الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفير لجميع المهمات

احمد الحناكي

2004 / 2 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


عندما قرأت ما فعله السفير الإسرائيلي في السويد من تمزيقه عملا فنيا يمثل لوحة للانتحارية الفلسطينية هنادي جريدات قهقهت من الضحك. ردة الفعل ليست إعجابا أو انبهارا,  بل هو حسرة ومرارة على مفهوم المعايير المزدوجة الذي تمارسه دول العالم وبالذات أمريكا وبريطانيا. طبعا السويد لن تسكت على رعونة السفير فيكفي أن السويد دولة أوروبية وهذا يعني الكثير. ولو أن السفير مزق هذه اللوحة في احد البلدان العربية لتهافتت هذه الدول للاعتذار عن حماقتهم وخطاهم الشنيع بعرض هذه اللوحة التي تمس مشاعر السفير المحترم. ومن حيث المبدأ أنا لا ألوم السفير على غضبه فهذا شعور طبيعي ضد شخص فجر في مدنيين أبرياء ولكن الاعتراض على الأسلوب.  ليس هذا فحسب بل أن شارون يرسل له مؤيدا ومشجعا. وشارون يا سادتي من النوع الذي يطبق نظرية – الوقاحة بلا حدود – وهو يؤمن أن العرب لا يجيدون إلا لغة الكلام أما الفعل فهو لشارون وجرافاته وسفراؤه. والغريب أن لا تعليق حتى الآن على بجاحة شارون وهو رئيس وزراء دولة ديموقراطية ومنتخب من شعبه. أليس في تصريحه استهتار بالقيم والأعراف الدبلوماسية ؟ أتمنى أن تضيف بلجيكا بذاءته الجديدة إلى الملف الأسود الموجود في محكمتها لعلها تستطيع أن تجلبه به إلى العدالة هذا إذا كان هناك عدالة مع أنني اشك بذلك. وبصراحة تحسرت على الفارق الحضاري والوعي العقلاني بين تصرف هذا السفير وبين سفيرنا السابق الدكتور غازي القصيبي الذي عبر عن احتجاجه بقصيدة. هذه القصيدة أقامت الدنيا ولم تقعدها وأغضبت الدول الكبرى مع أن القصيبي لم يستعمل أغلظ الإيمان بل أضعفه. حتى الآن ليس هناك بوادر توحي بان السويد ستتخذ إجراء صارما ضد سلوك السفير المشين أو تعليق رئيس وزرائه الاسوا . وعلى أي حال نحن الآن بانتظار نتيجة معركة لي الأيدي بين السويد وإسرائيل فان استطاعت السويد أن تلقن السفير درسا في الدبلوماسية واقله طردا مستحقا فان أعيننا ستنام قريرة وسنحس أن لا فرق بيننا وبين إسرائيل لدى هذا العالم المتحضر. أما إن كان الأمر عبارة عن طبطبة على الاكتف ورمرمة للعلاقات وتجاهل لوقاحة التصرف فان علينا أن نغير منذ الآن الدورات التي تقام للدبلوماسيين في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية. واقترح قسما للملاكمة وآخر للمصارعة المتضمنة الجودو والكاراتيه ناهيك عن رمي الجلة. والأخيرة اقتراح وسبق يجب أن ينسب لكاتب هذه السطور. وتخيلوا ما يحدث في حفل استقبال تقيمه الدولة المضيفة لسفراء الدول الأخرى, ثم يتقابل السفراء العرب مع سفراء أمريكا وبريطانيا وبعض الدول المتعاطفة مع إسرائيل بالإضافة لإسرائيل بطبيعة الحال.  تبدأ مناوشات ثم ملاسانات وبعدها يتفاجا الجميع بالجلل – جمع جلة – وتبدأ بعدها معركتنا الحاسمة التي ستتوج بالنصر بأذن الله فالحق معنا وكذلك الجلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل