الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة بن سباهي ....الجزء الثالث والعشرون

عبد الرزاق حرج

2008 / 8 / 25
سيرة ذاتية


فنحن نتخذ الخطوتين الآوليين لآننا نكون في حالة من حلم اليقظة أو نكون مشتتي الذهن وبعدئذ لايكون أمامنا خيار سوى أن نتخذ الخطوة الثالثة حتى ولو كنا نعرف أن تلك الخطوة الثالثة خاطئة أو مثيرة للسخرية. فالآنسان في التحليل النهائي هو مخلوق غير عاقل.....خوسية ساراماجو ....روائي برتغالي

قرائي الآعزاء ..الجزء الثاني والعشرون ..لم توافق جريدة رزكار أو الحوار المتمدن بنشر الموضوع ..فقط لقد بعث لي رزكار عقراوي ..نأسف في عدم نشر الموضوع ..ومن حق الحوار المتمدن رفض نشر أي موضوع بدون أبداء التوضيح ..كل التقديروالأحترام..... ...لذا أنا لم أخوض بتلك التفاصيل الصغيرة حول حقوق الكاتب ..أكتفي برد ..رزكار عقراوي أو الجريدة..ولكم أمنياتي قرائي الآعزاء ..نرجع الى الجزء الثالث والعشرون

الشمس تهبط رويدا رويدا نحو الآفق لكن حرارتها لم تتفتت ..والهواء ثقيل وفاتر بالرغم من تسارع شمس تموز في الآختفاء ..لهذا الناس واثقة من أرتداء الملابس الصيفية
وتهرب تحت سقوف البيوت أو الدوائر الحكومية والآسواق والمحلات ذات الحيطان الجافة أو المقاهي الحارة أو تحت ظل الآشجار اليابسة والمهجورة ..كنت أنا وصديقي الكاتب والنحيف واقفين تحت ظلال الفسحة الخارجية لمقر الشبيبة ..فسحة مبلطة وعالية عن الآرض يتراوح طولها وعرضها عدت أمتار مربوطة بسقف خارجي يتعكز على أعمدة قوية البناء ..كانت عيوننا تشرف على الشارع الخارجي والساحة والبيوت ومقر السليمانية ..كان حديثنا عن السينما ..تحديدا عن السينما التركية أو أفلام أبراهيم طاطلس ..كان حديث النحيف عن ظاهرة طاطلس ..وأحتفاء الكرد به ..كان يقول لنا ..تصوروا أن أفلام أبراهيم ..تشاهد عدت مرات عند الكرد ..في السينما ومقاهي الفديو والقنوات التركية ..ويضيف ..أنا أعرف أن طاطلس ظاهرة صوتية غنائية رائعة ..لكن يستدر عواطف الكرد بأقتدار في المشاهد أو اللقطات السينمائية والغنائية..قاطعه الكاتب ونحن واقفين ووجوهنا يسيل منها زبد الماء المالح وقمصاننا مفتوحة الآزرار الى الوسط ..قال ..أعتقد لآن أصوله كردية ..أما قصة حياته ..فكيف بدأت من الفقر الى الغنى فهي ثروة ملودرامية !!..ظل الحديث عن طاطلس مستمر وأنا كنت أعرف أن الكرد دائما ينسى التغير أذا حصل التغير يرجع الى أصول العصيان ولغته القديمة!!..بينما كنا نتحدث عن تاريخ طاطلس والسينما .. ألتفت النحيل الى مقر الحزب ..طبطب على كتفي وقال لي ..كاكه ..قلت نعم ووجهي الكحلي مشدود أليه ..قال ..أنظر الى ذلك الدكتور الذي يتمشى مع أحد الآشخاص في ممر مقر الحزب ..قلت ..بلا ..قال ..أنا واثق سوف يساعدك في الوصول الى تركيا ..قلت له ..لا أفهم ..كيف ..وشفتاي تدوس على العبارة بعجل ..يعني ..أشلون ..ما أفهم ..قال لي النحيف وطراز وجهه أصبح كخارطة ملونة ..عجل بشرح وضعك له ..وتعال أخبرنا ..أنا متأكد اليوم حساب الشرب عليك ..خببت خطواتي المترددة نحو ذلك الرجل وأنا شارد التفكير وعقلي يحمل المتناقضات بين مهنة الآلم الذي توج حياتي الشاقة وبين مداعبة الآمل أو تحطيم أو كسر أو أمتصاص سوق العذاب والآلم بدقائق الخطوات الثقيلة نحو الدكتور ..وعيناي تمسح غبار الآلم وتناشد لسعات الآمل أن يهمس بتداعيات القدر أو يبكر بالمصادفات الخيرة..لذا منسجمان بالمتناقضات!!....دخلت من الباب المفتوح للمقر وأتجهت صوب فضاء الممر والفسحة المربعة أو الممر الداخلي المبلط..كان الدكتور يتمشى مع أحد الرجال الضخام في الطول والعرض ..ووجهه المثلث كماء الشاي الآحمر من سخونة الحديث وحرارة الطقس ..سلمت عليهم ..توقفوا عن المشي والحديث ..رد الدكتور بمشاعر ودية خالية من العداء ..قلت له ..عفوا دكتور ..أنا عطلت حديثكم ..هل من الممكن أن أتحدث معك ..قال لي وهو يصافحني وكان المساء ثقيلا ويتسم بالرطوبة اللزجة والحرارة ..أنفرد الدكتور عن رفيقه بعض خطوات ..قال لي ..أتفضل ..لم يكن قصيرا جدا بل مشيته ورأسه يتشابه مع قصيري القامة ذو خدين حليقه وناعمة وأنف حلو الشكل وشعر رأسه فضي وقصير وعيناه الزرقاء يدب بها النشاط والهمة بالرغم عمره يزحف الى الستينات لكن وجهه طفولي يتلائم صوته مع نغمات المتحدث بسرعة ..كان جميلا ومهذبا ومحترما لكن يقظ ..تتراكم في روحه أفكار منتظمة بدون أستعلاء بل بالعكس تميل نفسه الى البساطة في أستقبال الرأي والشكوى بالرغم أعماله الكثيرة ,,كان وزيرا ..وأحد قواد الحزب ..مدير تحرير جريدة الحزب أضافه الى مشغولياته الاخرى ..لكن يستمع الى الناس !!..كانت ألوان هندامه منسجمة مع روحه اللافوضوية ..يبدو بهندام أوربي الطلعة يغزو العين ....لذا كان هندامه مريحا من القطعتيين الصيفتيين ..ليس من دعاة الموت والكفاح المسلح ..أو لم يكن جنرالا عسكريا أو مستشارا سياسيا في حروب الجبال الكردية ..بالرغم تعرضه لحكم الآعدام في فترة السبعينات من قبل الحكم السابق لكن أنقذ بلحظات حرجه من حكم الآعدام .. ...تكلمت معه بجمل خبرية عن محور قضيتي حول السفر الى تركيا ..فتحت طيات أوراق جوازي ..نظر الى الفيزا ..قال ..ماهي المشكلة ..قلت له ..يجب الحصول على التزكية الحزبية ..قال ..والحزب ...لماذا لم يصرف لك أو يعطيك تزكية ..شرحت له بأختصار عن الذي جرى ...قال لي ..كنت سجينا ..قلت له نعم دكتور ..كان يتكلم بشفتين ناعمتين يكسوها أحمرار الحوار الجاد ..سألني عن شخصيات كانت معي في السجن ..كنت أجيبه ..بصوت ومشاعر جريحة فيها نغمات الشكوى لكن أخذ الآمل يتوسع حجمه ..لآن الحياة كثيرة الرحمة بالمفاجأت !!.. كانت ذاكرته صافية وقوية ولم تكذب ..كان يتكلم بصيغة أنا ..ليس بصيغة ..نحن ..أي بالمفهوم الحزبي ..نحن الحزب ..لم يمتلك نسف اللغة الهجومية بل يضع أمامك خيار الآمل !!..قال لي ..سوف أستقبلك في الوزارة في الآسبوع القادم في اربيل ..صافحته بحرارة الآمل وبصري دب به همسات الفرح ..رجعت مسرعا ..أحتضنت أصدقائي المنتظرين ..هرولنا الى البارات ونحن نسير ونضحك من خطوات المصادفات عندما تحيي الآمنيات وتعطل اليأس لبعض الوقت ليس الا ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي