الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجان -مزايين- الديمقراطيه

عبد العزيز الخاطر

2008 / 8 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


العدوى المطلوبه
مهرجان "مزايين" الديمقراطيه

تستقطب مهرجانات مزايين الابل فى منطقة الخليج وشبه الجزيره العربيه بشكل عام جماهير غفيره من مختلف الطبقات فى المجتمع .ولقد سبق للخيل ان احتلت ولاتزال بؤرة الاهتمام فيما يتعلق بهذا المجال ويبدو ان الابل الان اخذة هى الاخرى نصيبا مماثلا , من يعرف طبيعة التاريخ والجغرافيا العربيه لايستغرب ذلك البته, فهاذين المخلوقين هما اختزال حقيقى لذلك التاريخ وتلك الجغرافيا فهما رمزان مجردان للعربى وشجاعته وصبره, عليهما غزا وبهما انتصر ومن اجلهما ربما خاض الحروب واشعل الفتن, بل هما رديفين لشعره وادبه فاجمل بيوت الشعر ما تغنى بهما او باحداهما ولولا ذلك لاصبح الشعر العربى يعانى من النقيصة خاصة فيما يتلعق بباب الوصف .اشتغال العربى بهما ربما انساه نفسه الى درجه انه اصبح يعيش لهما بعد ان كانامسخران لخدمته ,جميل ان يكرم ويمتدح الحيوان والاجمل ان لايسبق بذلك الانسان فتكريم الانسان خطاب الهى ومفهوم التكريم هنا لايمكن اختزاله زمنيا ولا جغرافيا وانما هو خطاب مفتوح طالما بقى هناك انسان على وجه هذه البسيطه وخيارات الانسان هى فى صلب كرامته واحترامها هو جوهر تكريمه ولب شعوره بانسانيته.
هناك مهرجانات للديمقراطيه تطنطن لها دول المنطقه ولكنها مع الاسف لاترتفع الى مستوى مهرجانات مزايين الابل مثلا و ببساطه لان ليس فيها اصلا مزايين فلا المجتمع لديه القدره لفرز ذلك ولم تساعده الحكومات على ايجاد الية فرز مدنيه ولا لجان التحكيم لديها من الانصاف ما لدى لجان مزايين الابل فلا غرو ان تتفوق مثل هذه المهرجانات الحيوانيه على مهرجانات الانسان الخليجى المصيريه اقبالا ومشاهدة وعرضا اعلاميا وجوائز ماليه ومكانة اجتماعيه.
ماساة الانسان الخليجى انه نسى او أونسى نفسه وكل ما يمارسه من احتفالات ومهرجانات بعيدا عن خياراته وارادته هى اقرب الى مهرجانات مزايين الابل ففى معظم دولنا الخليجيه ما عدا الكويت الى حد ما فان ركيزة كرامة الانسان وهى حريته واحترام خياراته غير متوفره ولا تسعى لها الحكومات بالصوره المطلوبه والضروريه للعصر بل ان تكريس التبعيه والزبونيه والنفاق السياسى جار على قدم وساق وبشكل متطور ويظهرمنها بوضوح برامج مسابقات الشعر التى تتوج الوضع الراهن فائزا بكل الميزات والفضائل ولاتستشرف المستقبل ولاترقى حتى باللغه ذاتها ومنها كذلك مهرجانات مزايين الخيل والابل حيث مواكبهالشعوب لقياداتها ورموزها تماثلا ومحاكاه على الرغم من بون المسافه الماديه والمعنويه بين الطرفين.
الشعوب بحاجه ماسه الى الانتقال الى مرحله جديده تتوجها مالكه لخيراتها وهى التى اثبتت على مر العصور ولاء تاريخيا لقياداتها ولذلك ومن اجل ان يستمر مثل هذا الولاء ويتوج مشاركة فى صنع مستقبل الاوطان لابد من العمل على انتقال المواطن من ذهنية التقليد والمحاكاه الى ذهنية الابداع التى تتطلب شخصية قويه على ابداء الراى والجهر به وايجاد القنوات السياسيه والاجتماعيه المطلوبه والضروريه لتحقيق ذلك وهى موجوده ولكن يجب ان يسلط الضوء عليها وان يجرى تقنينها كذلك. اننا فى حاجه الى مهرجانات ديمقراطيه على جميع المستويات اكثر من حاجتنا الى مهرجانات المزايين الاخذه بالانتشار السريع و فى اعتقادى ان ذلك تسرب خطيرللكوادر والطاقات قد يؤثر على الاقتصاد فى المستقبل خاصة اذا اعتبرت مناسبات لاثبات الوجود والمكانه فبذلك ستنجذب الطاقات والامكانيات اليها تاركة مفاصل الاقتصاد والتنميه للغير من غير ابناء الوطن. بل اننى اعرف مهندسا شابا يحمل شهادة ماجستير من احدى جامعات امريكا المرموقه هجر وظيفته ليصبح". مضمرا" للمطايا والمضمر بلغة اهل الخليج من يعتنى بالابل ويعدها للسبق على اصحاب القرار التنبه الى انه الشعوب التقليديه كشعوبنا مولعه بالتشبه والتقليد والمحاكاه لرموزها املا فى التقرب والمنصب والجاه وما الى ذلك خاصة بعد ان اختزل العلم فى شهادات تباع وتشترى فاصبح اضافة قد يتطلبها الامر عند الضروره فلا اقل من ان يملى عليهم ضميرهم وواجبهم تبنى معايير انسانيه جديده تبنى الاوطان وتحترم الانسان وتعلو بالعلم واهله والمخلصين والشرفاء من اهل الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا تفعل إذا تعرضت لهجوم سمكة قرش؟


.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد على الجبهة الشمالية




.. شبح الجفاف يهدد السودانيين بالعطش ومحاصيلهم بالجفاف


.. طاقم سفينة يونانية يوثق لحظات تعرضهم لهجوم من أنصار الله بزو




.. مراسل الجزيرة: الحجاج يواصلون رمي الجمرات في أول أيام التشري