الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخي منذر مصري لماذا تقوّلني ما لم أقل ؟!

كريم عبد

2004 / 2 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أخي منذر مصري كان بوسعنا أن نختلف في تقييم ظاهرة الآنسة نانسي عجرم، وليس في محبتك للعراق أو محبتي لسوريا، خاصة وأن بلداننا هي كما تعرف ذات هوية تاريخية تنتمي لحضارات طويلة، أي أنها جزء من الهوية الحضارية للإنسانية، فلا يملك الإنسان إلا أن يحبها وينتمي إليها طالما كان سوياً وإنساناً فعلاً.
ما فعلته في ردك على رسالتي كان غريباً جداً، فقد كنت أخاطبك شخصياً أو أتحدث عن أشخاص سوريين محددين من أولئك المصابين بالمزايدة على المعارضة والمثقفين العراقيين، لكنك حرّفت آرائي لتجعلني أتحدث عن الشعب السوري ككل، وهذا غير صحيح لأنه غير واقعي. فلماذا تقولني ما لم أقل ؟!
على سبيل المثال، تقول : ( كريم، لا أقبل منك هذا التجني، لا على السوريين ولا على غيرهم. ولا هذا الهزأ وربما الشماتة بما سقته عن فرحتهم بعودة الجولان والتحولات الديمقراطية .. الخ )
أرجو أن تتأكد من ما ورد في رسالتي لتعرف بأنك لم تكن دقيقاً فيما ذهبت إليه. فما قلته أنا هو ( ألا تجد يا عزيزي منذر أن من باب أولى أن تدعو نوري الجراح وأيضاً هيثم المناع المصاب كذلك بداء المزايدة على العراقيين، كي يعودا إلى بلدهما ويعيشا فرحة الانتصار بتحرير الجولان والتحولات الديمقراطية الجديدة !! إلا تسألهم في الأقل لماذا هم في الخارج ؟! أليسوا هم أولى بدعوتك منا ؟! )
وقبل ذلك كان حديثي مخصصاً أيضاً، حيث قلت :  ( أما لماذا يؤيد عدد ملحوظ من السوريين حرب هذه ( المقاومة ) أو بالأحرى المقامرة .. ، فالجواب هو إن هذا التأييد لا يقتصر على سوريين فقط  .. ) أي أنني لم أقل ( الشعب السوري ) أو ( السوريين ) والفرق في القصد والدلالة واضح، ويفترض أن لا يختلط الأمر على أديب مثلك. 
وعلى ضوء ما ورد في رسالتك، خاطبتك شخصياً بالقول : (وإذا كنت تتحدث عن الوطنية بطريقة رومانسية فنحن نعيش الوطنية بواقعية فادحة دفعنا ثمنها غالياً، وما زلنا ندفع من أجل وطننا ) لكنك عممت خطابي وبدأت تتحدث عن ( وطنيتنا الرومانسية نحن السوريين .. ) ربما أردتَ تعميم الموضوع لمجرد أن تدينني !! وهذه طريقة ليست موضوعية في أقل وصف. والأكثر من ذلك بدأت تتساءل ما إذا كنتُ أُريد ( تحريركم عن طريق الاحتلال ) وهذا تصعيد أكثر غرابة، لأنني رفضت هذا الموقف في أكثر من حوار عبر بعض الفضائيات، حيث دار الموضوع حول هذه القضية.
ربما تكون قد ( أخذتك العزة بالخطأ ) وهذه ليست غريبة علينا نحن العرب الأقحاح، خاصة إذا أردنا أن ( نجهل فوق جهل الجاهلينا ) 
أن الوقائع تثبت حرصي الحقيقي على الثقافة السورية من خلال مقالاتي العديدة، إذ نشرت مقالاً مطولاً عن ( الثقافة السورية ) في مجلة ( الوسط ) بعد وصولي لندن بشهور تؤكد ما أقول. ولشدة محبتي وحرصي على الدراما والمسلسلات التلفزيونية السورية، نشرت مقالاً في (الحياة ) بعنوان (ماذا لو فقدت الدراما السورية سمعتها الجيدة ) وذلك بعدما شاهدت بعض الأعمال الكوميدية الهابطة ذات الصفة التجارية. وكذلك رددت على مقال لأحد النقاد العرب أتهم فيه الراحل نزار قباني بأنه ( تاجر )!! بينت فيه الريادة الواسعة التأثير لقباني على الأدب العربي عموماً.. الخ ، ناهيك عن مقالات وأحاديث تلفزيونية دافعت فيها عن مظلومية الشعب السوري في ظل النظام القائم. ومواقف من هذا النوع ليست سهلة ولا هينة لذلك نادراً ما تجد من ( يتورط ) في الدفاع عن الشعوب العربية المظلومة من بين الكتّاب العرب الذين يحسبون لكل شاردة وواردة ألف حساب. ولا أخفيك بأنني تلقيت تهديدات غير مباشرة وتحذير من بعض الحريصين، لكن محبتي لسورية وشغفي الحقيقي بأن أرى دولة قانون ونظام ديمقراطي يعيد الاعتبار للشعب السوري، لا يقل عن شغفي بمستقبل ديمقراطي للعراق.
أما قصة ذهابك للعراق، فهو عراقك حقاً لأنه هوية إنسانية وليس ملكاً شخصياً لي أو لسواي، ولكن هذا المبدأ شيء وجرائم ومجازر ( المقاومة ) و ( الجهاد ) شيء آخر. بل هي تستدعي حملة تضامن واحتجاج من قبل المثقفين والمواطنين العرب كي نتأكد من الفرق بين الحب وبين الحقد الأسود الذي لا تخطئه العين.
أننا يا عزيزي منذر أمام مفارقات خطيرة تخص العراق مثلما تخص سوريا، ولذلك علينا أن نرتقي دائماً بمستوى وعينا ومسئوليتنا بعيداً عن استهلاك الوقت والجهد في مواضيع لا طائل من ورائها.
وبانتظارك في الموصل وبغداد والبصرة، بل وفي لندن إذا شئت وأهلا وسهلا من القلب ..
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!