الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوميديا.. .. هذا ما يجري بالضبط

عبدالمنعم الاعسم

2008 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


يدخل المشهد السياسي العراقي في حالة انعدام الوزن، ومن قسماته ان احدا لا يعرف من ايّ زاغور ستندلع الازمة القادمة، ولحسن الحظ ان تندلع سلسلة من الازمات والاختناقات السياسية فيما النواب، في عطلة، وقد وصل "طشارهم" سواحل الدانوب ومقاهي الساحل الفرنسي، واخذ بعضهم طريقه الى مشافي في القاهرة واستانبول وعمان ودمشق، وإلا كانوا سيتمتعون في افضل فرص للخطابات من وراء مايكروفونات المجلس او الظهور على الشاشات الملونة " وخذ وهات" حتى منتصف الليل.. أي انهم، ينظرون الآن، في تحسر وزعل، وكل من مكان استراحته، الى الحكومة وهي تمرر، في غيابهم، وبشفافية متناهية عديد من الاجراءات والقرارات، ويشعرون بالخيبة، وقل في مصيبة، ومصائب قوم عند قوم فوائد.
إذن، كما يقول سوفوكليس، كثيرة هي عجائب الدنيا، (انظروا كيف تعطينا المهازل فرصة ثمينة كي نستخدم اقوال الحكماء) والشق الاول من المعادلة يتعلق بهذه الوفرة من الاحداث والانقلابات والصراعات التي تجري تحت الزوليّة، وما يظهر منها سوى بعض فتات التصريحات والتسريبات التي كثيرا ما يتراجع اصحابها، وفي هذا الشق تدحرجت الى تحت الطاولة ازمات ديالى، وخانقين، وكركوك، والمفاوضات مع الولايات المتحدة، والصحوات، وطائفة من القوانين والتشريعات، والكثير من الحروب داخل مجالس المحافظات، وقد تُركت الساحة لانصاف اعلاميين يقدمون خدماتهم الجليلة للدولة، ولسياسيين انشقوا على اصحابهم، ومعارضين فقدوا ماء وجههم في العواصم، وهكذا (خلا لكِ الجو فبيضي واصفري. ونقري ما شئتِ ان تنقري) اما سوفوكليس الحكيم فانه اضاف لقوله عن عجائب الدنيا الكثيره قوله
"لكن اعجبها هو الانسان".
وما دمنا في حالة انعدام الوزن فان الكثير من اللاعبين صاروا يتخفون وراء اقنعة تزيد في ارباك المشهد، وربما تساعدهم على إخفاء حقائقهم وراء صورة خادعة، وهنا ينبغي ان نتذكر بان القناع(كما يعرف المسرحيون) كان يستخدم منذ عهد الاغريق من قبل الممثلين، باعتبار ان لكل قناع وظيفة في التعبير عن حالة مطلوبة، وقد انحسر الاعتماد على الاقنعة، واقتصر استعمالها على ممثلي دور المهرج، ومعروف ايضا، بان هناك نوع من الوجوه الصارمة التي تخلو من التعبير، ولا تختلف في ذلك عن القناع نفسه، ولا يمكن قراءتها مهما تمعنت فيها، وهي معروفة لدى لاعبي القمار باسم (وجه البوكر) الذي يحرص ان لا يكشف وجهه ما يحمل في داخله من اسرار.
نحتاج في حالة انعدام الوزن الى حسن النية، لكن حسن النية هذا لا يصلح عزما على اجتياز الطرق الوعرة، والمزدحمة بالثعابين والحثالات، في وقت ان عدد تماثيل السباع زاد على عدد السباع ذاتها، والوعو(وقل التلال) التي تمتعنا صارت تحجب عنا الشمس.. لشديد الاسف
ـــــــــــــــــ
"نشعر بالارق لما حولنا من تغيير مستمر، لكن سنشعر بالذعر اذا ما توقف هذا التغيير".
ليمان بريسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي متواصل على غزة وحصيلة القتلى الفلسطينيين تتجاوز


.. إسبانيا: في فوينلابرادا.. شرطة -رائدة- تنسج علاقات ثقة مع ال




.. من تبريز.. بدأت مراسم تشييع الرئيس الإيراني رئيسي ورفاقه


.. أزمة دبلوماسية -تتعمق- بين إسبانيا والأرجنتين




.. ليفربول يؤكد تعيين الهولندي آرني سلوت مدربا جديدا له