الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد اسمعت اذ ناديت ولكن لا حياة لمن تنادي

كريم التميمي

2008 / 8 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من المفارقات العجيبة الغريبة في هذا البلد العجيب الغريب وفي هذا الزمن الاغبر ،انك عندما تنتقد بعض المسؤولين الحكوميين وغيرهم من سياسيين وبرلمانيين جاءوا لقيادة هذا البلد على ايدي الاحتلال وانقاذه من الانظمة السابقة ،فأنك ستوضع في خانة الخونة والمتأمرين على النظام الجديد في عراق الشفافية والتعددية وما عليك الا ان تمجد السياسيين الجدد وتمدحهم لكي تحافظ على حياتك ،وكلما ازداد هذا النفاق والدجل ،كلما كانت النتائج في صالحك والعكس صحيح طبعا ،ولذلك نجد الكثير من كتابنا الاعزاء وخاصة في موقع كتابات ومواقع عديدة اخرى يكتبون كل يوم ويشيرون الى هذه الحالة او تلك وينتقدون هذا المسؤول او ذاك ليس من باب النقد والتهجم والتشهير ولكن من اجل التصحيح واختيار الانسب والافضل والوقوف على الاخطاء وتصحيحها للخروج من هذا المأزق الذي يمر به العراق وشعبه المسكين ولكن مع كل هذا لا احد يعير أي اهتمام لهذه الشكوى والنقد ولا احد يحاول حتى العمل على تصحيح الخطأ لانه يعتقد ان ما يقوم به هو عين الصواب دون النظر الى النتائج مهما تكن، ولو كان الامر متوقفا على هذا الحال ، لكن الامر اهون نوعا ما ، ولكن الكثير ممن يكتبون او ينتقدون الوضع العام او الحكومة يتعرضون الى التهديد والوعيد من هذا المكون السياسي اوغيره ممن لهم القدرة والسلطة في بسط نفوذه على الشارع او المؤوسسة
ولو نظرنا ولو بصورة مبسطة الى كل ما يكتب او يقرء او يشاهد من خلال القنوات الفضائية المتعددة وماينشر من مقالات وانتقادات عديدة في وسائل الاعلام من صحف ومايكتب في موقع كتابات وغيره من المواقع العديدة الاخرى ،سوف نجد
ان كل هذا لم يغير من الواقع شيء ، بل على العكس من ذلك فالامور تسيء من سيء الى اسواء والسبب الرئيسي في رأي الشخصي ان المسؤول الحكومي والسياسي لا يعير أي اهتمام او نقد او توجيه لما ينشر او يكتب و في الكثير من الاحيان يظن او يتصور ان ما يكتب من نقد لهذه الظاهرة او تلك هي فقط للاثارة الاعلامية اولتشويه صورة هذا السياسي او محاولة النيل منه ، ومع الاسف ان هناك بعض من يدعي الثقافة واحترام الرأي الخر يحاول ان يناقض نفسه ويتنصل من الخوض في انتقاد هذا السياسي اوغيره لاسباب بعيدة جدا عن الموضوعية والواقعية لكونه ينتمي الى هذا المكون اوذاك او لكونه قريب من هذا السياسي او ما شابه ذلك من اسباب مخجلة ،ولذلك ترى النتائج العملية على ارض الواقع مخزية وتفتقر الى
ابسط الموقومات ،بالرغم من كثرة المدخولات المادية التي تزخر بها الحكومة .
وهناك ملاحظة مهمة اود ان اشير اليها وهي ،ان الانظمة الديمقراطية
في معظم دول العالم تتميز مؤوسساتها بالمصداقية والامانة واحترام الذات،وبالتالي
فأن هذه المؤوسسة عندما تفشل في تحقيق هدف معين اوالاخفاق في الوصول الى نتائج جيدة في تحقيق هذا الهدف ، يقوم مدير هذه المؤوسسة بتقديم استقالته
والاعتذار من الاخرين لكونه لم يقدم نتائج ترضي طموحه وطموح من يمثلهم
في هذه المنطقة او الدائرة وربما الاستقالة تأتي لاسباب بسيطة جدا كأن تكون هناك
شكوك في الاختلاس او تقصير في العمل او غيره، فالمسؤول يثأر لكرامته اولسمعته فيقوم بتقديم الاستقالة
اما في عراقنا الجديد فالامر يختلف تماما ، المسؤول لا يمكن محاسبته لانه معصوم
من الخطاء بل على العكس لابد من مكافئته بين الحين والاخر والتجارب والامثلة عديدة في هذا الصدد ،واذا فشل المسؤول في تحقيق
الاهداف المرسومة والمخطط لها ،فالمسؤولية لا يتحملها هو لأن ( الاهداف والخطط لم تكن مرسومة بالشكل الصحيح ) !! ، فنحن لم نرى خلال فترة الخمس سنوات الماضية بعد تغير النظام السابق ، ان احدا من المسؤولين الكبار قام بتقديم استقالته
حتى ولو من باب الممازحة لكي نضعه في( موسوعة كينس العراقية للارقام القياسية
طبعا الخاصة بدولة العراق الديمقراطيةوالتعددية) !!! والحق يقال
ان السيد وفيق السامرائي المستشار العسكري لرئيس الجمهورية قام بتقديم استقالته مؤخرا وقبلها فورا الرئيس الطالباني وهومقيم في احدى مستشفيات امريكا ،،ولكن هل كان وفيق السامرائي مسؤولا مهما في الدولة ولديه صلاحيات مهمة وله التاثير الكبير في القرار الساسي؟؟؟

فهو ينطبق عليه المثل المعروف ان حضرلا يعد وأن غاب لا يفتقد ..
في مثل هكذا حكومة ، وعلى اية حال فهو اول من فعلها وتحسب له ... مع الاعتذار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