الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حضرة كامل شياع .. سيرة الحالمين

مازن لطيف علي

2008 / 9 / 1
سيرة ذاتية


في جلسة ضمت عدداً من المثقفين واصدقاء حضروا لإستذكاره وقراءة الشهادات والانطباعات والقصائد.. استذكر الحاضرون صباح يوم الخميس الماضي المصادف 28 /8/2008 روح الفقيد بعدد من الفعاليات الثقافية.. بدأت الجلسة التي أدارها الدكتور يحيى الكبيسي الذي طلب من الحضور الحديث عن وجود الغائب كامل شياع وسيرته العطرة .. بعدها تحدثت الناشطة النسوية شروق العبايجي كأول متحدثة عن الفقيد وانطباعها عنه في كلمة حملت عنوان " فنجان شاي اخير مع كامل شياع " حيث قالت : إغتيالك ياكامل صعقنا جميعاً ، أصدقاءك ومحبيك ، وفتح في الوقت نفسه مسارب اكتشاف مناطق جديدة من اختيار الالم ـ
الالم الذي اصبح يفاجئنا بقدرته على الذهاب بعيداً ، بعيداً الى مناطق مجهولة ، مثيراً اسئلة محيرة في امتحان طاقة التحمل القصوى ، ونحن ننساق وراءه متسائلين بخوف ، هل يوجد ما هو اكثر؟

