الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي والسياسة ومتطلبات الحرص الوطني

عبد العالي الحراك

2008 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


قد يكون المالكي اكثر قادة حزب الدعوة الاسلامية احساسا بالوطنية , اوعدم غيابه المطلق في وهميات العقيدة الدينية, التي لا تؤمن بالوطن محدودا بشريا وجغرافيا وتاريخيا ,وانما بالدين يغطي الانسان في وجوده على الارض, اينما كان وفي أي وقت كان. لهذا وللأسباب اخرى اختلف مع بقية تلك القيادة , ولم يطق ذرعا بمواقف القادة الايرانيين وتدخلهم في سياسة حزب الدعوة ,عندما كان في ايران , فشد الرحال مستقرا في دمشق والى حين السقوط والعودة الى الحكم والسلطة في بغداد , حاملا على كتفيه اعباء العقيدة وتناقضات الوطنية , وكيفية الموافقة بينهما في سياسة عراقية معقدة وبالغة الخطورة .لم يظهر نجمه بين قيادات احزاب الاسلام السياسي في الائتلاف الحاكم ,الا بعد تسلمه مقاليد الامور في حزبه والحكومة .يتصف المالكي بالحدية والتصريحات شبه النارية بعض الاحيان, لصفاته الشخصية وكثيرا ما يعود خطوة الى الوراء فيسحبها او يطلب مع على الدباغ ان يلطفها . واخيرا صرح بان الاتفاقية الامنية مع امريكا والقريبة النضج , تحتوي على تاريخ محدد وجدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق لا يتجاوزنهاية عام 2011 . وقد نفاه الرئيس الامريكي بوش نفسه وكذلك السفير الامريكي في بغداد ولكن ايده رئيس الجمهورية جلال الطالباني من امريكا قائلا (نعم تتضمن الاتفاقية الامريكية العراقية تاريخا لأنسحاب القوات الامريكية, ولكن يحق للحكومة العراقية طلب تمديد بقائها لضرورات امنية) انه أي جلال الطالباني يحاول ان يظهر حنكته السياسية وانه قادرعلى احتواء الازمات والتخفيف من حدة الخلافات ولكنه عندما يتعلق الامر بخصوص كرديته لا يستطيع ان يكون سياسيا دبلوماسيا, حتى وان وضع شعبه على ابواب ازمة .. وهنا ستلعب السياسة لعبتها ومغامرات السياسيين الانانيين لعبتهم , وستصبح الحاجة لوجود هذه القوات, حاجة روتينية مستمرة , كما هي الان والتي تجاوزت صلاحيات البرلمان الدستورية وسلمت الى وزير الخارجية يطلبها في الفترة المناسبة ,عندما يكون في نيويورك عادة . فوجئنا اليوم بخبرعزل رئيس الوزراء للوفد العراقي المفاوض وتعين وفد جديد عوضا عنه ومن مكتبه الخاص, وعلي الدباغ واخرين في نفس المكتب ينفون هذا الخبر. ثم تصريحاته الاخيرة في اجتماعه مع العشائر, الذي اكد فيه (صلاحية تواجد قطاعات من الجيش العراقي في اية بقعة من العراق ,لانه جيش اتحادي) ولا قوة تستطيع ان تمنعه من الدخول الى خانقين (لمطاردة الارهاب) هناك والاكراد يقولون ان خانقين مستقرة وليس فيها ارهاب وهم يهددون باستخدام (اوراق خاصة ضد المالكي) وقد تصل التهديدات الى الانسحاب من العملية السياسية. انها تحالفات ابتزازات وتهديدات ,لا تملك ابسط مستويات الانسجام الاعلى اقتسام المكاسب والغنائم. يجب ان تحسم امرك ايها المالكي وتؤكد وطنيتك على الارض وتفك تناقضاتك وتسيطرعلى تصريحاتك ,دون قذف في الهواء و سحب من تحت الماء.. فلا اتفاقية امنية امريكية_عراقية ستكون في صالح العراق ... ولا محاصصة طائفية قومية اسستم لها متورطين, تسير في صالح العراق... ولا لعاب كردي يسيل على نفط شمال العراق,استمر منذ خمسة سنوات سيكون في صالح العراق ... ولا اتكاء كردي على أكتاف (الاصدقاء المحررين الامريكان) يفيدهم في شيء ولاهو في صالحهم او في صالح العراق... ولا ظلامية ايرانية تساعد وتدعم قتل علماء ومثقفي العراق هي في صالح العراق...ماذا اذن في صالح العراق؟ في صالح العراق فقط الوحدة الوطنية على اسس وطنية تغسل ادران التخلف والطائفية والانعزال القومي وتضطر الامريكان الى الانسحاب , خلال حكومة بوش او خلال حكومة من سيأتي بعده.. وتمنع على ايران تدخلها السافر. اما تحالفاتك السياسية القادمة فيجب ان تتغير وفق الاساس الوطني.. فاذا انسحب الاكراد وعبد العزيزالحكيم من تحالفكم فسيدعمك ويتحالف معك الباقون وسيتوحد العراق وطنا وشعبا وتزول جميع المخاطر ويتحقق الاستقلال وبناء العراق لان الطرف الاول يريد البقاء في العراق لأمتصاص خيراتة وخلق المشاكل وعدم الاستقرار والثاني لا يمكنه العيش بدون الدعم والتدخل الايراني .اعمارالعراق من مسؤؤلية كفاءاته وقدراته وخيراته , التي ستعود تلك الموجودة في الخارج وبسرعة الشوق الممنوع عنها , ولن تقوم امريكا بأي بأعمار, ولو ارادت لعمرت ما هدمته ولعوضت ما سرق ولو بالقليل, خلال الخمسة سنوات المنصرمة. اسألك مجموعة اسئلة عسى ان تجيب عليها ولو مع نفسك ...كيف تفهم العلاقة مع امريكا وكيف يمكن التخلص منها .. هل بتحالفك مع ايران ام بتقوية الوحدة الوطنية والاعتماد في الدرجة الاساس على الشعب العراقي؟ ماهي العلاقة مع ايران وكيف تحل المسألة الطائفية في العراق في ظل هذه العلاقة (التابعية)؟ هل تعتقد بان لأمريكا دورا اساسيا في العنف في العراق ودعم بعض الجهات لأثارة الازمات؟ وكيف تفسر تدخلها حتى في اعمال مراكز الشرطة وبعض السجون لأطلاق سراح مجرمين حسب القانون العراقي؟ وهل ان هؤلاء المجرمين هم بمثابة الايادي الضاربة الامريكية في حالات معينة ؟ ما هي مواقفك من تصرفات امريكية اجرامية كقصف احياء سكنية وقتل الابرياء دون مبرراو ترويع العوائل العراقية الامنة ليلا اثناء التحري والتفتيش عن ما يدعونه ارهابيين ومجرمين؟ ماهي علاقتك بالاكراد؟ وهل تخشى من جلال الطالباني ولدغته السياسية لأبراهيم الجعفري التي لا يشفى منها ؟ ومتى تتقوى عليه؟ وماذا تتصرف لوانسحب الاكراد من التحالف الحاكم برئاستك او من العملية السياسية؟ هل اعددت لك برنامجا بديلا لطاريء محتمل من هذا النوع؟ كيف تجمع بين طرحك الوطني وارتباطك الديني الذي هو طائفي بالضرورة ومتى تحل هذا التناقض؟ هل تعتقد بان الدين لم يترك لك هامشا وطنيا في عملك السياسي ,الا بفصل الدين عن السياسة وهذه مصيبة المصائب في نظريتك العقائدية الحزبية؟ هل لديك تصور حول كيفية الخروج من هذا المأزق؟ هل ما زلت تعتقد بتصور مستقبلي لبناء دولة اسلامية في العراق , تحميها ايران وتدعمها , وفي ظل ظروف عراقية واقليمية ودولية بالغة التعقيد؟ ام انها فكرة زائلة من تفكيركم نهائيا خلال المستقبل القريب اوالبعيد.؟ كيف تفكر بنشر الثقافة في العراق؟ واية ثقافة ؟ ومجلس الثقافة الذي اقترحت ..اي نوع من الثقافة والمثقفين سيحتوي؟ هل تضمن عدم قتل من يختلفون مع من لهم تصور ديني عن الحياة والثقافة.؟ كل العناقيد في سلتكم ولم يتذوق الشعب منها شيئا ابتداءا من الامن (ولو تحسن قليلا) والخدمات التي ما زالت معدومة , والبناء والاعماء الذي لم يظهر فوق الارض , والقضاء على الفساد السياسي والمالي والاداري المستمر, وهو مكسب المسؤؤلين في الدولة , واعفاء العراق من ديونه الذي لا يعرف احد نتائجه الاقتصادية على حاضر العراق ومستقبله, ومؤتمرات دعم العراق الدولية التي هي حبر على ورق , ومؤتمرات المصالحة الوطنية التي لا هب حبر ولا ورق , واللجان التحقيقية في الجرائم الكبيرة التي لا اول لها ولا آخر... ثم تشكيل مجلس الثقافة ؟. هل هي احلام تراودك اثناء النوم ثم تطلقها في اليوم التالي.. ليس لديكم خبرة ومعرفة بالعمل فقط القول والتصريحات ولا شيء على الارض . ورطة.. اكبر ورطة .. تورطنا بيكم , وضعتنا امريكا بينها وبينكم وهي تقول( البحر من امامكم والعدو من خلفكم) واي عدو.. حزمة كثيفة من الاعداء الاشرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوري من محكمة باريس؟ | ا


.. مربعات سكنية بأكملها تم نسفها .. إسرائيل تقصف غزة وتواجه حما




.. -قرع طبول الحرب-.. إسرائيل وحزب الله في سيناريو مواجهة | #ر


.. الاتهامات الإسرائيلية تنهال على نتنياهو.. ودعوات لرفض إلقائه




.. قراءة عسكرية.. الاحتلال يعلن إصابة 14 جنديا في غزة