الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع سياسي مشوه ومنخور العظام

علي حسين الخزاعي

2008 / 8 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هذا الواقع الذي نعيشه , بعد ان كنا نأمل الخلاص من نظام الدولة السرية , نأمل ببناء صرح قوى يعيش فيه ابناء شعبنا بلا حروب ولا نزاعات لكن , شعبنا لازال وللأسف الشديد يعاني الأمرين ويعيش بين مطرقة الاحتلال وسندان المحاصصة الطائفية .
والظاهر انه ليس هناك من مخرج لتنقية الاجواء الا عبر التوافق السياسي محصلة الصراع بين اطراف القوى السياسية التي تلهفت وراء مصالحها السياسية الحزبية الضيقة عندما انفردت كل منها لتفكر بالركض وراء الجاه والنفوذ وتقسيم السلطات على أسـس طائفية مقيتة .
لقد عملت تلك القوى القومية والطائفية من اجل ترسيخ المحاصصة الطائفية المقيتة تلبية مع رغباتهم ومصالحهم الطبقية الضيقة وكانت نتيجتها زرع وتعميق الامراض السارية المعدية وسط المجتمع الذي عانى الويلات والخراب النفسي والثقافي , عبر الضحك على الذقون , والتلاعب بمشاعر الناس القومية والدينية والتناغم بها حسب هواهم من اجل اخضاعها للأمر الواقع والسيطرة على مقاليد السلطة في كل مناحي الدولة العراقية .
لقد كان للأحتلال دور كبير وأسـاسي لزرع كل تلك الامراض والجراثيم المضرة في حياة المجتمع , حيث شمل الامر ووصل الى حد ان تتحول المؤسسة الواحدة من الوزير الى الفراش الى لون واحد مبعدين بذلك عناصر الوطنية والنزاهة والكفاءة في التعيين مما ادى الى تفشي مظاهر الفساد المالي والاداري وتعاظم ظاهرة الرشوة في كل الدوائر والمؤسسات .
ان الطائفية لعبت دورا اساسيا ومهما في تغيير موازين القوى وكانت نتائجها وخيمة مما جعل امر الاتفاق على اي قضية تخلق طرفي نزاع وكل ما هنالك هو الاختلافات والاتفاقات على اساس تبادل منفعة حزبية ضيقة لا اكثر من ذلك ولا اقـل وتكون النتيجة خسائر مادية ومعنوية ونفسية مؤلمة تضر بالشعب ( حاضرا ومستقبلا ) .
فقد اتفق الجميع او الاكثرية على اقل تقدير , والمصيبة ( ان الجميع بما فيهم الذين خلقوا ونشروا مظاهر الطائفية ينادون باهمية نبذ الطائفية فأصبحوا يزاودون على المخلصين المناضلين من اجل خلاصنا من الطائفية ) , حيث اتفقوا في قانون الانتخابات والذي اقر بأستثناء المادة ( 24 ) الخاصة بكركوك على ان [ لايسمح باستعمال دور العبادة والرموز الدينية ومناسباتها كدعاية انتخابية وخاصة الاحزاب الاسلامية الشيعية ] , حيث كشف السيد الشيخ ابو منتظر الشوكي في تصريح له : الى وجود رغبة جامحة لدى الاحزاب السياسية الشيعية لتوظيف المناسبات الدينية واظهار قدرتها للتسابق لخدمة الزوار , وقد استغلت تلك الاحزاب في 1 / 8 / 2008 مناسبة زيارة الاســراء والمعراج لمقبرة وادي السـلام للترويج بأسلوب الدعاية الانتخابية من خلال نصـب السرادقات وتقديم الطعام وتوزيع المطبوعات الدعائية حول قوائمهم الانتخابية .
هنا يتضح دور وعمل الاحزاب القومية والدينية في نهجها واصرارها على عدم التخلي عن اساليبها السابقة , فمهما اتفقت ووقعت على بنود اتفاق لابد لها وان تخرق تلك الاتفاقات وفقا على مصالحها الطبقية الضيقة فهي لاصاحب ولاصديق لها , ولاتؤمن بصناديق الاقتراع والانتخابات النزيهة كونها تعلم جيدا انه من دون تزييف , لايمكن لها النجاح في ظل انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة كونها لاتملك ما تقدمه للجماهير غير المواعظ وخزعبلاتها .
ومن هنا اقترح على مجلس النواب ليس طرح عدم جواز استغلال الرموز الدينية ودور العبادة فحسب بل يضاف لها منع وعدم جواز استغلال المناسبات الدينية كوسيلة دعائية وبشكل مطلق على اعتبار ان المناسبات الدينية هذه ليست حصرية على الاحزاب الدينية السياسية بل هي تدخل ضمنا في الطقوس والشعائر الجماهيرية .
ان تعقيد قضية كركوك والتي هي مشكلة بحد ذاتها لم يأتي من فراغ بل هو خوف حقيقي من قبل الاحزاب التي اتفقت في جنح الظلام لتغيير مسار التصويت من العلنية الى السرية وكذلك كان الهدف الآخر هو ضرب المكاسب التي تحققت للمرأة العراقية والمنصوص عليها في الدستور العراقي الدائم وتغير معالم الكوتة والتي حددت على الـ ( 25 % ) في جميع المجالس التشريعية سواء في البرلمان العراقي او على صعيد مجالس المحافظات .
ان هذا الواقع يوضح مدى تشوه الواقع السياسي في العراقي رغم ان قناعتنا بشعبنا وطموحه في النصرلقريب بعد الخلاص من اشباه قادة اصحاب العظام المنخورة حتى النخاع والعقول الخاوية .
اصبح الامر اكثر وضوحا ولكن لاينفع الموقف لوحده بل يتطلب , تطبيق عملي لازاحة كل العناصر والايادي المشاكسة والمخربة , عبر تطوير دور المفوضية العليا للأنتخابات , وتنفيذ القوانين بصرامة , وعدم افساح المجال لأي من القطط ان تتلاعب باذيالها , ومساندة شعبية لها في الكشف عن خفايا الامور والابلاغ عنها مع الملموسية الصريحة , وتطوير الوعي الانتخابي للجماهير , ومن ثم اطلاق الحريات العامة للعملية الانتخابية , ومنح الناخب حقه في التصويت الحر والديمقراطي دون ضغوطات تمارس من بعض القوى المشاركة , كما حدث في الدورات الانتخابية السابقة والاستفتاء , وفقا على قواعد العمل المتفق عليها وانسجاما مع قانون انتخاب المحافظات التي نأمل ان يرى النور على اساس التوافق السياسي الوطني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل