الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية الحوار الديني والحضاري

ياسين الورزادي

2008 / 9 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لقد أصبح حوار الأديان والحضارات أكثر إلحاحا في الوقت الحاضر بإعتباره وسيلة للتعايش السلمي والرقي الحضاري ، فالحضارة هي ثمرة جهود الأفراد والشعوب ومساهمتها في تطوير أوضاع الإنسان عبر العصور ، أما الحوار فهو الأسلوب المتحضر والراقي في التعامل مع جميع الأراء الثقافية والفنية والدينية لإشاعة التعايش السلمي وتجنب نشوء أزمات حضارية تزج بالإنسانية في نفق مظلم .
إن حوار الحضارات والاديان مهمة انسانية وخيار منهجي ومطلب واقعي وشرعي بما يتضمنه من إعتراف بالآخر وبحقه في الوجود إذ بدونه تنعدم شروط الحياة الآمنة وظروف السلم الأهلي والإجتماعي ،إلا أن الإشكال الحقيقي الذي تواجهه الانسانية اليوم لا يثمتل في إختلاف الحضارات والثقافات والأديان وإنما يكمن في مسألة تدبير هذا الاختلاف والتنوع بشكل عقلاني وموضوعي بعيدا عن نزعات التعصب والتطرف والهيمنة ذلك أن الحضارات لا تتصارع فيما بينها وإنما تتلاقح وتتكامل لتنتج حضارة جديدة يستفيد بعضها من البعض الآخر ولذلك يكون الحوار هو خلاض البشرية من ويلات الحروب والصراعات العقدية والدينية خصوصا بعد نظرية صدام الحضارات للكاتب الامريكي صموئيل هنغتون التي ساهمت في إيجاد مبررات فكرية استخدمت لتغدية نزعات العنف والتطرف بشكل يهدد مستقبل البشرية ويضعه على حافة الهاوية .
إن الحديث عن الحوار الديني والحضاري يقتضي الحديث عن قضايا التجديد في الثقافة الاسلامية وذلك لأن الذاكرة التاريخية لا تزال محملة بثقل الصراعات الماضية مما يزيد من معيقات الحوار ويجعل المستقبل رهينا لهذه الرؤية التقليدية.
فالحوار الديني والحضاري لا يتأتى إلا بحوارات ثقافية وتجديد فكري وتقافي يفسح المجال أمام تنقية المجال التقافي من كل رواسب ومخلفات الحروب وعمليات الاقصاء ولن يتم ذلك إلا من خلال عملية نقد وتجديد ذاتي وعميق وصريح للعناصر والمكونات التقافية من أجل صياغة بعد تقافي جديد يحترم ظاهرة التنةع الديني والحضاري.
إن إنعدام الحوار معناه النزوع نحو الهيمنة ومحاولة إخضاع الناس جميعا لنمط واحد من أنماط الحياة البشرية ولنموذج واحد من نماذج المنظومات التقافية وتحويل الإختلاف إلى عملية تنميط قسري والقضاء غلى ما سواها لتغدوا بعد ذلك الحضارات الآخرى نسخا تابعة لمنظومة قيمية واحدة.
فالحوار الحضار نقيض صدام الحضارات إنه يعترف بالتنوع والتعدد لا بالانكار والالغاء لذلك كان لا بد من إعتماد المدخل التقافي لان التواصل بين المختلفين والمتغايرين عقديا ودينيا لا يمكن أن يتم عبر العقائد والقناعات وإنما عبر التقافة التي تدفع جميع المكونات إلى الحوار والتفاهم لان الحوار الأيديولوجي يضعنا في إطار القناعات الراسخة والمطلقيات التابتة إلا أن التقافة الأحادية التيى تبنى على النقيض والتضاد لا تستطيع أن تبني حضارة قائمة على التنوع والتعدد لانها تقوم على مقاربات أحادية تنكر على الآخر إنسانيته وتقافته وحقه بالحياة محاولة إلغائه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة