الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة القيادات القومية الكردية أم ازمة الشعب الكردي؟

عبد العالي الحراك

2008 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تشعرالقيادتان الكرديتان القوميتان الحاليتان في (حزب الاتحاد الوطني الكردستاني) وفي (الحزب الديمقراطي الكردستاني) بأحراج كبيراتجاه الشعب الكردي حيث وضعتاه في حالة ازمة في كل من كركوك وخانقين وفي حالة شبه مواجهة مع الحكومة المركزية والجيش العراقي وهذا نابع من الشعورالذاتي بالاستقلالية العملية وحالة الانفصل عن العراق وتناقض موقفيهما من الدستورالذي يعتبر لحد الان هذه المناطق خارج حدود ما يسمى باقليم شمال العراق ويحق للحكومة العراقية والجيش العراقي التصرف بما تقتضيه المصلحة التي تراها الحكومة وان هذين الحزبين المبنيان على اسس عشائرية وقومية لا يمكن لهما ان يطبقا الدستورالا وفق مصالحمها, لأن القومية والعشائرية صفتان قديمتان تتعارضان مع الديمقراطية , لهذا تركزت نشاطات هذه الاحزاب في مدن ومناطق كردية دون غيرها وحسب عائديتها العشائرية. فحزب الاتحاد الوطني الكردستاني التابع لجلال الطالباني وعشيرته, يتركز وجوده ويعمل في السليمانية وما يجاورها .والحزب الديمقراطي الكردستاني التابع لمسعود البارازاني وعشيرته وبأمتياز, يتركز حيث تتركزعشيرة برزان في مصايف الشمال ويعمل الحزب في اربيل وحواليها. اما الديمقراطية التي يحملان عنوانها ولفظتها , فهي للاستهلاك السياسي المحلي بين بسطاء الناس الاكراد. لقد تجذر تعاون هذه القيادات واسلافها منذ الازل مع الامبريالية الامريكية وايران الشاه ونظام صدام , ولو بصورة متقطعة , حسب المصالح التي تضيق في فترة وتتسع في اخرى. ثم ايران الاسلامية واخيرا وليس اخرا احزاب الاسلام السياسي العراقية , ما قبل الاحتلال وفي العملية السياسية بعده , وخاصة مع اكثرها تخلفا الا وهو المجلس الاسلامي الاعلى , بقيادة عبد العزيز الحكيم ذو المنحى الطائفي المعلن . على ضوء هذا الواقع اللاديمقراطي لهاتين القيادتين , فقد تبنتا المحاصصة الطائفية والقومية تسويفا للديمقراطية المزعومة والمحمولة (جوا وبرا وبحرا) ليشعرا الاسلاميين الطائفيين الذين ما حلموا بحكم او سلطة في يوم من الايام , بان لهم الحكم والسلطة الآن على عموم العراق , اوان يتقاسماه طائفيا بين طائفيي احزاب الاسلام السياسي الشيعية والاخرى القرينة السنية , كيفما رغبا باستثناء شمال العراق الذي سبق وان شكل اقليمه المستقل عمليا , والذي يحلب من خزينة الحكومة المركزية في بغداد باستمرار. ومبدأ التوافقية السياسية لحل المشاكل والازمات المرحلية والطارئة , تستخدمه القيادتان الكرديتان عند الحاجة وتستخدمه احزاب الاسلام السياسي عند الضرورة ايضا. انهما مبدئان اساسيان في سياسة القيادتين الكرديتين, تعوضان بهما عن مفهوم الديمقراطية الحقيقية , بل تلغيانه تماما. لهذا ترأس الدولة جلال الطالباني حسب مبدأ التوافق والمحاصصة الطائفية والقومية , ولم ينتخب شعبيا , ويفترض ان يكون حذرا من الشعب العراقي ,عندما يثأربثورته ويقول له (اننا لم ننتخبك واذا انتخبك احد فهم من ابناء السليمانية وهوامشها ,ويحق لك ان تكون محافظ السليمانية , اذا لم تعدل ولو مؤقتا الى ان نتمكن من انتخاب برلمان عراقي وطني بملأ ارادتنا , وحكومة وطنية نابعة منه , وزراؤها يعينون حسب المؤهلات والكفاءات والسمعة الوطنية الناصعة, لا يفرضون بالمحاصصة) وكذلك رئاسة الاقليم في الشمال التي استوذ عليها مسعود البارازاني, بموجب التحاصص القومي الضيق والمحصور في الشمال, ليتفرغ لبناء الاسس الاجتماعية العشائرية لدولته القادمة, من خلال تقريب ابناء عشيرته ومنحهم المواقع والمناصب المهمة في الدولة المنشودة , وبناء الاسس المادية الاقتصادية النفطية (حصرا) للدولة الكردية المستقبلية , ليضمن بعد ذلك الانفصال والاستقلال عن الدولة العراقية ,عندما تحين الفرصة المناسبة , وستكون