الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوازير الحكومة

مرتضى الشحتور

2008 / 8 / 31
كتابات ساخرة


لرمضان في بلادنا طقوسه الراسخة وتقاليده الخالدة ثم مواقيته المختلفة,مختلف رمضان في عاداته وعباداته . يحدث في رمضان مايشبه الانقلاب السعيد ،حيث تستعد الناس استعداد العيد. وقبل ان يحل الشهر تستنفر الاسر العراقية تتأهب للشهر الفضيل .
تقليديا لرمضان ميزانية استثنائية ،ذلك لان متطلبات الشهر استثنائيةكذلك.
وماتحجم الاسر عن شراءه في سائرايام العام ،لن تردد في الافراط في شراءه في هذا الموعد الايماني .
اول الامورنواجهها قائمة سيدات البيوت الطويلة ،حيث يبدأ التبضع مبكرا لمؤنة شهر كامل.تتضمن مستلزمات اضافية لها خصوصية رمضانية بحت.
الامر لايقف عند هذا الحد، فالحكومات والمؤسسات الرسمية اخذت على عاتقها مهمات اخرى.تحاكي هوى الجمهور!
مثلا تقليص الدوام الرسمي ، او تقديم منح ،او مساعدات عينية.
او اقامة مأدب افطار لمنتسبيها.
حتى قنوات التلفاز تستعد مبكرايجري اعداد برامج اخرى تتعلق بطعام الصائم ومزاج الصائم وعبادات رمضان وطقوس رمضان ومايستحسن من الاعمال ومايتقرب به منها .
فضلا عن برامج تاريخية واخرى للتسلية ،مسابقات فكرية.ومسلسلات كوميدية تساهم في امداد الصائم بالصبر واعداد الاسر لهذا النظام الاستثنائي في مواقيت الطعام والعبادات والعادات ،وكل ذلك ينتهي عند غاية كبرى تتمثل في منح العائلة شعورا سعيدا واوقات باسمة.هل اذكركم بالفوازير ،او حتى بانسان النديرتال او مسلسل هارون الرشيد،او مسابقات المحيبس البغدادية.
هل نسينا الموائد المتبادلة والمتقابلة.ودعوات الافطار والاسحارالسخية بين العوائل البغدادية.
هكذا كنا وهكذا كان الجميع ،كل يجود بمايجد.
ترى ماذا اعدت حكومتنا لرمضان.!
ماذا افرزت من السبعين مليارا المخصصة لعام 2008 لشهر عظيم بعين الله كريم في اعتقاد الناس ،ماذا خصصت للمتعففين من الشعب وهم رقم كبير يعاني من عوز شرس.
تقول تقارير رسمية ان (من هم تحت خط الفقر) بحدود اربعة ملايين عراقي!
ماذا وفرت وزارة التجارة ؟
وماذا هيأت وزارة الكهرباء لاحياء بغداد.
وماذا قررت وزارة البطاقات الذكية ،اقصد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية؟.
هل يمكننا ان نتخيل ان الاخيرة ستطلق مبلغ خمسمائة الف دينار او مايعادل قيمة اربعة براميل نفط لكل اسرة مشمولة بنظام الحماية تتلقاها قبل هلال الشهرالوشيك!يتلقاها العراقي ويهدي اجرها للحكومة ولأهل المسؤولين في الحكومة.
هل لنا ان نتوقع ان وزارة الكهرباء استنفرت كوادرها لترحم اهل بغداد من قهر الحر او حتى تنالهم ساعات اضافية من الكهرباء الوطنية ساعةوقت الافطار واخرى عند السحر.
هل بادرت وزارة التجارة بتوزيع مفردات الشهر كاملة او اضافت مادة اخرى لفطور الصائمين مثل البقوليات.او حتى الالبان و حليب الكبار.التي نجحت حكومتنا الراحلة في توفيرها و تكدست في البيوت وقت الحصار الظالم.
هل فكر اهل القرار بتشكيل خلية رمضانية تتولى تقديم شيء للطبقات المسحوقة.هل يمكننا ان نتوقع استنفارمناسبا. او نحزر او ان الحكومة ستطلق فوازير غير عادية تنسجم مع الميزانية الانفجارية.
هل تنعش الحكومة بيوت الفقراء بتحويل كذا مليار من ميزانية انعاش الاهوار،اعتقد ان الاجر عظيم ،واجر الحسنة في رمضان كاجرها مائة مرة في عداه من الشهور،اجر اكيد يصيب الحكومة حين يتجه الدرهم الى جيب مستحق مسكين
رمضان على الابواب .الكل استنفر طاقاته ،واعاد برامجه.الكل حاول القيام بشيء تقربا لله تعالى ،و تفاعلا مع الناس ايضا .واهتداء بسنة رسول الله.
وحدها الحكومة لم تقل شيئا. ولم تفعل شيئا مع انها تملك كل الاشياء.
الوقت لم يذهب ومن يجلس على كنز الذهب يستطيع ان يوهب ،متى قرر ان يهب؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل


.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا