الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فقد المسلمون إدراكهم لدورة الزمان

مستخدم العقل

2008 / 9 / 1
العلاقات الجنسية والاسرية


اجتاحت عالمنا العربي ظاهرة محاولة التشبّه بما كان يفعله الرسول منذ ألف واربعمائة عام فرأينا العديد من الشباب يصرّون على ارتداء الجلباب أو على إطلاق لحاهم أو استخدام السواك أو غير ذلك من الأمور التي تبعث على الأسى بسبب ماوصل اليه حال عالمنا العربي الذي فقد إدراكه لدورة الزمان فاختار لنفسه – طائعاً – أن يعيش خارج منظومة عالمنا المعاصر. وحتى الدعاة "المودرن" من أمثال عمرو خالد وخالد الجندي فإنهم بالرغم من ارتدائهم الثياب العصرية إلا أنهم من داخلهم مازالوا يعيشون ذات المأساة الحضارية التي تجعل مفهومهم لكمال الأخلاق هو أن نتّبع ماكان يفعله الرسول منذ ألف واربعمائة عام رافضين بذلك الاستفادة من آلاف الدروس الأخلاقية التي تعلّمتها البشرية طوال تلك الأعوام التي تفصلنا عن زمن الرسول. فالأخلاقيات التي نادى بها الرسول لم تخرج عن الإطار التاريخي والجغرافي الذي عاش فيه وبالتالي فإن تطبيقها خارج ذلك الإطار هو شبيه بأن نحاول إحياء شرائع حمورابي بدعوى أنها كانت عادلة في وقت ظهورها.

لقد تناولت في مقالات سابقة عدة أمثلة للفارق الحضاري الشاسع الذي يفصلنا عن أخلاقيات زمن الرسول وامتناعنا - دون أن ندري - عن العديد من المماسات التي كانت شائعة في وقت الرسول والتي نراها اليوم مشينة كمثال الزواج بالصغيرة أو إباحة الاغتصاب الجنسي لزوجات الأعداء المهزومين في المعارك أو ممارسة التهادي بالزوجات أو غير ذلك من الأفعال الأخرى التي كانت مقبولة في زمن الرسول ولكننا نراها اليوم لاأخلاقية. وفي هذه المقالة سأقوم بالتركيز على مثال آخر وهو مفهوم الرسول للعلاقة الجنسية بين الزوجين. فبينما أخلاقياتنا المعاصرة – المستمدة من تراكمات الدروس العديدة – تنظر لتلك العلاقة بنوع من التقديس والسرية نجد أن الرسول كان أكثر انفتاحاً بكثير حيال مثل تلك العلاقة، فعلى سبيل المثال نجد أن الرسول لم يجد بأساً في أن يداعب زوجتيه زينب وعائشة في نفس الوقت وذلك طبقاً لنص الحديث الوارد بصحيح مسلم الذي يقول (كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة . فكان إذا قسم بينهن لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع . فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها. فكان في بيت عائشة . فجاءت زينب . فمد يده إليها . فقالت : هذه زينب . فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده . فتقاولتا حتى استخبتا . وأقيمت الصلاة . فمر أبو بكر على ذلك . فسمع أصواتهما . فقال : اخرج ، يا رسول الله ! إلى الصلاة . واحث في أفواهن التراب)، بل لقد وصل الأمر أن يحاول الرسول أن يضاجع زوجته صفية في حضور زوجته الأخرى عائشة وذلك من واقع الحديث الصحيح الوارد بصحيح البخاري الذي يقول (‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن بكير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏جعفر بن ربيعة ‏ ‏عن ‏ ‏الأعرج ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبو سلمة بن عبد الرحمن ‏ ‏أن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت : ‏حججنا مع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأفضنا يوم النحر فحاضت ‏ ‏صفية ‏ ‏فأراد النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏منها ما يريد الرجل من أهله فقلت يا رسول الله إنها حائض)، فطبقاً لنص الحديث فإن عائشة هي التي منعت الرسول عن مضاجعة صفية بدعوى أن الأخيرة حائض.

الأدهى من ذلك هو أن الرسول لم يجد بأساً ايضاً في أن يدعو زوجته زينب لممارسة الجنس بينما أصحابه ينتظرونه بالخارج ويعلمون مايفعله وذلك طبقاً لنص الحديث الصحيح الذي يقول (حدثنا ‏ ‏مسلم بن إبراهيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزبير ‏ ‏عن ‏ ‏جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فدخل على زينب بنت جحش فقضى حاجته منها ثم خرج إلى أصحابه فقال لهم إن المرأة تقبل في صورة شيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله فإنه يضمر ما في نفسه)، فكما نلاحظ أن راوي الحديث هو جابر بن عبد الله وهو أحد صحابة الرسول، وقد لاحظ جابر أن الرسول قد رأى امرأة فثارت لديه الشهوة الجنسية فذهب الى زينب و "قضى حاجته منها" بينما جابر جالس ينتظره مع باقي الصحابة. ولعلنا نلاحظ من سياق الحديث أن الراوي (جابر بن عبد الله) كان يعرف ماذا كانت تفعل زينب حين "جرّها" الرسول للفراش، وعليه فإما أن الرسول قد حكى لأصحابه تفاصيل مافعل بالضبط أو أنه قد "جرّ" زينب في وجود أصحابه. لعلنا أيضاً نلاحظ من سياق الحديث أن الرسول لم يسأل امرأته زينب عن رأيها أو عمّا إذا كانت مهيأة نفسياً لممارسة الجنس في تلك الساعة، فالحديث ينص على أنها كانت مشغولة بعمل ما حين "جرّها" الرسول للفراش.

في النهاية فقد استلفت نظري أيضاً الحديث الصحيح الوارد في صحيح البخاري والذي يقول (‏‏حدثنا ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏معاذ بن هشام ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏قتادة ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة قال قلت ‏ ‏لأنس ‏ ‏أوكان يطيقه قال كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين). فالصحابي أنس بن مالك كان – ببساطة – يعلم أن الرسول كان يمارس الجنس مع نسائه الإحدى عشر كل ليلة، بل وكان يعلم كذلك مدى قوته الجنسية ، وهذا يذكّرني كثيراً بما يفعله المراهقون اليوم حين يتفاخرون بقوتهم الجنسية أمام بعضهم البعض. وهذا الحديث الأخير يحمل في رأيي بعض المبالغة حيث يبدو أن صحابة الرسول كانوا يستخدمون حكايات أسطورية عن قوة الرسول الجنسية الفائقة وذلك لإبهار بسطاء المسلمين وهذا ماكان شائعاً عند الكثير من الحكام في الماضي، ولكنه أيضاً يؤكد أن الرسول والصحابة كانوا يتحدثون عن الجنس بطريقة أكثر انفتاحا ممّا نفعله اليوم.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة نضال السوريات من أجل حقوقهن في الزواج والتعليم والعمل


.. UNSILENCED: Stories of Survival, Hope and Activism | Episode




.. تفاعلكم | مستجدات مرعبة في قضية شبكة اغتصاب الأطفال في لبنان


.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام




.. روسيا تعلن اعتقال جندي أميركي دخل إليها من كوريا الجنوبية بت