الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتفاقية الامنية هموم وتداعيات

علي الخياط

2008 / 8 / 28
السياسة والعلاقات الدولية


ما لا يقبل الشك والريبة ان القوى الكبرى تضع لها استراتيجية معمقة قبل البدء بأي مشروع ودراستة من كافة النواحي والالمام بكل ماله شأن بذلك. وأكيد ان القوات الامريكية قبل الدخول الى العراق واسقاط نظامه البعثي قد وضعت خطة لما بعد (سقوط النظام) ولم تكن الاحداث ناتجة عن فوضى كما يحاول البعض وصفها والفوضى الخلاقة او البناءة مصطلح ادرجته الادارة الامريكية وعلى لسان كبار مسؤوليها لموازنة سيطرة الاحزاب الاسلامية عن طريق الديمقراطية التي يداعي بها المسؤولون ونقيضتها الفوضى الخلاقة، من اجل اسقاط هذه الاحزاب الاسلامية الحاكمة، عن طريق تغذية هذه الفوضى هنا وهناك وعن طريق جماعات مسلحة وعصابات منظمة وارهابيين تكفيريين وامدادهم بما يحتاجون من مال وسلاح وتوفير الحماية لاسقاط حكومة الاسلاميين المنتخبة؟
وما عمليات السلب والنهب والقتل التي حدثت بعد انهيار النظام البعثي ووقوف القوات الامريكية موقف المتفرج من هذه العصابات وتهديم البنى التحتية وسرقة منظمة للمصارف، كل هذا امام مرأى ومسمع القوات الامريكية لارسال رسالة الى المواطنين ألآ وجود للامن ولا حماية للممتلكات بعد حل المؤسسات الامنية وجعل البلد في فوضى لتنصلها (القوات المتعددة الجنسيات) عن حماية مؤسسات اركان الدولة وممتلكاتها.
وكما قال الكاتب صمويل هنغتون صاحب نظرية صدام الحضارات (فجوة الاستقرار) في معالجته للنخبة السياسية التي تولد احباطاً ونقمة في اوساط المجتمع مما يعمل على زعزعة الاستقرار السياسي، فالاحباط الاجتماعي يولد المزيد من اللااستقرار اذا ما انعدمت الحرية الاجتماعية والاقتصادية وهينغتون يريد ان يصل الى أن التحديث السياسي او اللغة السائدة اليوم للاصلاح السياسي يرتبط بالاستقرار وهذه الحالة قابلة للانقياد اما نحو التكيفّ الايجابي او تحلحل البنية السياسية باكملها واستبدالها بأخرى.والان الحكومة العراقية امام مأزق الاستراتيجية الاميركية في الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها بين الطرفين ،ومااختلاف وجهات النظر بين الساسة العراقيين والاتهامات المتبادلة بشأن السيادة وحقيقة الاتفاقية وبنودها الا تعبير عن مصداقية الفوضى التي ولدتها السياسة الامريكية لتحقيق اعلى سقف من المطالب التي تصب في صالحهم.وهنا
كثرت الطروحات وتشعبت، وادلى كل احد بدلوه ليشخص عيوب الاتفاقية الامنية واسباب الضرورات المحيطة بها حسب وجهة نظر الذي ادلى برأيه.. خطباء الجوامع والحسينيات وائمة الجمعة يطالبون بعرض الاتفاقية ومفرداتها على ابناء الشعب ، رجال السياسة اغلبهم يطالب بعرضها ، على الشعب ، اما المواطنون عموما فاختلفت اراؤهم ، منهم من يعتمد على البرلمان ، المنتخب في حل هذه المعضلة ، اخرون يرفضونها جملة وتفصيلا ، بعضهم يطالب بتثقيف المجتمع وإطلاعه على هكذا اتفاقيات ، وكما حدث في اغلب الدول التي عانت ما يعانيه العراق من وجود قوات اجنبية على ارضه، مرت اشهر على المفاوضات بين الجانبين العراقي والامريكي ، ولم يعرف ابناء الشعب عنها غير ما يرد في الاعلام والذي يكذبه بعض الساسة على اختلاف انتماَتهم بأن ما يذكره الاعلام غير ما تذكره الحقائق والوثائق حقيقة في هذه المفاوضات ، الحكومة والبرلمان والمرجعيات السياسية عاجزة عن ايصال مفردات الاتفاقية الى الشعب وربما اقرار مثل هكذا اتفاقية دون ان يكون متوافقاً عليها من المكونات السياسية ، سيؤدي الى ما لا يحمد عقباه خاصة و نحن نعيش في بلد التوافقات السياسية من اعلى رأس في الحكومة الى اصغر موظف في وزارتها ، فما الذي ينتظره القائمون على هذه الاتفاقية في الاعلان عنها وذكر تفاصيلها . جميع المواطنين في العراق يرغبون برحيل القوات الامريكية والاجنبية كافة من ارض البلاد ، جميع الطوائف والاديان لها الرأي والجميع يطالب بتسليح القوات الامنية العراقية من جيش وشرطة وقوى اخرى تستطيع القيام بحماية المواطن والتصدي للارهاب والعنف ،واخيرا نقول ان كانت الفوضى الخلاقة منتجا امريكا فعلينا ان نؤكد ان الاعمال الارهابية والمسلحين الخارجين عن القانون ،والقاعدة هي جزء من المخطط الامريكي واستراتيجيته للعراق ومعنى الاستراتيجية :هي خطة عامة لتحقيق هدف معين في مرحلة معينة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا