الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يساري يتجول في شوارع بغداد ... وبعد الجولة انفجارثم اغتيال

عبد العالي الحراك

2008 / 8 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


بعد خمسة سنوات من سقوط النظام السابق والاحتلال الامريكي لبلادنا , لم يتأكد العراقيون ويطمئنوا بان امنا واستقرارا يملأ شوارعهم واحيائهم ومدنهم , وقد تعودوا على حالة من اللاأمن يعتبرونها امنا ,عندما يقل عدد التفجيرات وتنخفض اعداد القتلى في الشوارع ,اولا تنشر اخبار الخطف والاغتصاب , وتقوم العوائل بالتسوق في بعض الاسواق العامة .لكن هل زال الخوف والقلق ام تحول القتل والتفجيرالى شبح مخيف امام ابصارالعراقيين والعراقيات وتحولت لياليهم الى كوابيس توقضهم من نومهم.
لا يكفي شهرا لأن يتيقن الانسان ان امنا موجودا في مدينة شاسعة تعدادها الملايين من البشر, بل يجب ان يبحث عن الشعور الذاتي في نفوس العراقيين وهل يشعرون بالاطمئنان والامن؟ كم حجم الخوف والتوجس في نفوسهم ؟هل يطمئنوا على اطفالهم وبناتهم عندما يذهبون الى المدرسة والعمل ؟ هل توجد مواقع امينة للعب الاطفال؟ قد يقول هذه الامورتأتي لاحقا , المهم الامن الآن. لكنها خمسة سنوات ليست امنة لأسباب طائفية , الا تعتقد بان هناك خطورة قومية في اضطراب الامن مرة اخرى وبشكل مخيف انهما(الطائفية السياسية والقومية الانعزالية)يتحالفان ويتناوبان اللعب بالامن عندما تتضرر مصالحهما, ويصنعا من الخوف والقلق خيمة للعراقيين يجلسون تحتها بانتظار حالة لا امن اخرى. هل تكونت لديك فكرة ايها الاخ اليساري العزيز حول كيفية الحل الوطني, والطائفية والقومية الانعزالية مازالتا تمسكان بالسلطة والمال والشعب يمسك بالفقر والمرض وعدم الامان..؟ تسأل عن واقع الثقافة والنشر في بغداد وعموم العراق أي ثقافة ينشرون؟ انهم يقتلون العلماء والمثقفين..عندما ينشرون الثقافة يعني نشوء حرب اهلية حقيقية لان ما ينشره الشيعي هو بمثابة قذيفة مدفع في ساحة السني وبالعكس فالافضل ان لا ينشروا .. لا تتوقع ان ينشروا حرفا من الثقافة الوطنية والانسانية التي تؤمن بها واؤمن.. ما تجزيه من وعظ ونصائح وما يقوم به حزب اليسار في العملية السياسية لا يجدي نفعا . العلمانية بالنسبة لهم كفرا ..والحرية معناها تسيبا وانحلالا اخلاقيا.. والديمقراطية معناها ان تسمح لهم فقط بالفوز بالانتخابات المرجعية ورموزها الدينية , وليس انتخابات شفافة ونزيهة..اما مواد الدستورالمطبقة,فهي فقط تلك المواد التي يعترف بها الوقف الشيعي والوقف السني ولا تعارض ثوابت الاسلام . فالحجاب من ثوابت الاسلام .. ومنع تناول المشروبات الكحولية وليس الحشيشة من ثوابت الاسلام .. والزيارات المليونية الحسينية على نفقة الدولة من ثوابت الاسلام.. وتشكيل اللجان التحقيقية في الجرائم والفساد والتي لم تعط نتائجها من ثوابت الاسلام .. والاذان الشيعي في تلفزيون الدولة العراقية اذان الاسلام .. وهكذا فاي ثقافة ونشر تريد؟ . ليس لديهم مثقفون يكتبون وينشرون ولا يسمحوا لغيرهم بذلك .هم يكتفون الان بتثبيت العادات والتقاليد البالية , ويجترون عداوات واحقاد التاريخ ويسمونها التراث والتاريخ والمقدسات .لا يفيد مع الجماعة النصح والوعيظ , فعلى الثقافة في زمانهم الف تحية وسلام . أي اتحاد كتاب وادباء تعني ولا يسمح للادب والثقافة ان يزدهرا..كيف يزدهرا واهل الادب والفن يعيش معظمهم في الاردن وسوريا ودول اوروبا؟ هل دخلت سينما اثناء تجوالك في بغدا د ايها الاستاذ العزيز؟ هل شاهدت مسرحية مع الاصدقاء في مسرح في بغداد؟ ستقول كلا .. اين هو الامن اذن؟ واين هي الثقافة ؟ وماذا ينتج اتحاد الادباء وما هو دوره في تثقيف الشعب وتوعيته؟ هل للاتحاد مقياس لتقييم نشاطه وفائدته الثقافية والاجتماعية للشعب خلال الخمسة سنوات الماضية؟ ان عدم اهتمام الحكومة بوزارة الثقافة وباتحاد الكتاب والادباء , رغم دعمه للعملية السياسية خير دليل على استغنائها ومجمل العملية السياسية عن الثقافة والمثقفين, وعندما يعاني المثقفون في بلد ما فلا داعي لذكر الثقافة او الحديث عنها في ذلك البلد , الا في معارضة سياسة حكومته. وهل سيعارض اتحاد الكتاب والادباء العراقيين اولئك الذين يسببون فقرالثقافة في العراق ؟ اما وطنية المالكي المتأخرة وطروحاته الاعلامية في هذا الشأن فهي تعبيرعن فشل السياسة الطائفية التي انتهجها حزبه وائتلافه الحاكم وانسداد جميع الابواب , والاعلان عن المنافسة السياسية في قيادة السلطة والحكومة بينه وبين الجعفري الذي اخذ يستخدم نفس الاطروحات الوطنية الفارغة, بل راح بعيدا في احتمال تحالفاته الغريبة مع قوى سياسية جديدة لا رابط له بها , الا حب السلطة نفسها ومحاولة التغلب على رفيق الامس الذي غدر به , وايا منهما لم يلغ ما اقدم عليه في العملية السياسية وبنائها الطائفي وانما مجرد الكلام عن الوطنية , دون الغوص في مكوناتها واولوياتها . فالذي بيده السلطة يتكلم بالوطنية والذي خارجها يتكلم بالوطنية ايضا, بينما مؤسسات الطائفية الرجعية( مكاتب المراجع الدينية وحوزاتها ومؤسسات شهداء المحراب ووكلائها وهلمجرا.....) هي التي تعمل وفق ثقافتها ومبادئها التي تتعارض والثقافة الوطنية والانسانية , ولهذا يبقى الشعب يعاني. ان صفحة جديدة من الصراعات السياسية على اساس قومي , قد فتحت على مصراعيها الان بعد انفجارازمة كركوك المؤجلة توافقيا , واحتمال ان تتحول الى صراعات دموية قادمة , وسيعاني الشعب صفحة اخرى من انعدام الامن وفقدان الاستقراروهنا مطلوب من يسارالعملية السياسية موقفا وطنيا واضحا لا موقفا مجاملا. عندما لم يلاحظ فرقا واضحا من شمال العراق الى جنوبه على مستوى البناء والاعمارخلال الخمسة سنوات الماضية, معناه دليل واضح على انعدام الامن . اما تحسن القدرة الشرائية للمواطنين فهي مجرد ارقام ترتفع بموجبها الرواتب كما ترتفع الاسعار. ويبقى البنك الدولي رقيبا على قوت الشعب ومستوى رواتبه وصولا الى التهديد المتكرر بالغاء البطاقة التموينية ورفع اسعارالمحروقات وغير ذلك . عجيب ان يطلب المرء من مسؤؤلين على راس الحكومة والدولة ان يحدوا من التدخل الايراني في شؤؤون العراق, وهم الذين جلبوا ايران الى ارض العراق ويعتبروه تكليف شرعي. كيف يطلب منهم ان يدرسوا هذا التدخل وان يضعوا حدا له. ورطة يساريي العملية السياسية ليس مثلها ورطة.. وضعوا انفسهم داخل عملية سياسية متشابكة ,اطرافها متعددة ومتناقضة, وامتداداتها تتعدى المستوى المحلي والاقليمي حيث تقودها امريكا في طريق يضراولا واخيرا بالمصلحة الوطنية.. استخدم ويستخدم هؤلاء اليساريون طريقة الوعظ والنصح والتذكير لأعدائهم وهم أناس لا يفهوا الوعظ والنصح, وبنوا احلامهم على عامل الزمن ,واعتقدوا بان القادم سيكون في صالحهم من خلال دعم العملية السياسية وتطويرها ولا يرى في افقهم اشارة ايجابية الى ما يحلمون سوى معاناة وحيرة ومجاملات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل الفلج.. مغامرة مثيرة لمصعب الكيومي - نقطة


.. رائحة غريبة تسبب مرضًا شديدًا على متن رحلة جوية




.. روسيا تتوقع «اتفاقية تعاون شامل» جديدة مع إيران «قريباً جداً


.. -الشباب والهجرة والبطالة- تهيمن على انتخابات موريتانيا | #مر




.. فرنسا.. إنها الحرب الأهلية!