الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقل الدولة النقدي

سلام خماط

2008 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


ان المهمة التي ايطت بالمثقف على مر التاريخ هي مهمة تمثيل الوجدان البشري والدفاع عن مبادئه ,وان اخطر ما يمارسه هذا المثقف هو قيامه بدور المدافع عن السلطة وخاصة الدكتاتورية او من خلال ما يقدمه من دعم ثقافي ينعكس ايجابا الى دعم سياسي قد يضفي الشرعية للسلطة الغاشمة ,فالحقيقة تقول يجب ان تكون هنالك مسافة بين المثقف والسلطة ان لم تكن بين الدولة وعقلها النقدي (المثقف ).
لقد كان المثقف في جوهر كل حدث شهده العالم او شهدته اي دولة والسبب في ذلك يرجع الى ان المثقف يجد نفسه دائما ازاء ما يحدث من تغيرات مكرها على معاودة طرح الاسئلة ,فلم يكن هنالك تغيير الا وكان بقيادة شريحة من المثقفين ان لم تكن شريحة اساسية افترضت نفسها طليعة لها ,وليس هنالك نظام ديمقر اطي او نظام يحترم الثقافة الا ورفع المثقف الى مرتبة لم يسبق له ان ارتقى اليها ,ولناخذ فرنسا على سبيل المثال ,حيث وضعت صورة احد مثقفيها على العملة الرسمية للدولة (الشاعر رامبو )
وكيف تعامل الرئيس ديغول مع من اشار علية بتوقيف (سارتر )بسبب اراءه ومواقفه المناهضة للحكومة الفرنسية انذاك فما كان رد ديغول الا:
(اتطلبون مني ان اضع فرنسا في التوقيف ),هكذا هو تعامل ونظرة العالم المتحضرللمثقف وللثقافة.
كان المثقف العراقي فاقدا لوظيفته النقدية قبل سقوط النظام السابق ,والان يجب ان يكون قد استرجعها ,لذا يجب عليه ان يزيل عن بصيرته غشاوة الايديولوجيا من خلال تحرير نفسه من الصيغ الجاهزه والمفاهيم المتاكلة وعليه كذلك ان يضع ذاته في مدرسة الواقع والحقيقة حتى لو كلفته الكثير وخاصة المدرسة المعرفية ,والخروج على الايديولوجيات بكل اشكالها وهذا يتطلب مراجعة للذات ولو كانت هذه المراجعة مؤلمة ,مراجعة للمفاهيم التي اصبحت بالية وخاصة الوهم الايديولوجي ,وان ينفض عن نفسه ثوب العقلية النصية الجاهزة والجامدة وان ينصرف الى ممارسة التفكير انطلاقا من الواقع لا انطلاقا من النظريات والافكار المستهلكة التي طالما تستر عليها وعلى فشله في ان واحد , فلو فعل هذا لاصبح بامكانه ان يصل الى ذروة النتاج الفكري والادبي والفني .
ان قمع الرقابة السلطوية في زمن النظام البائد ادى الى هجرة الكثير من المثقفين العراقيين ووفاة العديد منهم في دار الغربة امثال الجواهري ومصطفى جمال الدين وعلي الوردي والبياتي وغيرهم وهنا نتمنى من الادباء والفنانين والشعراء ممن لازلوا يعيشون في المهجر العودة الى الوطن والمساهمة في اعادة بناءه من جديد في ظل الديمقراطية التي تحدث عنها السيد المالكي ,فقلب المعادلة التي تقول مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ ممكنة جدا لو اتيحت الظروف بل لو هيأة للمثقف الظروف المناسبة ومنها دعم الدولة وليس السلطة من خلال اصدار التشريعات التي تكفل لهم سبل العيش الكريم فان ادوات الابداع متوفرة والاقلام لاتزال قادرة على صنع الحياة .
ان السيد المالكي اراد في كلمته التي القاها على مجموعة من الكتاب والادباء والفنانين ان يبذلوا الجهود من اجل خلق ثقافة مؤثرة تلعب دورا في تسريب المفاهيم الوطنية بصيغ مبتكرة ومتنوعة تهدف لخدمة سياسة الدولة والوطن من جهه وتحارب الثقافات والتوجهات المعادية من جهة اخرى .
فالوطن اليوم بحاجة الى مثقفين حقيقين يقع على عاتقهم تعرية وفضح السياسات الطائفية والتكفيرية والتي تروج لها بعض وسائل الاعلام ,فالمثقف العراقي الوطني قادر على تحديد الجهات التي تسعى لطمس الثقافة العراقي وقادر ايضا على عرض مشاكل المواطنيين وايصال معاناتهمالى المسؤول ,وان من مهام هذا المثقف هو نشر الوعي بين المواطنيين وترسيخ قيم البناء الديمقراطي الجديد والمساهمة في تبديد سحب الظلام واساليب الارهابيين واتلتكفيريين الذين يريدون ارجاع العراق الى عصر التخلف والظلام والدكتاتورية .


سلام خماط










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام