الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وادي الشعب .. ووادي السياسة

ضمد كاظم وسمي

2008 / 8 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبل شهور حذر بعض الأكاديمين من بدء دخول مادة القات الى المدن العراقية .. والمعروف عن مادة القات كونها مادة كثيرة المضار كأخواتها من المخدرات لإحتوائها على مواد سمية تفتك باجساد الناس فضلاً عن تدجين شخصياتهم أو شرذمتها ناهيك عن تلويث سمعتهم بل يصبح هؤلاء الذين يتعاطون هذه المواد حاضنة إيجابية لدمجهم في المجاميع الإرهابية والإجرامية والإنحرافية . إن موضة القات هي واحدة من موضات عديدة بدأت تغزو بلاد الرافدين .
المتتبع لأوضاع العراق بعد 9 - 4 - 2003 يأخذه العجب للوهلة الأولى عندما يرى تتابع الموجات الغريبة والعجيبة .. إذ الموجة الأولى قالوا عنها جاءت لتحريرنا من الإحتلال (( تحت الجلد )) كما وصفه أحد الكتاب العراقيين .. فإذا بنا نصحوا على إحتلال فوق جلودنا وكاتماً لأنفاسنا وإذا كان تعاملنا مع الإحتلال الجواني واضحاً .. لأن جهة معينة تمارسه وبالتالي يمكننا تفادي مخاطرها بإتقاء التصادم معها .. فإن الإحتلال البراني مبهم لأن ليست جهة محددة تمارسه ، هناك الجيوش المحتلة من أمريكية الى بريطانية الى أسترالية الى عشرات الدول منها ماهو دول عظمى ومنها ما لا يفكر به في العراق بالمرة .. وهناك المليشيات العائدة بأجندات دولية إقليمية منها ماهو ظاهر وأكثرها يعمل في الخفاء وتحت جنح الليل .. وهناك الحركات التكفيرية والإرهابية التي إختزلت دار الكفر العالمي في بلاد الرافدين حتى صار صيد العراقين محك الإيمان وطريق الجنان .. وهناك المخابرات الدولية والإقليمية التي تلعب من وراء الكواليس مغررة ببعض البسطاء ضمن أهداف ومرامي للنيل من هذا البلد المنكود ..
أما إذا أردت الحديث عن موجة القبائل السياسية والعشائر الطائفية والوجاهات المناطقية فحدث ولاحرج عن (( حيص بيص )) .. من سيول التصريحات وزوابع الخطب التي تنهش الجسد العراقي وتلقيه طعماً لكل طامع وهناك عصابات الإجرام والسلب والنهب والعصابات الجاهزة للتاجير قتلاً وفتكاً .. كل ذلك من غير تورع عن قتل الصبية أو ترويع النساء أو ذبح الرجال ذبح الخراف في رابعة النهار . كل مايجري في وادٍ وقادة الكتل السياسية في وادٍ آخر ففي الوادي الأول يذبح الشعب ويحرم من الخدمات وتستشري البطالة وينعدم الأمن وتشح الكهرباء وتغيب المحروقات وتتبخر الأدوية وتلتهب الأسعار .. بينما الوادي الثاني .. وادي الكتل السياسية لايهمه ما يحدث في الوادي الأول لأنه لايقع ضمن قاطعه .. وإن قاطعه ومهمته تتمثل في النط فوق الكراسي .. لأن هذه الكراسي فيها الخير كله ، فيها مرتبات لا يحلم بها حتى رئيس دولة كالرئيس الصيني وفيها كرم وتوزيع الغنائم على المحاسيب وذوي القربى والعشيرة ما عجز حاتم الطائي عن فعله .. كل ذلك من أجل تكثير الأتباع وتهياتهم ليوم الإقتراع .. طبلوا وزمروا لتشكيل حكومة وحدة وطنية أو مشاركة وطنية أو حكومة توافق وطني بحسب مفهوم كل كتلة للحكومة المنشودة .. لكن عندما وصلت الأمور الى الكراسي .. رمى جلهم أدثرته (( ربي كما خلقتني )) وتناسوا الإستحقاق الوطني وتنادوا بل إستحقاقاً طائفياً وكذلك يفعلون !! وصارت المناصب مطلباً لكل من هب ودب ( لقد هزلت حتى بدا من هزالها .. كلاها وحتى استامها كل مفلس ) .. أيها السادة : خذوا ما تريدون لكن أتركوا لهذا الشعب المسكين غفوة تهدهده ولقمة عيش تسد رمقه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط