الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اناملي السومرية

صفاء الغزي

2008 / 8 / 29
الادب والفن


جمعت اناملي بعد الريح .. لان افقي كان مجهدا لا يقوى على تتبعها . اخذت الرياح تبعثرني في دوامات صغيرة كانت تهرول مسرعة على اكف اوراق الشجر المتناثر في زوايا المعبد السومري . تارة ترفعني وتارة اخرى ترفعني اكثر وتارة انكب على رؤوس اضافري واتدحرج وأقفز وارتطم بالاسوار واسمع ارتطاماتي كعقد لازويردي ُتل على عجل .
وهنا غفونا في شقوق الكلس البارد واخذنا نتمايل برفيف هادئ . يداعب اجسادنا ملمس الماء من جنبينا فوقفنا حينها كالواح اسماء الموتى نتكئ على لبان مفخور زين بعيني حور واحرف مسمارية في قرطيها .
لننصت قليلا فلا صفير للريح .
لاشئ سوى انشودة عشتار بصوت شهي وانفاس تملئ المكان تحمل التاريخ على قوافل رقم طينية .
لننصت قليلا فلا صفير للريح .
لاشئ سوى قيثارة عشتار تعج برعد اهتزازها اسماءً للملوك وللآلهة وللكهان . ويصعد الجنود ببزاتهم المثقلة بالسلاسل اعلى المعبد وتاتي عشتار وتناشد الريح ان تأتي بالعقبان محملة بالياقوت والعقيق والمرجان .
لم اعرف ان اللوحة حافلة بكل هذه الألوان ولم اعلم قط اناملي لم تبعثرها الرياح سوى الان .

**************
احيانا انصت للتاريخ في بلدي فأجده قاعات كبيرة تعج بمثل هكذا لوحات فأردت ايصال احداها لكم قدر المستطاع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي