الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هـــلاّ، فرقتّم يا قوم ،بين الاسود والابيض ؟

صبحي خدر حجو

2004 / 2 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                         المفروض ان يكون قد  اصبح الامر واضحا ولا لبس فيه للقاصي والداني . اذا قيّم ايّ امرئ له شيئ من
الانصاف ، العمليات الاجرامية المروعة " الانتحارية " منها بشكل خاص ، التي تجري في العراق  وآخرها          العمليتين اللتين جرتا في  مدينة اربيــــل شمالي العراق . التي ينفذها المتطرفون الاسلاميون بمختلف اشكالهم
والوانهم واسمائهم . يشاركهم فيها بقايا النظام الفاشي السابق وبمؤازرة وتشجيع بعض الاطراف في الـــدول
الاقليمية . هذه العمليات الاجرامية التي تستهدف المواطنين الابرياء والعزل . وهي بمظهرها وجوهرها لا
يمكن اعطائها اي وصف من قبل اي انسان  يمتلك ذرة من ضمير ومهما كانت خلفيته الفكريــة
او الدينية اوالمذهبية او السياسية ، سوى  كونها اجرام بحق الانسان والانسانية . اذ انها " العمليات "                          وكما تبين لا تراعي اية حرمة دينية او اخلاقية او انسانية ، ولا تفرق بين صغير او كبير ، امرأة او طفل
او رجل عاجز ، ولا بين يوم عادي او ايام اعياد ومناسبات مقدسة ، ولا امكنة عادية او مقدسة  لا بل لايحلو                لها القيام  بها الاّ في المناسبات والاماكن  المقدسة !!. ولا يوجد لدى هؤلاء كلمة محرّم او محرمات ! فكل
شيئ لديهم مبرر ومسموح  !!.  اذا كان يساهم في قتل الانسان واسالة الدماء ووقف عجلة التطور والتقدم.
وهم ضد انتشار النور ، والنور عدوهم الاول ، وهم مستعدون للموت ولاماتة ملايين الاخرين في سبيل
ان لا توقد شمعة ضوء واحدة . انهم يهدفون لنشر ظلام افكارهم على العالم .
   نقول للذين ما زالت الغشاوة " الوطنية ، القومية ، والدينية " تغطي عيونهم ، ندعوهم للأن يقتنعوا                 ويوافقوننا الرأي من  ان الذين شخصوا بصواب اولويات الصراع في العالم  الان هو فعلا بين قوى الظلام
والاصولية العالمية وبين قوى التحضر والمدنية ، هم على حق وصواب. تلك القوى الظلامية التي لا تتوانى                     لو امتلكت اسلحة دمار شامل ان تستخدمها متى ما تشاء واينما كان وضد اي كان . فهي منفلتة من اية ضوابط
او روادع . وهي بمثل هذه المواصفات، والى جانب انتشار اسلحة الدمار الشامل وسهولة الحصول عليها،                 تمثل فعلا الخطر الاول على البشرية 
ان القوى العقلانية والموضوعية تفهم هذا التشخيص منذ زمن . ولكن للاسف ان هنالك الكثير من القوى
الماركسية واليسارية بكل تلاوينها في العالم والبلدان العربية والاسلامية ، والقوى القومية والدينية المعتدلة  ،                اذ لا نعني ولا نخاطب ( الاصولية ) منها . ما زالت الغشاوة تغطي عيونهم ولا نقول عقولهم ! اذ لم  يتبينوا                بعدُ  الخيط الابيض من الاسود ! . ولم يفرقوا بين هؤلاء الظلاميين وبين من تنطبق عليه بحق صفة المقاوم
او المناضل الحقيقي من اجل الناس والقيم الانسانية والحضارية !!. ألم تكفي هذه الاعمال الشنيعة ضد
الابرياء  لتشكل لكم دلالة واضحة وبينة على نواياهم وخطورتهم على المجتمع البشري ؟ . هل ينبغي على
( اليسار والمعتدلين القوميين والدينيين ) ان ينتظروا المزيد من مثل هذه الفظائع من ابن لادن وانصار                   الاسلام والمجموعات الكثيرة والمثيلة لها لكي يغيروا قناعاتهم !؟ . وفي دعوتنا هذه ، لانطلب منهم صداقة
امريكا والغرب او تزكيتهم على اعمالهم ! ولكننا ندعوهم للوقوف الموقف الصائب من قوى الصراع                  الاساسية ، مع الظلامية التي تعني نهاية الحضارة والعالم ، ام مع قوى التقدم والتطور بما فيها من سلبيات ؟ .          ونشير لهؤلاء السادة وندعوهم للاستفادة من حالة شبيهة حدثت في التاريخ  و في زمن ليس ببعيد عنا. وهي
برأيي تشبه الحالة التي نحن عليها الان . عندما تحالفت قوى الاشتراكية المتمثلة بالاتحاد السوفياتي آنذاك
والاحزاب الاشتراكية والشيوعية والعمالية في العالم مع قوى الحلفاء ( الاستعمارية ) المتمثلة في انكلترا
وامريكا ودولا اخرى ضد خطر النازية والفاشية العالمية المتنامي آنذاك على الانسانية . ذلك الخطر الحقيقي
اجبر النقيضين اللذين كان يجري الصراع  بينهما بكل اشكاله، على التحالف والتعاون باقصى درجاتهما لانهاء
ذلك الخطر وقبره ، وانقاذ البشرية من براثنه .             
   حددوا موقفكم بصراحة  ايها السادة . هل انتم مع قوى الظلام والتخلف ام مع  حركة التطور والحضارة ؟؟
ومن الضروري ان تعلموا ايضا انه لا وجود للموقف الوسط  في هذه المعركة المحتدمة والشرسة . ولكننا
نستطيع ايضا، ان نؤكد لكم ان وقوفكم مع قوى الحضارة سيضمن لكم على الاقل  كامل حريتكم في تبيان                 ورسم المواقف المضادة من الامبريالية ومساوئ العولمة والنضال ضدها كما يحلو لكم ، بينما الوقوف مع            الاخرين سيعني الغاء العقل اصلا ! .

صبحي خدر حجو
المانيا   07 / 02 / 2004

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين