الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بالوان عربية

اياد محسن

2008 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


اميركا تريد ان يكون العراق مرسوم بفرشاتها والوانها .... العرب كذلك يريدون العراق, ربما ليس بنفس الطريقة الامريكية لكن لا اقل يريدونه محتفظا بجزء من ملامحه التي عرفوه بها وهو يلعلع بالشعارات القومية الفارغة , والعراق لن يكون حاملا لهذه الملامح الا وحزب البعث جزء من صناعة العملية السياسية فيه ولو بوجه مقنع لحين مجيء الوقت للعمل بالوجه الصريح والحقيقي .
العرب ومن اجل اضفاء لمستهم على العراق الجديد لجئوا الى جملة من الاساليب والوسائل واستخدموا مختلف السياسات و كانت سياسة لي الاذرع وسيلة لتحقيق انقلاب على المعادلة الانتخابية التي ولدتها الاليات الديمقراطية , حيث العنف واثارة الفوضى ونشر جثث الابرياء في الشوارع والازقة يمكن ان يستدرج الجهات الحاكمة الى التفاوض ومن ثم تقديم تنازلات عن استحقاقات ناخبيها لصالح حلفاء العرب لاجل ان لا يذهب العراق بعيدا عن تاثيرات اشقائه , وهنا كان حزب البعث من ابرز الجهات التي نفذت الاجندة العربية و ادارت عمليات القتل والتهجير بطرق مباشرة او غير مباشرة عن طريق الاحزاب والجهات التي تمثله في الساحة العراقية . العرب لم ينظروا الا للمعارضة العراقية ممثلة بحزب البعث وازلام النظام السابق على انهم عراقيون , وكانوا بين الفينة والاخرى يلمحون للحكومة العراقية بان الطريق الوحيد لكسب الدعم العربي وتوسيع دائرة التمثيل الدبلوماسي , يمر عبر بوابة التفاوض مع المعارضين ..المجاهدين ..الرافضين للاحتلال .

المصالحة الوطنية كانت ولا زالت ابرزافرازات هذه المرحلة صحيح انها كانت نابعة من ارادة حكومية باعتبارها منجز لكنها لم تكن مجردة من الضغط والاملاءات الخارجية , المصالحة في جزء منها عبرت عن عجز ممثلي الشعب عن مواجهة العنف والانجرار بالتالي لتقديم التنازلات مقابل التهدئة , انطلاقا من مبدء دفع الضرر الاكبر بالضرر الاقل ,وحيث كانت الحكومة المنتخبة والكتل المكونة لها الطرف الاول لهذه المصالحة, كانت دائرة الطرف الاخر تتسع بمرور الايام حتى بداءت تشمل جهات طالما حاولت ارباك العملية السياسية والعودة بها الى مربعاتها الاولى , هذه الاطراف وبدلا من محاكمتها والقصاص منها تم ادخال افرادها في تنظيمات رسمية كمجالس الصحوات والاسناد بذريعة التعامل مع الامور بواقعية . بتخطيط العرب لجعل معارضي التجربة الديمقراطية جزء مهم من صناعة القرار يسير العراق نحو مرحلة خطيرة قد تودي بما تحقق من نتائج الى حافة الهاوية حيث ان كبار قيادات حزب البعث تمسك باهم مفاصل الدولة واكثرها حساسية كاجهزة المخابرات والامن والوزارات الامنية ولهذا السبب نجد ان هناك تلكؤ واضح في تحقيق الكثير من الانجازات واصبح ظاهر الدولة العراقية الرحمة وباطنها العذاب حيث يحكم ممثلو الشعب بالشكل والصورة فقط بينما تقع مصادر القرار المهمة بيد جهات تريد ارجاع العراق الى عهود ما قبل الديمقراطية .
في كل قمة عربية او مؤتمر لدول الجوار يسعى القادة العراقيون لشرح ما تحقق في سبيل انجاز الجزء الذي يهم الاشقاء من المصالحة الوطنية والذي على اساس ما تحقق منه تنطلق الوعود بتقديم الدعم او توسيع التمثيل الدبلوماسي .. وما نخشاه ان تذهب المصالحة الوطنية الى تخدير الوعي العراقي لتمرير مخططات تذهب معها ارادة الجماهير ادراج الرياح خصوصا وان اميركا راعية المشروع العراقي تتعامل بمنطق المصالح ولا يهمها ان استخدمت اوراق للضغط على ممثلي الشعب خارج حدود المنطق الديمقراطي , وربما وفي ضل لحضة للتقارب العربي الامريكي يكون حزب البعث القابع في ارض العرب خيارا يتم اللجوء اليه للتهديد والوعيد ولاجبار من يفكر في رسم الوجه العراقي بفرشاة عراقية للعودة عن هذا الجنون والاقرار بان العراق سيرسم بالطريقة التي يريدها الاخرون .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة


.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا




.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف


.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟




.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم