الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتلال

عبدالاله البياتي

2004 / 2 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ادا كان النظام السابق قد قاد العراق الى مآسي وكوارث واضطهاد وانقسامات فأن الاحتلال ومارافقه من خراب وتدمير وتعسف وسياسات قد ضاعف ما يعانيه العراقيون وجعل الخلاص من هده المعاناة مرتبطا بالخلاص من الاحتلال واسترجاع السيادة
ولم يعد التساؤل اليوم هوعلى رفض اوقبول الاحتلال فالعراق باجمعه وبكل هيئاته وتياراته السياسية والدينية والاجتماعية متفق على ضرورة التخلص منه واسترجاع السيادة فكل التساؤل هومتى سيتم ذلك وكيف.
فلقد بات واضحا الان للجميع ان الاحتلال غيرقادر على حل اي من المشاكل التي يجابهها العراق بل وان مشاريعه واهدافه وسياساته المعلنة والجارية تزيد من معاناة العراقيين وتؤخر حلها ان لم تزيدها تعقيدا
وليس عجيبا لذلك ان المحتل قد اصبح اليوم كراكض وراء السراب فمشاريعه التي ينفذها باسم الديموقراطية لن تمر ان لم يقضي على الهوية العربية الاسلامية للعراق ويجهز على كل التيارات القومية والاسلامية واليسارية وان لم ينجح في اثارة الحزازات والصراعات القومية والدينية والطائفية وان لم ينجح في السيطرة على ثروات العراق الطبيعية ويسخرها لمصالحه وان لم يستطيع اذلال هذا الكادر السياسي والاداري والتكنيكي الواسع الذي يملكه العراق داخل الدولة وخارجها داخل العراق وخارجه على ان يجري كل دلك برضى
العراقيين وامام انظار العالم باجمعه
لا احد يمكن ان يصدق الكلام عن الديموقراطية فالاحتلال بحد ذاته هو اعلى اشكال الديكتاتورية لانه ينكر بالقوة العسكرية على شعب العراق سيادته على ارضه وحقه في ادارة شؤونه بنفسه.
 ولسنا بحاجة الى خبرة سياسية كنيرة لنعرف ان العراق هومهد الحضارة العربية الاسلامية ولن تستطيع اي قوة مهما بلغت قوتها وجبروتها ازالة هويته واعتزازه بها وان المس بهذه الهوية سيثير معارضة متزايدة في صفوف العراقيين بل وان واكثر ما يحتاجه العراق اليوم هو التمسك بهذه الهوية والى تحقيق السلام مع الدول العربية والاسلامية المجاورة وتوثيق  التعاون معها جميعا كطريق للخروج من محنته 
 ولسنا بحاجة الى معرفة عميقة بتاريخ العراق ومجتمعه لنعرف ان سياسة فرق تسد باسم اجتثاث البعث او مواجهة السنة لن تنجح في اذكاء الصراعات بين ابناء البلد الواحد فالمجتمع العراقي ورغم كل الاختلافات القومية والدينية والمذهبية والطبقية مشبع بقيم العيش المشترك العميقة في حياته. وكان كافيا لاظهار هذه الحقيقة ان يقوم المحتل بالغاء الدولة لتبرز الى العلن قيم التضامن الوطني والديني وقيم الانتماء المديني والتعاطف العشائري والعائلي هده القيم التي التي تشكل قوة المجتمع العراقي والتي ساهمت الديكتاتوريات المتعاقبة السابقة في سحقها
اما اثارة الاختلافات بين القوى القومية والاسلامية واليسارية باسم صراعات الماضي  ان العراق يملك من الكادر السياسي الواسع المدرك لضرورة اقامة كتلة وطنية موحدة تناضل من اجل استعادة السيادة وبناء عراق ديموقراطي والمدرك ان محاكمة صراعات الماضي ينبغي ان تنير طريق  وحدة  اليوم لا ان تعيق تشكلها والمدرك لخطورة السماح للمحتل ان ينفرد بهذه التيارات واحدة بعد الاخر
ومن النافل القول ان كل القرارات التي تتخذ في ظل المحتل وخصوصا القرارات الدستورية والقرارت المتعلقة بالثروات الوطنية هي قرارات مؤقتة ولا تملك صفة الالزام لشعب العراق ولن تكتسب اية شرعية دولية   
ان المحتل يركض وراء سراب فكلما كشف عن مشاريعه واهدافه كلما توسعت المقاومة باشكالها المتنوعة وكلما استخدم القوة ضد المقاومة كلما انكشفت مشاريعه
نحن لا نستهين بقدرات الولايات المتحدة العسكرية والاقتصادية والسياسية ولكن القوة لا تخلق حقا وكل هذه القدرات هي اضعف من ان تصمد امام حق شعب عريق يريد ان يحكم نفسه بنفسه هذا الحق المكفول له في كل الشرائع والاتفاقيات الدولية والذي يتمتع بتاييد كل المنظمات العربية والاسلامية و الدولية
ان المشروع الامريكي في العراق هومشروع فاشل سياسيا واقتصاديا وعسكريا وستدفع الولايات المتحدة ثمنا باهضا للاستمرار في تنفيذه  ومن الاحسن والاجدى للعراق ان ترحل  الولايات المتحدة عن العراق سريعا وان تستخدم قدراتها في مساعدته على بناء دولة ديموقراطية حقا ومستقلة حقا فليس هناك ديموقراطية بدزن سيادة وطنية
ولن يتم ذلك الا من خلال انتخابات حرة ونزيهة تحت اشراف الجامعة العربية والامم المتحدة لتشكيل جمعية تاسيسية تصع دستورا دائما وتشكل حكومة شرعية. وما غير ذلك هو تضليل وسراب
عبدالاله البياتي
31/12/2003    








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات