استنادا الى تجارب الفترة المظلمة في حياة الشعب والطبقة العاملة بعد ان قرر الطاغية المقبور في العام 1987 وبقراره المشؤوم 150 عن حل الطبقة العاملة في القطاع العام واعتبارهم موظفين وبعدها اصدار قرار الغاء النقابات في القطاع العام .
المؤسف ان القوى القومية والاسلامية الطائفية شكلت لجان نقابية بعد ذلك من دون اجراء اية انتخابات والاعتماد على الكوادر البعثية التي عبثت ايام القائد الضرورة وهم كانوا على استعداد بمجرد اعلان التوبة وانقاذ رؤوسهم العفنة من عدالة الشعب وحكم القانون .
ان الواجب يحتم اليوم على العمال الالتفاف حول المخلصين واصحاب التاريخ النضالي ضد الدكتاتورية من الكوادر النقابية وانتخابهم لقيادة اللجان النقابية والاتحاد العام باعتبارهم اصحاب تاريخ نضالي وسمعة طيبة ونزاهة في المواقف والسلوك وهم المدافعين الحقيقيين ضد كل انواع الظلم الطبقي والسياسي والاجتماعي وهنا نسترعي الانتباه الى اهمية الالتزام بثوابت العمل في الدعوة المستمرة الى اجراء الانتخابات بطريقة شفافة ونزيهة وديمقراطية بعيدا عن تدخلات القوى السياسية القومية الضيقة والطائفية المقيته خوفا من تجيير تلك الانتخابات لمصالحهم الحزبية الضيقة . فالوحدة ضرورية للطبقة العاملة , والوحدة هذه لايحققها غير منظمة واحدة يحقق للعمال جميعا غايتهم من دون خوف او ارغام .
والوحدة ضرورة موضوعية للعمال حيث يمكن فهم تلك الاهمية من خلال مراجعة التاريخ النضالي للطبقة العاملة العراقية والعالمية واستنباط الدروس الجليلة منذ انبثاق الحركة النقابية , لذلك فالوحدة لايمكن ان تمنح بل تتحقق عبر النضال الطبقي الدؤوب والمستمر تحت قيادة الاتحاد النقابي الموحد والمنتخب من قبل العمال انفسهم .
فالوحدة مستحيلة من دون تنظيم نقابي عمالي ومن دون قيادة عمالية منتخبة وبشكل ديمقراطي حر لأن النقابات هي مدرسة للنضال الاقتصادي , مدرسة لتطوير الوعي الطبقي للبروليتاريا , مدرسة لتطوير الوعي السياسي وتحمل المسؤولية تجاه الوطن والشعب , مدرسة لتدريب العمال ولتشديد النضال ضد الاستغلال والاضطهاد الطبقي والسياسي والاجتماعي ومدرسة لخلق الكادر النقابي القادر على قيادة مركب العمال الى شاطيء الامان .
ان البرجوازية والرأسمالية ومن لف لفهم من مطايا التاريخ يبذلون قصارى الجهد في عدائهم ضد العمال وتحطيم شوكتهم النضالية المتمثلة بالنقابات لذا نلاحظ الدور الكبير والاهتمام الواسع لدى كل الانظمة البرجوازية في تطوير اساليب عدائها ضد الطبقة العاملة ونقاباتها والاتيان بمجموعات انتهازية امتيازية من الوسط العمالي لتحل مكان الممثلين الحقيقيين بعد تشديد المطاردات ووضع اعداد منهم في زنازين النظام وتعذيبهم لحد الاستشهاد .
ان الواجب على كل الخيرين من ابناء شعبنا العمل المتواصل والكتابة عبر الصحافة وعقد الندوات لتوضيح تلك القضايا الحساسة لوضع كادحي شعبنا بالصورة الحقيقية والدفع باعطاء اصواتهم لممثليهم الحقيقيين من اجل ان لا تتكرر المآسي السابقة وتستغل عبر استغلال الرموز وتحويل النقابات الى واجهات سياسية وتمزيقها كما اليوم على اساس المحاصصة الطائفية التي ستكون كالوبال على كاهل العمال بغض النظر عن انتمائه القومي او الديني او المذهبي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب معهد العلوم السياسية في باريس يعتصمون داخل المعهد تضامن


.. استقالة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية احتجاجا على استمرار




.. فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو بباريس دعما للفلسطين


.. فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو في باريس دعما للفلسط




.. 8 شهداء من العاملين ضمن فرق تأمين المساعدات إثر غارة إسرائيل