الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لَمْ نَجِدْ رَبًّا لِنَحْتَرِفَ الدُّعَاءَ .. !!

سَعْد اليَاسِري

2008 / 8 / 30
الادب والفن



" مَزْمُورٌ لِرِيشِ الحِكْمَةِ "

أَنَا وَ العِرَاقُ نُبُوءَتَانْ .

سَنَعُودُ - لَوْ حَلَّ المَسَاءُ - لِجَيْبِ وَالِدِنَا ؛

فَيَشْتَعِلُ النَّشِيدُ :

أَيَا أَبَانَا قَدْ حَرَسْنَا اللَّحْنَ ,

لَمْ نَقْرَبْ صَفِيَّاتِ الجِوَارِ ,

وَ لَمْ نُضِعْ فِي غَفْوَةِ الرُّعْيَانِ شَاةً ,

لَمْ نَقُلْ لِلْعَابِرِينَ عَلَى مُتُونِ النَّصِ : لاَ تَثِبُوا إِلَى شَجَرِ الكَلاَمِ ..

وَ لَمْ يُقِمْ فِي قَوْلِنَا غَيْرُ السَّلاَمِ ,

أَيَا أَبَانَا المُنْزَوِي فِي رِيشِ حِكْمَتِهِ :

اِتَّخِذْنَا ؛ لَمْ نَزَلْ نَايًا .. وَ مَا زِلْتَ الكَمَانْ .. !!




" قُدَّاسٌ لِمَنْفَضَةِ السَّجَائِرِ "



أَنَا وَ العِرَاقُ ضَحِيَّتَانْ .

وَ تَعِبْتُ مِنْ كَوْنِي المُؤَلِّفَ وَ المُمَثِّلَ وَ الحُضُورَ الشَّاعِرِيَّ ,

تَعِبْتُ مِنْ كَوْنِي الهَزِيمَةْ .

تَعِبْتُ مِنْ كَوْنِي الشُّهُودَ ..

وَ مَنْ رَأَوْا – مِنْ دُرْفَةِ الكَابُوسِ - أَحْدَاثَ الجَرِيمَةْ .

تَعِبْتُ مِنْ حَفَّارِ قَبْرِيَ ..

لَمْ يُهَيِّئِ رُقْعَةً فِي القَبْرِ تَصْلُحُ أَنْ تَقُومَ مَقَامَ مَنْفَضَةِ السَّجَائِرِ فِي جِوَارِيَ حِينَ يَرْحَلُ وَالِدَايَ ,

تَعِبْتُ مِنْ وَطَنِي الـْ يَلُوطُ بِشَعْبِهِ ,

هَذَا الَّذِي يَبْدُو أَلِيفًا فِي كِتَابَاتِ المَدَارِسِ .. كَمْ سَأَقْتُلُنِي بِقَتْلِهِ ,

سَوْفَ أَصْرُخُ : أَيُّهَا الأَبَدِيُّ ؛ تَاجُكَ مِنْ جَمَاجِمِ إِخْوَتِي ..

وَ أَنَا أُرِيدُ المَوْتَ كَيْ أَنْسَى – قَلِيلاً – مَا جَنَاهُ البَدْوُ فِي عُرْسِ اليَتِيمَةْ .

فَفَعَلْتُ مَا اِعْتَادَ الرُّعَاةُ ؛

بَحَثْتُ عَنْ نَخْلٍ يُظَلِّلُ حُلْمَ قَائِظَتِي ,

قَصَصَتْ عَلَى الهَبَاءِ حِكَايَتَيْنِ :

عَنِ الزُّجَاجِ وَ سَيْفِهِ ,

وَ عَنِ الحَدِيدِ وَ كَيْفَ صَارَ بِآخِرِ الرُّؤْيَا حِصَانْ .. !!




" تَمْجِيدٌ لِمُفْتَرَقِ المَجَازِ "



أَنَا وَ العِرَاقُ قَصِيدَتَانْ .

