الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إله الإرهابيين

منذر بدر حلوم

2004 / 2 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


    كمثل جميع المعتوهين , ذات يوم ظهر بوش الابن على الشاشة والغبطة تملأ وجهه معلنا أن الله أذن له بشن الحرب , فراح آلاف العراقيين يموتون تحت قنابل باركها الله , وكان الدمار والموت بسم الوعد الإلهي ؛ وبسم الوعد الإلهي ما زال شارون يقتل الفلسطينيين جاعلا يهوه يقفز من سطح إلى سطح مصفّقا لدقة تصويب الجنود إلى قلوب الأطفال وأرحام النساء , فلا بد أن يكون مَنْ قَتَلَ محمد الدرة قد نال جائزة إضافية من يهوه ناهيك عن شارون ؛ ولا بد أن يكون إله صدّام قد أذن له بالقتل , بل وبارك مذابحه من حلبجة  إلى كربلاء ؛ وبسم إله الإسلام وبوعد منه بالجنّة فجّرت أجساد عشرات المسلمين ونسفت أرواحهم في اليوم الأول من عيد الأضحى (الإسلامي المبارك) في أربيل ؛ وبسمه كذلك فَجّرَ (جهادي استشهادي) نفسه في قطار مليء بالطلاب الأبرياء الذاهبين إلى جامعاتهم في روسيا , وبسمه دون سواه وبوعد منه بالجنّة نسف آخر مدخل ملعب رياضي زاهقا أرواح العشرات من النساء والأطفال , ولا بد أن يكون صاحب مجزرة مترو موسكو اليوم قد فعلها بسم الإله الواعد بالجنّة ؛ أم أنّ في قتل الروس ثوابا يوصل فعلا إلى الجنة , أيّا كان قتلى الروس , بحسب عقل وإيمان صانعي (مقاتلي) أفغانستان والشيشان , المقاتلين الذين بدأوا يعودون إلى أهلهم محمّلين بالموت هدّية لوجه الله ووفاء لذويهم وعرفانا بفضلهم ؟ فإلى أين يذهب , إذن , الباحثون عن لقمة عيشهم في السعودية بعد أن فُجّرت منازلهم وقتلوا ؟! أيذهبون وغيرهم من الضحايا إلى الجنّة أم إلى الجحيم ؟
    الجميع يَقتِلون فيستلمون بطاقات دخول خاصّة إلى جنّة عدن. فإذا بالجنّة مليئة بالقتلة والمعتوهين ! من جهة , وبضحاياهم من جهة أخرى. فهل تراهم يتصالحون في النعيم الأعلى , أم أنّ الضحايا يستسلمون للرعب هناك فيعملون على خدمة قاتليهم !...وبعد , فإنّي لأشفق على حال الحوريات والغلمان الذين خُصَّ بهم الفائزون , فأي شقاء في معاشرة المجرمين والمعتوهين , والعنينين الذين أودى الرعب برجولتهم! فليعذرني القتلى إذا مازحتهم فإني بموتهم لقتيل.
    أم أنّ القتَلةَ واهمون ؟ فتكون المشكلة ليس في الله , إنما في العقل الذي ينتج إلها على هواه , يقدّس جرائمهم وشذوذهم , وفي صاحب المال الذي يدفع ثمن البارود ويموّل الرحلة إلى الجنّة.. وفيمن يسكت عن هذا وذاك ! أفلا يستحق الرجم بألفِ ألفِ حجرٍ من سجّيل ذلك الذي يصنع عقولا تمجّد الموت ويرعاها , وذلك الذي يزوّد أصحابها بالسلاح , وذلك الذي يدفع نفقات السفر إلى الجنّة باتجاه واحد , مستمتعا بنعيم جهل المسافرين , فلا أحد , للأسف , يعود من هناك ليفضح السر !؟ فمَن تراهم يكونون هؤلاء ؟ وأين ؟ أليس ثلاثة أرباعهم منا وبيننا ؟! هذا , إذا كان الربع الرابع أمريكا وإسرائيل , كما يقول العقل غير الطامع بالجنّة ! أم أننا أصحاب المقدّسات تطهّرنا من كل الشرور فلا يصيبنا سوء إلى أبد الآبدين ؟
-انتهى-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس