الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا فشل الاعلام العراقي في ظل الديمقراطيه ? !

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

2008 / 8 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لو رجعنا قليلا الى واقع الاعلام العربي وماسيه , والاعلام العراقي يشكل جزء منه , منذ حوالي ستون عاما والى هذه اللحظه لا يمكن القول بان هناك اعلام عربي ناجح ومحايد وينطق بالحقيقه كما هي , وهذا الاعلام يعيش في ظل انظمه استبداديه ودكتاتوريه وغير ديمقراطيه , تلك الانظمه الغير شرعيه التي اتت بواسطة القوة والسلاح والانقلابات وعلى ظهور الدبابات , هذه الانظمه القبليه والعشائريه وطابعها المذهبي الديني الطائفي .

لان الاعلام في هذه الدول والانظمه خاضع للدوله والحكومه وممول منها , سواء كان اعلاما داخليا او اعلاما مقيما خارج اوطانها , عندما تكون اي وسيله اعلاميه مستعبده من قبل مالكها لايمكن ان تتقدم بخطوات تتماشى مع هذا التقدم الهائل الذي وصل اليه الاعلام العالمي وخاصة في الدول الديمقراطيه .

الاعلام العراقي قبل 09 /04 /2003 كلنا نعرف كيف كان والحاله التي وصل اليها , لانه كان خاضعا وموجها من النظام وزمرته وبوقه في الوزارات المعنيه بهذا .
اما الان وفي عهد العراق الجديد , توقعنا ان يخطو الاعلام العراقي بخطوات نحو الافضل من الاستقلاليه والحياديه والانفتاح والابتعاد عن السلبيات السابقه كلغة الحزبيه والمذهبيه الدينيه والطائفيه ! الا انه بعد مرور اكثر من خمسة اعوام من عمره التحرري , قد فشل فشلا ذريعا ومخزيا في ظل هذه الاوضاع من الحريه والديمقراطيه التي اعطيت له , والغير متوفره اطلاقا في دول المنطقه وحتى في بعض دول العالم .

الاعلام العراقي بفضائياته وصحفه ومجلاته وجميع ما يملك من الوسائل الاخرى ما زال حتى هذه اللحظه والساعه يعيش حاله مزريه من التخبط والضعف واعتماده على مصادر اعلاميه اخرى ومنها عربيه للكشف عن الاخبار والاحداث المحليه والدوليه وافتقاده الى الاستباقيه في نشر الخبر .

هنا لابد من الاشاره الى لب المشكله وهي شبكة الاعلام العراقي الفاشله والتي وقعت بايدي اناس قليلي الخبره وانتماءاتهم الطائفيه والحزبيه والدينيه والمذهبيه , هذه الشبكه الفاسده لديها ميزانيه يقال تزيد عن 100 مليون دولار !! هذه الشبكه فشلت ايضا في تطوير الوسائل الاعلاميه العراقيه التابعه للدوله وباقي الوسائل الاخرى التي لم تستطع السيطره عليها تحت نظام وبنود وقوانين عالميه متطوره .

لناخذ القناة العراقيه المملوكه للدوله , والتي خصص لها فقط بحوالي 40 مليون دولار ,, لا زالت هذه القناة والفروع التابعه لها تمارس الطائفيه الدينيه والتفرقه بين العراقيين وان مجمل اوقات بث برامجها وبنسبة اكثر من 60 % من ايام السنه هي مخصصه لنقل الشعائر الدينيه واللطم والزيارات وبرامج دينيه اضافة الى نقلها الطائفي للصلوات الخمسه التي تجبر كل عراقي مكرها الى سماع الاذان ! اذا كيف نتوقع من اعلام حكومي ان ينجح وان هذا الاعلام مسيطرا عليه تلك القوى الضلاميه بعنصريتها الدينيه والعشائريه وغيرها .

مشكلة شبكة الاعلام العراقي ليس بتوفير الموارد الماديه والامكانات فقط ! وانما في من يتولاها ويديرها ويوجهها ويخطط ويبرمج لها ! .
ان هذا التدني الواضح في اداء الاعلام العراقي سوف يؤثر على ثقة المواطن العراقي بوسائله الاعلاميه التي يعتبرها مصدر لاخباره بما يجري من حوله وفي العالم باعتبار ان الاعلام هو بمثابة السلطه الرابعه للحكومه والدوله .

اذن لابد من التنقيه والغربله في جميع وسائل الاعلام العراقيه من تلك العناصر الفاسده والفاشله الذين اساءوا ويسيئون الى الان , هؤلاء استفحلوا في جميع وسائل الاعلام بحصولهم على وظائف ومناصب كانوا يحلمون بها , اضف الى ذلك ان العلاقات الشخصيه والمصالح الذاتيه لعبت دورا مهما باعتبار هذا من ذلك الحزب وهذا من تلك الطائفه وهذا من تلك العشيره وهذا من ذلك الدين والمذهب والخ !!! .

ندعوا الى الغاء شبكة الاعلام العراقي واستبدالها او استبدال الفاشلون الذين اثبتوا فشلهم خلال اكثر من خمسة اعوام والى الان , وقيام الحكومه بالغاء كل فضائيه او وسيله اعلاميه لا تنتهج الحياة والعصرنه والمواطنه والعراق اولا واخرا , وعدم التفرقه بين العراقيين من الشمال الى الجنوب .

العديد من وسائل الاعلام العراقيه انزلقت وتحولت الى التوجهات الطائفيه والاسلاميه والقوميه الشوفينيه والمذهبيه , هناك حالات من استقطاب للذين ينتمون الى نفس الحزب والمذهب والطائفه لكل وسيله اعلاميه عراقيه ! وهذا منزلق خطير جدا لزيادة الفجوه العنصريه بين العراقيين والسياسيين من جهة ومع باقي مكونات الشعب العراقي الاخرى .

وفي الختام لا بد ان نشجع قناة الفيحاء التي خطت بخطوات بهذا الاتجاه مؤخرا بالتعامل مع العراق كبلد واحد متوحد بشعبه ومكوناته من البصره الى زاخو ! ونبذها للطائفيه الدينيه والمذهبيه .
ونتمنى كذلك للاعلام العراقي مزيدا من التقدم والانفتاح بحيث لا يبقى بايادي هذا الحزب او تلك الطائفه وهذا المذهب ! وانما يمثل كل العراقيين جميعا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: لم نكمل إزالة التهديد لكننا غيرنا مسار الحرب


.. عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل إسرائيلية وإصابة آخرين في




.. حرائق وأضرار في كريات شمونة والجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مس


.. ماذا تريد إسرائيل من ساحة غزة؟




.. لماذا مخيم جباليا؟