الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالفا ت الأمس ...خلافات اليوم ...إملاءات اقليمية ام منافسات داخلية

هفال زاخويي

2008 / 9 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يجدر بكل الكتاب والمثقفين الذين يخوضون هذه الأيام في الشأن الكردي – وهو شأن عراقي بحت- ان يدلوا بارائهم بصدق وانطلاقاً من نهج وطني عراقي وبعيداً عن التجريح والقذف والصاق التهم ، مهما كانت الانتماءات (عربية كردية تركمانية اسلامية شيعية سنية ) المهم هو الانطلاق من عراقيتنا .

من المخجل ان نرى هؤلاء... (ارباع المحللين) وهم يتورطون في هذه الفضائيات وكل يلصق التهم بالاخر فهذا يخون شعباً بأكمله وذاك يخون الآخر ... والملفت للنظر انه قد برز معاوية من جديد لا يلبس عمامة الخلافة الوراثية بل يلبس زياً اوربياً ويتحدث عبر الأثير ... لم اقصد من معاوية الا لانه هو الذي نظر وبافراط للمواطنة من الدرجة الثانية والثالثة ( فهناك الذمي وهناك الموالي ووو) .

ان اي تعامل مع القضية الكردية خارج حدود الهوية العراقية يعد تعاملاً مدمراً ... وان النظرة الى الآخر كمواطن من الدرجة الثانية نظرة مدمرة ستخلق ردة فعل قوية لدى الجانب الآخر ... لقد ورط صدام هذا البلد بتعامله الشوفيني مع اعقد القضايا العراقية وهي القضية الكردية ... ليس هناك من سبيل لحل المشاكل العالقة الا من خلال الحوار الديمقراطي والدستور كفيل بفتح الأبواب امام الحلول بعيدا عن لغة التشنج والعسكرتارية ومن خلال (ضمان حقوق المواطنة) ... كلنا نتذكر العام 1974 اذ كانت المعارك في ذروتها بين الجيش العراقي وبين الثوار الكرد ... اعداد الضحايا من الجيش العراقي انذاك بلغت (60000) ستين الف قتيل ... الفترة من اذار 1970 الى اذار 1974 كانت قيادة البعث تعمل جاهدة لاجهاض القضية الكردية واعترف صدام بانه عندما وقع على اتفاقية الحادي عشر من اذار فان ثورته البعثية كانت في بدايتها وكان مضطرا لذلك... لم يبخل صدام بخصوص الاراضي العراقية التي تنازل عنها لايران مقابل ايقاف الثورة الكردية وما لبثت اتفاقية الجزائر ان ورطت العراق في حرب مدمرة مع ايران فالكويت فانهيار صدام .

سيكون قصورا في النظر من قبل حكام العراق الحاليين لو قلدوا صدام في تعاملهم مع القضية الكردية ... ويبدو انهم ما زالوا ينطلقون من بعض الشوفينية في تعاملهم مع هذه القضية التي تشبه الشرارة ان لم يتم حلها ديمقراطيا وضمن بودقة العراق .

حلفاء الأمس والذين قطعوا الوعود للكرد منذ مؤتمر فيينا عام 1992 ومن ثم مؤتمر صلاح الدين فلندن عليهم ان لايفرطوا في ميكيافيليتهم ولا يكرروا خطأ صدام الذي اسقطته اميريكا فحسب، فليس من حق احد الآن ان يزايد بانه اسقط صدام فاسقاط ذلك النظام كان عملاً اميريكيا منفرداً ولولا اميريكا وحساباتها في المنطقة لبقي النظام البعثي معافياً ولبقيت معارضاتنا في المهجر وفي ايران وسوريا تنتظر رحمة ربها... كما من المفترض ان يعلم الحكام بأن اعادة العراق الى المربع الأول مستحيل وتكرار تجربة صدام مستحيلة ومن يحلم بالدكتاتورية والانفراد بالحكم عليه ان يتذكر ساحة الفردوس صبيحة التاسع من نيسان...

مؤسف ان نرى هذه التحولات لدي حلفاء الأمس ، ومؤسف ان نرى ان التصريحات تتغير حالما نرى ساسة العراق في طهران او انقرة .

