الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماقات علمية و أخرى سياسية

ثائر دوري

2004 / 2 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 يتحدث الخبر عن مسابقة  اسمها جائزة نوبل للحماقة العلمية . و تمنح هذه المسابقة جوائزها لأكثر البحوث العلمية حماقة . أي لبحوث لا جدوى لها و لا معنى سوى إضاعة الوقت و المال .
توزع الجوائز في احتفال مهيب يجري بمسرح (( هارفرد ساندريس )) و ينقل على محطات التلفزيون و الأنترنت و تغطيه الصحافة و من الأبحاث التي منحت جوائز يمكن تكوين فكرة عن المسابقة .
في مجال الأحياء ذهبت الجائزة الأولى لبحث يدرس تأثير العلكة على أمواج المخ ، و ذهبت جائزة أخرى لعالمين نرويجيين درسا تأثير البصل و الثوم على  شهية الديدان الطفيلية . و في الطب ذهبت الجائزة إلى بحث يدرس تأثير صوت المصعد على الجهاز المناعي لجسم الإنسان . أما في علم الفيزياء فقد منحت الجائزة لندر جيم من هولندا و السيد ميكال بيري من جامعة بريستول عن بحث ( استعمال مغناطيسات ترفع الضفادع و مصارع السومو  في الهواء ) و في علم التغذية منحت الجائزة إلى كتاب ( التغذي بالضوء الحي ) حيث تشرح الباحثة أن البشر يأكلون الطعام في أي وقت بالرغم من أن بعضهم لا يحتاج هذا الطعام . أما في الرعاية الصحية فقد منحت الجائزة للتقرير المفزع عن ( انهيار المراحيض العامة في جلاسكو ) . هذا عدا عن بحوث نالت جوائز مثل ( تصوير الأعضاء التناسلية بالرنين المغناطيسي أثناء الجماع و الشبق الجنسي ) و قد نشر هذا البحث القيم في المجلة الطبية البريطانية .
لست أحمقاً لأكتب مثل هذه الأمور كي أتظارف فقط ، لكن هذا كان مدخلي للتحدث عن الحماقات السياسية ، إذ من المؤسف أن المشرفين على الجائزة استثنوا رجال السياسة من جائزة نوبل للحماقة و إلا لحصل عالمنا العربي على إنجازات لا نهاية لها . و لكان زعماءنا يتنافسون على نيل الجائزة مخلفين وراءهم بقية سياسي العالم بأشواط  كبيرة .
فحكامنا العرب فاقوا الجميع بحماقاتهم ، و هذا إنجاز يعد لهم . و لن أسمي أحداً منهم  لأني لست أحمقاً لأورط نفسي ، و لو فعلت لحصلت على الجائزة دون أن أستطيع استلامها لأني سأكون في مكان ما تحت الأرض . .....
 يكفي أن تشاهدوا الأخبار كل يوم لتسمعوا عن حماقات لا تعد و لا تحصى . حماقات ليس لها أول و لا آخر بدءاً من محاولات  خطب ود أمريكا و اعتبارها الوسيط العادل و النزيه و ليس انتهاء بالثقة بتعهداتها ، وما بين هذا و ذاك من تبديد للموارد و نهب للبلاد و إفقار للعباد و الدخول في مشاريع وهمية و دفع تعويضات هائلة بحماقة للتكفير عن حماقات سابقة .
قديماً  قال الشاعر العربي :
لكل داء دواء يستطب به                     إلا الحماقة أعيت من يداويها 
و الحماقة لا تقتصر في عالمنا العربي على الحكام . بل تمتد في أحيان كثيرة إلى المعارضين أيضاً . فنكاية بالحكام يرمون البلد كله إلى التهلكة مثلهم مثل من يرمي الطفل مع مهده إلى النهر لأن المهد متسخ . و ما حكاية الاستعانة بالقوة الأمريكية لإحقاق الحق و إسقاط الدكتاتور و نشر الديمقراطية ، إلا إحدى هذه الحماقات ، التي تستحق جائزة نوبل . لقد كان لشاعرنا المتنبي قبل مئات السنين رأيه بهذه الحماقة ، حين قال :
و من يجعل الضرغام بازياً لصيده              تصيده الضرغام فيما تصيد
فهل هناك حماقة أشد من هذه الحماقة !!
و هكذا قدرنا ان نعيش بين حكام حمقى و معارضين أيضاً حمقى !! 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً