الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو الغيط يغيظ المصريين

رمضان متولي

2008 / 8 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


وزير الخارجية أحمد أبو الغيط كلما أدلى بتصريحات إعلامية يقول كلاما يسيئ إلى المصريين في كل مكان إلا في أمريكا وفي إسرائيل، من تصريحاته السابقة بأنه سوف يكسر قدم أي فلسطيني يعبر الحدود إلى سيناء هربا من حصار غزة إلى تصريحاته يوم الأربعاء الفائت حول استعداد مصر لبناء قدرات الجيش اللبناني لحفظ الأمن في مدينة طرابلس مهددا البعض الذي "يفوته أن مصر لديها قدراتها في بناء قوات مسلحة وأجهزة أمنية" وتأكيده أن مصر طلبت من إسرائيل وقف تهديداتها للبنان، حسب ما نشرته جريدة البديل يوم الخميس الماضي.

والمؤسف في تصريحات الوزير الذي يستحق لقب "أبي الغيظ" لتخصصه في إغاظة المصريين أنه لم يدع لبناء قدرات الجيش اللبناني من أجل مواجهة التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، فالرجل لا يرى دورا لهذا الجيش إلا في إضعاف المقاومة اللبنانية التي يقودها "حزب الله" بعد الانتصار الذي حققه الحزب والمقاومة بصد العدوان الإسرائيلي في يوليو 2006 ولم يحرك الجيش اللبناني ساكنا بينما كان الجنوب يحترق.

نستطيع أن نتأكد من حقد النظام المصري والنظام السعودي على المقاومة اللبنانية إذا استرجعنا موقف النظامين خلال حرب يوليو 2006 عندما حاولا تبرير العدوان الإسرائيلي على لبنان وإدانة حزب الله ضمنيا باعتبار ما فعله مغامرة غير محسوبة. ولكن لأن المغامرة أثبتت فعلا قدرة المقاومة على صد "البعبع" الإسرائيلي وأجبرت إسرائيل – التي فشلت خلال الحرب في فرض أي من الأهداف المعلنة لها – على الاعتراف بهزيمتها أمام المقاومة، بدأت الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما (مصر والسعودية) بتنفيذ مخطط آخر يهدف إلى إضعاف المقاومة من الداخل بإثارة الصراعات الطائفية والمذهبية من جديد في لبنان، تدفقت الأموال السعودية على حلفائها في لبنان من جماعة 14 آذار وتيار المستقبل وبدأ الهجوم على المقاومة والمطالبة بنزع سلاحها، ثم كانت أحداث بيروت وجبل لبنان في مايو الماضي وتدخلت المقاومة لحسمها عسكريا، بعدها مباشرة اندلعت الأحداث الطائفية بين السنة والعلويين في مدينة طرابلس. وإذا كانت السعودية تعتمد على تقديم الأموال وتحريك أذنابها في لبنان الذين يخشون من تعاظم نفوذ حزب الله والمقاومة اللبنانية، فها هو أبو الغيط يعلن ما يمكن أن تقدمه مصر – إن مصر (والبركة في أبو الغيط والنظام الذي يمثله) لن تقدم دعما للمقاومة في مواجهة إسرائيل، وإنما ستقدم دعما للجيش اللبناني لمواجهة المقاومة.

يقول أبو الغيط إن مصر طلبت من إسرائيل وقف تهديداتها للبنان. الوزير يعتقد أن المقاومة ساذجة وأن الرأي العام عبيط ليصدق أن هذه المطالبة يمكنها أن تردع إسرائيل إذا أرادت أن تعيد الكرة وتغزو لبنان من جديد، وكيف نصدق ما يقوله الوزير وهو لم يستطع حتى الآن تأمين الحدود المصرية في سيناء من الاعتداءات المتكررة لإسرائيل على جنود الشرطة، ولم يستطع حتى الآن محاسبة إسرائيل على قتلها لجنودنا على الحدود؟ إن الوزير يستطيع أن يصرح كما يشاء عندما يتعلق الأمر بكسر أقدام الفلسطينيين إذا فكروا في اختراق الحدود من غزة إلى سيناء، لأن هؤلاء الفلسطينيين عزل من السلاح، ولأنهم فقراء ولأنهم لا يستندون إلى دعم إسرائيلي ولا أمريكي. أما أن يتحدث عن حماية اللبنانيين من الاعتداءات الإسرائيلية، فهذا تجاوز على قدراته الفعلية، إن لم يكن يتعارض مع مصالحه ومع مصالح وانحيازات النظام الذي يعبر عنه.

نحن لا نتوقع من وزير الخارجية أن يكون معبرا عن أو ممثلا لملايين المصريين الذين تعاطفوا مع المقاومة اللبنانية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ولكننا فقط نتمنى ألا يتطوع باسم ملايين المصريين بالمساهمة في دعم خطط الصهيونية والاستعمار الأمريكي في بلادنا، لا نريد من الوزير أن يكون صديقا لنا، وكل ما نأمله ألا يكون عدوا وحليفا لأعدائنا. وإذا كان لدى مصر، كما يقول الوزير، قدرات في بناء قوات مسلحة وأجهزة أمنية، نرجو أن يستفاد من هذه القدرات في حماية أمن المصريين وتأمين حدودهم، والأهم من ذلك في امتلاك القرار بشأن حدودنا مع غزة وفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين والمصريين العالقين هناك انتظارا لموافقة إسرائيل على تخفيف الحصار، وبدلا من استخدام قدراتنا في خدمة إسرائيل وأهدافها نتمنى أن تستخدم لخدمة مصالحنا نحن أو لا تستخدم على الإطلاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر يبدع في تحضير جاج بالفريكة ????


.. ما تأثير وفاة رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية؟ • فرانس




.. كيف سقطت مروحية الرئيس الإيراني رئيسي؟ وما سبب تحطمها؟


.. كيف حولت أميركا طائرات إيران إلى -نعوش طائرة-؟




.. بعد مقتل رئيسي.. كيف أثرت العقوبات الأميركية على قطاع الطيرا