فرصة امريكية ( تحت اليد), بعد الفراغ من ازمتها الحالية في العراق والمنطقة لتخلق ازمة اخرى . فكما خدعت امريكا البعض من سذج السياسة, بأدعاء تحريرها للعراق, رغم انها دمرته وقيدت قادته الجدد المستجدين في الادارة والسياسة ,باغلال (صنع امريكا) , يريد ان يخدعنا القادة الاكراد بديمقراطيتهم التي استبدلوها بمبدأ التوافقية واحزاب الاسلام السياسي بمبدأ المحاصصة الطائفية , وترك للشعب العراقي يعيش في الفوضى والقلق والتعاسة . وكلما نظرالمرء الى المستقبل ولو قريبا , لم يلاحظ الا مخاطرخنوع تام لأتفاقية امريكية عراقية جائرة , تبني السجون لمناضلي العراق , الذي لا يصاب بالعقم مهما اصيبت بالعقم احزاب وطنية , كان مؤمولا منها النخوة والشيمة الوطنية المعهودة , ومطارات وقواعد عسكرية دائمة تحط فيها الطائرات الحربية وتنطلق منها حروب امريكا القادمة , دون رخصة او استئذان من احد , والا لماذا اسقط الاتحاد السوفييتي؟ وما فائدة سقوطه اذا لم تتمدد امريكا على طول العالم وعرضه؟ وهناك قانون نفط وغازيوقع بمحاذاة الاتفاقية الامنية, لن يرى العراقي منه خيرا ولم يشم حتى رائحة النفط او الغاز, بل سيظل يلهث ورائهما لهاثا , وليس غريبا فهو حاصل الان قبل ان توقع الاتفاقية, وسيكون الامر قانونا رسميا . اوحرب اهلية تبدأ في كركوك , يعقبها تدخل ايراني سافر, ليضغط بأتجاه مصالح الحكيم السلطوية والاقتصادية باعلان اقليم الجنوب الطائفي, وضمان النفط في الضفة الاخرى لأيران ..
ان تضخم سلطة الاكراد في الشمال وعنجهية البيشمركة الكردية سيعرضان الشعب الكردي وعموم الشعب العراقي الى مزيد من الازمات والمصاعب المتتالية على المستوى الداخلي والاقليمي وهما تشكلان عامل ضغط امريكي لأجبار الحكومة العراقية على اعطاء المزيد من التنازلات فيما يتعلق بتوقيع الاتفاقية الامنية وقانون النفط والغاز .
واذا لم يستسلم العراق بصورة كاملة لأمريكا فسوف ينفصل الاكراد عن العراق فقط بدعم امريكي ويكون شمال العراق دولة كردية وقاعدة امريكية تحارب العراق بقوات البيشمركة لهذا لم يتعرض احد اليها. وكلما دعت الحكومة العراقية لحل الميليشيات ظهرت البيشمركة كعائق في الطريق او مدلل لا يمس ومحفز للمليشيات الاخرى ان تبقى او تختفي مؤقتا تحت حماية الجيش العراقي او الشرطة العراقية واجهزة الامن ويصبح العراق قنبلة موقوتة والجميع يعملون من اجل التحرش بهذه القنبلة الموقوتة . الحركة السياسية الكردية الحاكمة لا تعترض على أي تصرف او موقف او طلب امريكي لان امريكا وطلباتها ومواقفها تلبي حاجة تلك الحركة بصورة مباشرة او غير مباشرة. فهي تؤيد بقاء القوات الامريكية في العراق ولا تدعو لرحيلها او وضع جدول زمني لذلك.. تؤيد الموافقة على قانون النفط والغاز وطبقته امريكيا قبل توقيعه من خلال عقود النفط الكردية مع الدول الاجنبية دون علم الحكومة المركزية ( هل توجد دولة في العالم تتصل فيها احدى مناطقها او اقاليمها الفيدرالية بدولة خارجية خارج وزارة الخارجية؟ ). كان الاجدر بالعراق ان يعزل المنطقة الكردية منذ السقوط ويمنع عنها المساعدات الحكومية لترى كيف تعيش لصارمصيرها الى دولتين (جمهورية السليمانية الاتحادية مع الهواء ) و(مملكة اربيل الاتحادية مع السماء) ولطلبت دهوك الانضمام الى تركيا اوالى القمراواستمر الصراع المسلح فيما بينهما وهو الارجح وهذا ما لا يتمناه أي انسان مخلص للشعب الكردي ولكن القيادات الكردية خلقت بهذا الاتجاه وهو تعريض الشعب الكردي الى المخاطر والحروب وعدم استغلال الفرص لتثبيت السلام في المنطقة الشمالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل الفلج.. مغامرة مثيرة لمصعب الكيومي - نقطة


.. رائحة غريبة تسبب مرضًا شديدًا على متن رحلة جوية




.. روسيا تتوقع «اتفاقية تعاون شامل» جديدة مع إيران «قريباً جداً


.. -الشباب والهجرة والبطالة- تهيمن على انتخابات موريتانيا | #مر




.. فرنسا.. إنها الحرب الأهلية!