الكل يعلم ان للجميع ابعاداً استراتيجية اقليمية (ايرانية تركية سورية سعودية) لكن للكرد مشاكلهم مع كل هذه الدول اذ لا احد بمقدوره اتهامهم باستلام الاملاءات من عواصم هذه الدول ... الشيء الثاني المهم هو انه متوهم كل من يتصور بان اميريكا حليفة للكرد ...! بل ان كيسنجر(مهندس السياسة الخارجية الأميريكية) شاهد عيان ومخطط لما حدث للكرد عام 1975 (اتفاقية الجزائر "صدام وشاه ايران ، كيسنجر وهواري بومدين") .

من الضروري ان يتحلى الجميع ( عرباً وكرداً وتركمان واسلاميين)بروح عراقية ويتخلصوا من املاءات الدول الاقليمية التي لاتريد الخير للعراق وهذه حقيقة لا مهرب منها فاي دولة من هذه الدول تدعي خير العراق فانها غير صادقة بتاتا .

يجب ان لايمنح هؤلاء الأخوة الذين يمتازون بقصر النظر ابعاداً اخرى للقضية الكردية وعليهم ان يتحلوا بالحكمة ويدركوا الخصوصية العراقية للقضية الكردية ...من المخجل ان نرى فضائية بإسم "الرأي" لصاحبها مشعان الجبوري وآخرون يستضيفون يوميا (شخصيات معروفة بضيق افقها وخلفياتها التعصبية والفكرية المتطرفة) مثل عبدالناصر الجنابي ليقذف القضية الكردية بابشع التهم ..... والذي يشجع على ذلك هو ادارة المحطة وصاحبها مشعان الذي كان مدعوماً كرديا ويقضي اوقاته الجميلة في منتجع صلاح الدين وبحماية كردية ورأيته بأم عيني عشية سقوط النظام وكيف كان يحمل بيده مكبر صوت على طريق دهوك-الموصل ويخطب في صفوف البيشمركة ويهتف بأسم القيادة الكردية ...!

على من يدعي حب العراق وخير العراق – لاسرقة اموال شعب العراق- ان يكون هادئاً في الطرح وينطلق من ثوابت وطنية عراقية للتعبير عن رأيه بخصوص الحلول للقضية الكردية التي هي قضية عراقية بحتة ، ويفترض بنا ان نعمل من اجل تهيئة الأجواء لاحتضان بغداد لاربيل واحتضان اربيل لبغداد ... واي عراقي احب بغداد فبغداد له وكل عراقي احب طهران او انقرة فطهران لأخوتنا الايرانيين وانقرة للاتراك وليست لنا ولن ندخل هاتين العاصمتين الا بجواز سفر عراقي ...عراقي فحسب .

اما بخصوص أجهزة الاعلام الكردية التي يدب فيها الضعف – وأيما ضعف- خاصة اجهزة الاعلام الحزبية عليها ان تعيد النظر في استراتيجيتها الاعلامية وخطابها الاعلامي الذي لايسمن ولا يغني من جوع في حين ان ملايين الدولارات تصرف عليها سنوياً، وعلى قادة الأحزاب الكردية ان يعيدوا النظر في اجهزتهم الاعلامية التي همشت كل الكفاءات الاعلامية المستقلة والمبدعة ، يجب ان تتبنى هذه الأجهزة النهج العراقي في الطرح وبأداء مهني عال لاعن طريق التنظيرات الفلسفية البائسة التي أكل الدهر عليها وشرب ‘فأجهزة الاعلام الكردية تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية تكون بعض المواقف (السياسية والشعبية) الحالية من القضية الكردية ...فكم هو رائع ان تنقل هذه الأجهزة اخبار زيارات مسؤولي الكرد لطهران او حضورهم احتفالية الثورة الايرانية بأربيل في وقت متزامن تماماً مع قصف ايراني شديد للقرى الحدودية الكردية...!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عالم مغربي: لو بقيت في المغرب، لما نجحت في اختراع بطارية الل


.. مظاهرة أمام محكمة باريس للمطالبة بالإفراج عن طالب اعتقل خلال




.. أكسيوس: مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر يوافق على توسيع عمليا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من الطلاب المتضامنين مع فلسطين ب




.. مئات المحتجين يحاولون اقتحام مصنع لتسلا في ألمانيا.. وماسك ي