لم اكن اتصور بعدا اخر للألم بعد فقدان الصديقة آمال معلمجي بحادث مماثل منذ زمن لست اعلم الان ان كان بعيداً ام قريباً ، احداث كثيرة مرت منذ ذاك ، وهاهي صدمة فقدانك تضعني في دوامة مشاعر آخرى ، لا اعلم ان كانت بعض المفردات المحدودة التي نستخدمها تعبر عن بعضها : المرارة ، الحزن ، الالم ، الاسى ، اللوعة " رافق الجلسة عرض عدد من صور الفقيد كامل شياع وبعد ذلك قرأت الباحثة نهلة النداوي اخر مقال نشر في حياة كامل شياع " العودة من المنفى " الذي نشر في جريدة المدى .. بعدها تحدثت هناء ادور عن علاقتها بالراحل حيث ذكرت انها حضرت الى التأبين وهي ترتدي اللون الاخضر بدل الاسود وتحدثت ادور قائلة: في عام 1995 حينما عقد المؤتمر التأسيسي لجمعية الامل العراقية في هولندا كان كامل ممثلاً للجمعية وقام بنشاطات غير قليلة في جمع التبرعات للجمعية .. وذكرت ادور ان كامل شياع كان نادراً في صفاته كأنسان ومفكر ووطني غيور ومخلص للناس والانسانية.. بعدها تحدث الدكتور جلال الماشطة الذي حضر التأبين كصديق شخصي لكامل شياع وقال الماشطة ان كامل شياع عرض عليه نص " العودة من المنفى " قبل ثلاثة اشهر وطلب منه ان يكتب نصاً مماثلاً لكن الماشطة رفض وكان تبريره هو ان مادفعهم الى المنافي لم يبرح قائماً هنا وأن مادفعهم الى الهجرة يبدو نائياً الان .. لذلك اعتبر الماشطة ان نص العودة مازال مفتوحاً ولم يكتمل في الاقل في السنوات القريبة القادمة وأكد الماشطة ان هذا ليس نوعاً من الشعور بالاحباط بل نوع من الاقرار بالحقائق.. وتساءل الماشطة هل ينبغي ان يكون الانسان وديعاً في غابة ملأى بالذئاب؟ وهل ينبغي للانسان ان يكون حملاً ام ينبغي ان تنبت للثقافة انياب؟ واشار الماشطة الى انه ينبغي ان يكون للمثقفين دورهم التوعوي التنويري الذي كان كامل شياع من خيرة رموزه وهذا الدور هو جزء من عملية انتاج السياسة ولكن الاهم من ذلك هو إعادة تأسيس الحلم من يوتوبيا الى واقع بمعنى البناء التأسيسي ، وتحدث الاستاذ رائد فهمي احد اصدقاء الفقيد المقربين قائلاً: ان الفقيد شخص بعيد عن الهموم الانية التي تشغلنا في المعترك السياسي حيث امتلك كامل شياع توليفة متميزة من الصفات.. وكان للقراءات الشعرية حضور في الجلسة بدأها الشاعر صادق الصائغ بعدد من القصائد واعقبه الشاعر عبد الزهرة زكي.. وتحدث الشاعر زعيم نصار وبلوعة وحزن بدا واضحاً عليه حيث قال اسمحوا لي ان أنصب الفاعل لأجعله مفعولاً به لأن كامل شياع انتصر على قاتليه ، انصب القاتل لأجعله قتيلاً مفعولاً به ، وانتهك اللغة ، هذه الللغة التي تقتل ابناءها وتقتل مثقفيها.. نحن امة بيان ، امة كلام ، وكلمات هاربة غير مستقرة ليست لها افعال على الواقع ، نحن امة اقوال كثيرة بلا افعال ، نحن امة طوفان من الحبر.. واختتمت الجلسة بقراءة شعرية للشاعر احمد الشيخ علي بقصيدة بعنوان شجرة العزاءات :
الحزن أم دجلة
بينما الاغنيات في شارع الرشيد تطير بها حمائم الحيدرخانة
كانت دموعك تشتبك مع الهواء المبهور باجراس كنيسة الارمن
وثمن نساء يطلن صبرهن كما لو كانت جديلة ..
في فسحة رأسك ،
ايهما اطلو جديلة الصبر هذه أم دجلة؟
في بغداد
لم تعد سوق المتنبي أنيسة كما كانت ، هاي هي الوحشة تبسط ذراعيها على جنازة من كتب وكلمات..
ايهما اكثر هنا
هذه الكلمات المقتولة
ام الغرقى في كتاب دجلة ؟
ويستعد عدد من المثقفين لاعداد نداء للدفاع عن مثقفي العراق فيما وجه عدد من المثقفين المجتمعين في باريس رسالة الى الرئاسات الثلاث اعلنوا فيها
إدانتهم من دون أية حدود لكل أعمال العنف والجريمة في العراق وغيرها من بقاع الأرض، ويعيدون مرة أخرى التأكيد إن الدور الأول للدولة هو حماية المواطنين جميعا، وليس مجموعة مختارة في قمة السلطة فقط، وتوفير الأمن لهم جميعا. ولذا فهم يطلبون من الحكومة وأجهزتها العمل بجدية وبوسائل حقيقية للكشف عن المجرمين وإحالتهم إلى القضاء وكشف هوية ودوافع مخططي ومنفذي جريمة اغتيال كامل شياع، وكذلك جميع الجرائم الأخرى، وتوفير الأمن للمواطنين ومن بينهم المثقفون والعاملون في مجالات الفكر.
26/8/2008
نحن في اتحاد الكتاب العراقيين بالسويد نستنكر بقوة هذه الجريمة القذرة التي طالت ليس فقيدنا فحسب بل الثقافة العراقية بتعددية مناحيها وكثرة أطيافها . إنها اغتيال للكلمة الحرة والرأي العلمي والنهج الموضوعي.
ونحن على ثقة أن نهر المعرفة سيجرف غبار القتلة.
وسيبقى صمت رفيقنا كلاماً هادراً
ويبقى اغتياله استفهاماً.
سنبحث عنه وعن كل شهداء الكلمة والرأي
في واحات الروح والزمن القادم
عند إرتقاء العقل في رحاب الطبيعة
في قلب الإبداع وحرية التبني
عضوية الكلمة الحرة التي نصهرها في الوجدان
وسيبقون في ضمائرنا طالما لا اختناق يدوم برغم أن ثقافتنا قد أثخنت بالكبت المكتوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل