الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعاظ السلاطين.. مداحون، كذابون، منافقون

هفال زاخويي

2008 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لاأرى ان من مهمة الكاتب والصحفي والمثقف الحقيقي أن يكون بالمرصاد لانتقاد أية حالة كانت دوماً ، ولا يمكن ان يكون النقد من اجل النقد ، بل يجب ان يكون النقد من اجل تصحيح المسار من خلال تشخيص الخطأ والخلل باساليب حضارية عصرية بعيدة عن القدح والذم والصاق التهم ، لكن المؤسف في هذا البلد بل وفي اغلب البلدان العربية والاسلامية ان النقد غير مقبول ومن ينتقد فهو خائن عميل بائع للضمير وسيواجه كل هذه التهم الجاهزة دفعة واحدة ( فاما ان تكون معي او انت عدو لدود).
تجذبني بعض المرات كتابات مخجلة لكتاب يمتهنون المدح مهنة، ارتزاق وتملق ووصولية ما بعدها وصولية ، سوق كلمات المدح وتبجيل القادة والزعماء والوزراء وباقي المسؤولين من حزبيين وحكوميين سوق لها رواجها ويبدو انها كسوق النفط واسعارها تتذبذب ارتفاعاً وانخفاضاً ... كم كان مداحو النظام السابق...؟ كم من الأقلام سخرت له وصنعت منه دكتاتوراً مؤلهاً ، كم هم الذين حشروا في مقالاتهم جملة" القائد الضرورة والشخصية التاريخية والبطل "...؟ اليوم يعيد التاريخ القريب نفسه ، نفس النعوت يتم اضفاؤها على آخرين لم يفكروا أبداً بالضرورة التاريخية ، هؤلاء المداحون الكذابون من وعاظ السلاطين يخلقون الطغاة بأقلامهم كما فعلوا مع نظام الطاغية السابق ...؟ لا أستوعب اطلاقاً كيف يسمح بعض مسؤولي عصرنا الديمقراطي الجديد لهؤلاء الكتاب بامتداحهم واضفاء صفات الطاغية عليهم ... وعاظ جاهزون يظهرون مع كل عهد جديد... يتلونون ويتكيفون مع كل الأوضاع ... من أجل ماذا كل هذا الزيف والكذب ...؟! في حضرة الخليفة السلطان كان من أجل كيس دراهم ، وفي حضرة الرئيس القائد كان من أجل دنانير ورقية تحمل صورة القائد والآن من أجل بضعة أوراق من الدولارات ... لا أستوعب كيف بمقدور هؤلاء التلون كالحرباوات وبسرعة البرق ... كيف بمقدور من يرى في نفسه مثقفاً كاتباً صحفياً فناناً أن يعرض نفسه بضاعة رخيصة في هكذا سوق ... انا متيقن بان الممدوح نفسه لايصدق هذه الأكاذيب لكنه الآخر يكذب على نفسه عندما يبتسم في وجه المداح الكذاب ويقول له "عشت وعاشت يداك" بدل كلمة " عفية" التي كانت رائجة قبل التاسع من نيسان 2003 .
لقد انتهى عصر اضفاء صفة البطولة والضرورات التاريخية ... انه عصر آخر تماماً ، متغير ، فعلى اولياء امور العراق الانتباه وعدم الانجرار وراء هذه الطروحات المعسولة وعدم تصديق كل هذا المدح الكاذب وكل هذا النفاق المكشوف ... لو كنت مسؤولاً حكومياً ومدحني أحد هؤلاء فأنا ملزم بتوبيخه من خلال رد على كتابته المنافقة ، بالأمس كان مداحاً لصدام واليوم لمعارضيه ...؟! وفي الحالتين هؤلاء اعداء العراق .
ملاحظة: لا أنتقد لوجه النقد بل لتشخيص الخلل ، ولن امجد أحداً ، وعندما امدح مسؤولاً كبيراً في الدولة فكونوا واثقين من اني أكذب لامحالة ... يكفي ان نقول "للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت".










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الذكرى الثانية لرحيلها.. شيرين أبو عاقة تترك إرثا ما يزال


.. بحضور رئيس البلاد.. الآلاف يهتفون لفلسطين على مسرح جامعة أيس




.. سفن قوات خفر السواحل الصينية تبحر بالقرب من جزيرة تايوانية


.. الشفق القطبي ينير سماء سويسرا بألوان زاهية




.. مصر تلوّح بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إن استمرت في عملية