وَ خُطَى القَصَائِدِ لاَ تَقُودُ إِلَى الوُضُوحِ ,

وَ لاَ تُصَابُ بِلَوْثَةِ الشُّعَرَاءِ فِي بَيْعِ الحَنِينِ .

فَطَيْشُنَا كَالْظِّلِّ مَرْهُونٌ لِمَا عَبَثَتْ يَدَانِ ,

وَ عُمْرُنَا حِمْلٌ خُرَافِيٌّ عَلَى رَأْسِ المَسَلَّةِ ..

لَمْ نَقُلْ : مَنْ كَانَ مِنَّا جَالِسًا فِي حِينِهَا .. ؟

مَنْ سَوْفَ تَخْنُقُهُ البِلاَدُ وَ مَنْ سَيَخْنُقُنَا بِهَا .. ؟

لَمْ نَنْحَنِ لِلْرِّيحِ ؛ لَكِنَّا اِنْثَنَيْنَا عِنْدَ مُفْتَرَقِ المَجَازِ ..

وَ صَارَ أَجْمَلُنَا - الَّذِي يَغْوِي أَخَاهُ مُبَكِّرًا بِالْمَوْتِ - مَشْدُوهَ العَزِيمَةِ .

لَمْ نَجِدْ رَبًّا لِنَحْتَرِفَ الدُّعَاءَ .. كَأَنْ نَقُولَ :

إِلَهَنَا ؛ عَجِّلْ – قَلِيلاً - كَيْ نَرَى الفَصْلَ الأَخِيرَ .

وَ لَمْ نُمَجِّدِ طَائِرَ العَنْقَاءِ فِي أَقْصَى المَدِينَةِ .. وَ الرُّكَامَ المُشْتَهَى .

لَمْ نَفْتَرِقْ إِلاَّ لِنَعْرِفَ كَيْفَ يَبْدُو الاِشْتِيَاقُ ..

وَ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُعَانِيَ خَيْبَةً | سَأَمًا لِشِدَّةِ قُرْبِنَا .

أَنَا وَ العِرَاقُ مُشَرَّدَانِ ؛

سَنَقْتَفِي أَثَرَ النَّجَاةِ ..

عَلَى هَوَى شَرْقِيَّةٍ نَبَتَتْ – عَلَى النَّهْدَيْنِ تَحْدِيدًا – لَهَا زَيْتُونَتَانْ .. !!



" صَلاَةٌ عَلَى هَزَجِ الفَرَاشَةِ "



أَنَا وَ العِرَاقُ مُمَيَّزَانْ .

لاَ شَيْءَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مُمَيَّزًا ؛ كَالْمَوْتِ فِي وَطَنٍ مُمَيَّزْ .. !!

سَنَكُونُ شَيْئًا وَاحِدًا , أَوْ هَكَذَا نَرْفُوا اِحْتِمَالاَتِ البَقَاءِ ؛

نَقِيسُ فِي هَزَجِ الفَرَاشَةِ مَا تَنَاثَرَ مِنْ بَنَفْسَجِهَا ,

وَ نَعْدُوا – صَاغِرَيْنِ – إِلَى شَقَاوَةِ مَا يَقُولُ الحُلْمُ مِنْ كَذَبٍ .

تَآخَيْنَا – قَلِيلاً – كَيْ يَمُرَّ الجُنْدُ فَوْقَ ضَحِيَّةٍ أُخْرَى ..

وَ قُلْنَا :

مَنْ يَكُنْ فِي اللَّيْلِ جُنْدِيًّا ؛ سَيَقْرَأُ فِي صِفَاتِ الصُّبْحِ مَا صَنَعَ الحَدِيدُ ,

وَ مَنْ يَلُذْ بِالْصُّبْحِ ؛ يَسْقُطْ فِي المَكَائِدِ ,

مَنْ يَقُلْ : لاَ شَأْنَ لِي إِذْ كُلُّ مَا فِي الأَمْرِ حَرْبٌ بَيْنَ آلِهَةٍ تَشَهَّتْ أَنْ يُضَاجِعَهَا الفُرَاتُ ؛ يَكُنِ الوَلِيمَةَ ,

مَنْ يَمُتْ قَبْلاً ؛ تُسَيِّجْهُ البَلاَغَةُ دُونَ رَيْبٍ .

هَكَذَا نَرْفُوا اِحْتِمَالاَتِ البَقَاءِ ..

وَ هَكَذَا – أَيْضًا – يَكُونُ بَقَاؤُنَا قَمَرًا لِوَعْدٍ مِنْ دُخَانْ .. !!



" حِجَازٌ لِلَوْعَةِ الصُّوفِيِّ "



أَنَا وَ العِرَاقُ حَقِيقَتَانْ .

وَ سَنُرْشِدُ المَعْنَى إِلَى شَغَبِ التَّضَادِّ ,

سَنَرْتَمِي فَوْقَ الخَنَاجِرِ مِثْلَ صُوفِيَّيْنِ يُمْتَحَنَانِ فِي حُبِّ الإِلَهِ ,

فَلَمْ يَعُدْ يَكْفِي البَقَاءُ مُهَيَّئَيْنِ كَعَاشِقَيْنِ ,

وَ لَمْ نَعُدْ نَرْضَى بِأَسْوَأَ مِنْ فِرَاقْ .

سَنَخُوضُ فِي حِيَلِ الطِبَاقْ .

سَأَمُوتُ قَبْلَهُ , أَوْ يَمُوتُ ؛

وَ أَنْضَوَي – حِبْرًا - إِلَى أَبَدِ المَكَانْ .. !!



" مَوَّالٌ لِمَاءِ المُعْجَبَاتِ "



أَنَا وَ العِرَاقُ مُرَاوِغَانْ .

وَ عَرَفْتُهُ ؛ قَدْ كَانَ يَكْبُرُنِي وَ يَشْرَبُ شَايَهُ بِالْهَالِ فِي وَقْتِ الظَّهِيرَةِ ,

كُنْتُ أَصْغُرُهُ ؛ أُحِبُّ الشَّايَ مَمْزُوجًا بِشَيْءٍ مِنْ حَلِيبٍ .

لاَ أُصَابُ بِخَيْبَةِ المَاشِينَ فِي عَطَشِ الخَرِيطَةِ ,

لاَ يَقُولُ : الخَمْرُ تُتْلِفُ نَكْهَةَ المَعْنَى .

أَنَامُ مُؤَزَّرًا بِالْخَوْفِ مِنْ حُمَّى الرَّصِيفِ ,

يَسِيرُ مَحْفُوفًا بِمَاءِ المُعْجَبَاتِ ,

وَ يَرْتَدِي ثَوْبَ الزَّمَانْ .. !!




" قَفْلَةٌ عَلَى مَسْمَعِ الأُرْجُوَانْ "



أَنَا وَ العِرَاقُ خَطِيئَتَانْ .

إِذْ كَانَ يَسْتَفْتِي البَيَاضَ ؛ حَسَدْتُهُ ,

وَ بَقِيتُ أَرْصُدُهُ - حَمِيمًا - يَنْثَنِي كَالْوَرْدِ ,

قُلْتُ أَدُسُّ فِي دَمِهِ الخَطِيئَةَ كُلَّهَا ,

وَ أَصُبُّ فِي عَيْنَيْ أَبِينَا - المُنْزَوِي فِي رِيشِ حِكْمَتِهِ - القَمِيصَ ,

فَعُدْتُ إِذْ حَلَّ المَسَاءُ لِجَيْبِهِ ..

بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى اِشْتَعَلْتُ | بَكَيْتُ :

يَا أَبَتِ ؛ قَتَلْتُهُ , وَ اِسْتَرَاحَ عَلَى ثِيَابِيَ أُرْجُوَانْ .. !!

أيّار | 2008
www.alyasiry.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب