الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وراء لصوص الحديد؟

نشأت المصري

2008 / 8 / 29
الادارة و الاقتصاد


ارتفاع أسعار الحديد المستمرة تهاجم المجتمع بشراسة, ولا يوجد بديل يمكن استعماله مكان الحديد وبالأخص في المباني الخرسانية , وبهذا فقد زادت تكلفة المباني في مصر بصورة مرعبة لدرجة أن المواطن العادي والذي يتراوح دخلة بين 1000و1500 جنية مصري في الشهر لا يستطيع أن يدفع نفقات شقة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 65 متراً مربعاً.
ومع ذلك أنني لا أبغي هذه القضية في مقالي هذا ولكنني أبغي مقالة شبه بلاغ موجه لسيادة وزير الداخلية:
قضية ارتفاع أسعار الحديد تسببت في ظهور عصابات منظمة لسرقة الحديد في جميع شوارع قرى وبلدان ومحافظات الجمهورية بلا استثناء , وفي بلدي التي أعيش فيها يتم سرقة أغطية بالوعات المجاري المصنوعة من الحديد الزهر , كما تم سرقة سور النفق الذي يعبر السكة الحديد والذي يتجاوز وزنة طن ونصف الطن , أي تم سرقته بواسطة معدة ثقيلة ,, لودر أو جرار أو ما شابه ذلك,, وبذلك نضع مليون علامة استفهام وراء هذه السرقات والتي تحدث في جميع الشوارع بدون استثناء .
لقد سمعت قصصاً عديدة عن لصوص الحديد وبجاحتهم في السرقة , فقد سمعت عن أفراد شرطة قتلوا وهم يؤدون عملهم في مطاردة هؤلاء الخارجون عن القانون , كما سمعت عن تهديد مواطنين بأسلحة بيضاء عندما أرادون زعزعة اللصوص عن سرقتهم ,,,ولكني كنت أرى أن من يحكي لي هذه القصص وغيرها يبالغ بعض الشيء,,إلى أن تصادفت مع هؤلاء رؤية العين:ـ
أثناء ذهابي إلى عملي في الساعة السابعة والنصف صباحاً أي في وضح النهار والشارع مزدحم بالمارة والسكان ,,, وحيث أن هذا الشارع مطل على سور بطول الشارع يفصل بين الشارع والسكة الحديد ,, فقد رأيت أنا وجميع من مروا بهذا الشارع أثنين من لصوص الحديد أحدهم فوق السور والأخر عبر الشارع ,, الذي فوق السور يأخذ لقم الفرامل الخاصة بعربات القطارات ويلقيها من فوق السور لزميله المتواجد عبر الشارع والذي بدوره يضعها في عربة ,,, والذي لفت نظري وأرعبني وكل المارة أن الشخص المتواجد عبر الشارع يحمل في يده أشبه بسيف ثقيل من الحديد مصنع يدوياً حاداً جداً من جهة واحدة وبطول يتجاوز 80سم,, يحمله كنوع من أنواع التهديد للمارة ,, حتى لا يخرج من بين المارة ما تسول له نفسه في مقاومتهم أو منعهم من السرقة , وأنا طبعاً ضمن هؤلاء اللذين جبنوا أمام تهدين هذا السلاح,, ولكني أعتبر أن هذا التصرف أمر طبيعي بين المواطنين حيث أنك أن تجاوزت حدودك سوف تصاب بسلاح اللص ,, ويمكن أن يتسبب لك في عاهة مستديمة ,, وإن أبلغت الشرطة بأي وسيلة ما تجد عراقيل من التحقيقات ,, فبدل من أنك تبلغ عن واقعة تجد نفسك متهم بنفس الواقعة ,, لهذا تلجأ للطرق السلبية ,, وما شجعني على اتخاذ الطرق السلبية هو رؤيتي لأفراد من الشرطة داخل سور السكة الحديد ومعهم أسلحتهم وبمقربة من اللصوص ولكنهم لم يحركوا ساكن وكأنهم عمي فاقدي البصر أو تماثيل خيال مآتة ,,,,
أي أن سرقة الحديد أصبحت مصدر تهديد ورعب لكل المواطنين ,, فالمواطن مهدد في سكنه من هؤلاء اللصوص فيمكن أن يتمادى الأمر بهم بالسرقة بالإكراه بالهجوم على أبواب العمارات المصنوعة من الحديد ,,أو سرقة أجهزة التكيف الموجودة معلقة على الحوائط المطلة على الشوارع ,, أو سرقة الحديد من أعمدة المباني المهجورة أو الأماكن المغلقة ,, هذا بالإضافة إلى أن المواطنين بالأخص الأطفال منهم وكبار السن مهددون بالسقوط في بالوعات المجاري والتي أصبحت بلا غطاء ,, أو أصبح المواطن مهدد بالسقوط داخل النفق لأن النفق أصبح بلا سور يحمي المارة ,, حتى أن أغطية صنابير الإطفاء الموجودة في الشوارع لم تنجو من أيدي هؤلاء اللصوص ,, أي أن المواطن مهدد أيضاً عند نشوب حريق فلا تجد المطافي وسيلة لتركيب خراطيم الإطفاء ,,هذا بالإضافة إلى تمادي هؤلاء اللصوص في سرقة الحلي والمجوهرات من أيدي النساء في الشوارع ,, وسرقة وخطف الشنط من أيدي المارة في الشوارع ,,,, وغيرها ,, وغيرها كثير وكثير.
لنخرج بنتيجة واحدة ألا وهي أن المواطن المصري أصبح مهدد من لصوص الحديد ولصوص الشوارع ,, أين الأمن؟؟!!!!! أنا لا أعلم.
لماذا اختفت سيارات الأمن من التواجد المستمر في الشوارع لأمن المواطنين والمارة,, لماذا اختفي خفير الدرك الذي كان متواجداً طيلة الليل؟ ,, فبكل شارع الخفير الخاص به, يصدر صوته الذي كان ينام عليه كل مواطن بأمان في منزله قائلاً بصوت جهور " مين هناااااااااااااااك" وصفارته الشهيرة التي كان يستدعي بها زملائه من الشوارع الأخرى عند حدوث خطر ما .
كل هذا كان يحدث في الماضي ولكن الحاضر أكثر رقي وأكثر تكنولجي فهناك وسائل عديدة لمراقبة الشوارع والقبض على هؤلاء الخارجين عن القانون بسهولة ,, بمجرد مراقبة الشوارع بأجهزة متقدمة , يمكن تصوير الحدث أثناء حدوثه والقبض على الجناة متلبسين.
ولكن ما يحدث عكس هذا وكأن اللصوص معهم سك حماية من الشرطة ,, فهم يسرقون في وضح النهار ويهددون في وضح النهار أيضاً ,, وأمام المسئولين من أفراد الشرطة بدون مقامة من أحد.
ماذا تنتظر الشرطة ؟ أتنتظر من المواطنين الغير مدربين على عمليات القتال وأن يقبضوا على اللصوص وتقديمهم للعدالة !!!! يا سادة عناصر المجتمع أربعة أنواع
ـ رجال مسنين
ـ نساء بكافة الأعمار
ـ أطفال من الجنسين .
ـ شباب يخرج للبحث على رزقه.
كل هؤلاء مهددون من لصوص الشوارع ولصوص الحديد ,,, وأي من هؤلاء يستطيع أن يقبض على فرد واحد مسلح بسلاح من النوعية التي ذكرتها سابقاً
إذا لا يوجد حل في مقاومة هؤلاء إلا بالشرطة المدربة والتي يجب أن تقوم بعملها في الشوارع المصرية, وأن يكون لها تواجد مستمر في كل شارع وكل حارة وكل مكان في مصر.
أو أن الشرطة منشغلة في التشريفات الخاصة بالمسئولين, والكولات السياحية ,, وتأمين الرأسماليين الاحتكاريين بالدولة ,, وتأمين عدم بناء وترميم الكنائس ودور العبادة الغير إسلامية,, أو مقاومة تعمير الصحراء بواسطة رهبان دير معين وتضييق الخناق على توسعات الزراعة بالأديرة,,أو مقامة المواطنين أنفسهم وجعلهم خاضعين وخانعين في بلدهم وليس لهم أي حق,, منفذين بذلك سياسة فرعون بالدكتاتورية والسطوة,,,, وغيرها ,,وغيرها من مظاهر الأمان ولكنها ليست هي الأمان .
ولكني كمختل عقلي أقول أين يبيع هؤلاء اللصوص غنائمهم من الحديد ؟ ولمن تباع ؟ وبكم تباع ؟ ومن الذي يعيد تصنيعها ؟ وطرحها مرة أخرى في السوق لتسرق مرة أخرى وتعاد الكرة ,,,, ليبقى سؤالي بلا جواب ,,

من وراء لصوص الحديد في مصر؟
ولماذا الشرطة تتعاطى المسكنات تجاه هؤلاء اللصوص؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسبوع وما بعد | قرار لبوتين يشير إلى تحول حرب أوكرانيا لصر


.. بنحو 50%.. تراجع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل




.. العربية ويكند الحلقة الكاملة | الاقتصاد مابين ترمب وبايدن..و


.. قناطير مقنطرة من الذهب والفضة على ضريح السيدة زينب




.. العربية ويكند | 58% من الأميركيين يعارضون سياسة بايدن الاقتص