الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياحة الداخلية والخطوط السعودية

عبدالرحمن حامد القرني

2008 / 9 / 5
الادارة و الاقتصاد


لم تعد السياحة الخارجية مجرد مساحة للمتعة او الترويح عن النفس .. وإنما اصبحت ملغومة بالكثير من المخاطر وما قد يتعرض اليه المواطن السعودي او حتى الخليجي .. من سرقات وجلب الامراض خاصة اذا لم يع هذا السائح ابجديات السياحية الخارجية وتوفير الحصانة اللازمة التي تجعله يتدارك هذه الامور ويقف في مواجهة هذه المخاطر وتكون له مقدرة التعامل مع السياحة الخارجية بمفهوم واع, وشبابنا من الفئات المستهدفة في الخارج والكثيرون منهم مازال يروقهم السفر الى الخارج لقضاء الاجازة .. ولم يتعلموا بعد من اخطاء الآخرين .

والمخاطر التي يتعرض لها شبابنا هواة السفر الى الخارج تضىء نوراً أحمر ، للوقوف في وجه هذه الظاهرة ، والتصدي للأخطار .. صحيح أن قرار منع السفر الذي وضعته وزارة الداخلية لمن هم أقل من 21 عاماً عام 1407هـ بمثابة ( فرملة ) قوية لحمايتهم من الانجراف في التيار .. ولكن تبقى خطوة اخرى لاتقل أهمية وهي تنشيط السياحة الداخلية .
فكما يقولون يخرج شبابنا من ( الدار الى النار ) .. يظنون أنهم انطلقوا في المجتمعات التي يزورونها ، فيكتشفون أنهم سجنوا خلف أسوار الانحلال والمخدرات والايدز ، والمغامرات التي تهدد المجتمع في ثروته الكبرى .. الشباب .. ؟!!
لكن نحن نتساءل ماهي الاسباب التي تجعل شبابنا يفضلون السفر الى الخارج وقضاء الاجازة هناك؟ والى اي مدى يدركون المخاطر التي ستواجههم من خلال رحلاتهم هذه؟ وماذا نحن هيئنا للشباب بالداخل ..؟؟
وطالما يوجد لدينا في المملكة العديد من المناطق السياحية والحمد لله .. ماهي الاسباب التي تجعلهم يحجمون عن التوجه الى السياحة الداخلية؟
هل توجد هناك متطلبات او احتياجات هم في حاجة لها حتى يمكننا ان نوجد القناعة لديهم- وتحويل رغباتهم الى السياحة الداخلية ؟
وإذا كانت بلادنا تنعم بروعة الطبيعة وجمال المناطق السياحية والاثرية .. علاوة على توافر الامن والاستقرار .. فالسؤال الذي يطرح نفسه هو : متى يقلع شبابنا عن عادة السفر للخارج ويتجهون الى بلادهم .. ؟؟
فما ان تبدأ الاجازة الصيفية الا وتجد الغالبية العظمى من الاسر تبحث عن كيفية قضاء الاجازة والابتعاد بعض الشيء عن ضغوطات الحياة والرتابة المملة , وهذا بالطبع مما جعلنا نتساءل من خلال هذا الموضوع عن مدى اهمية هذه الاجازة في حياة الانسان ..؟؟ وكيفية قضاء هذه الاجازة وهل هناك من يفضل السياحة الداخلية ..؟؟ وما هي الاشياء التي يحتاجها المواطن لاستكمال المعايير الايجابية التي من الممكن لها ان توصلنا إلى تحقيق معادلة السياحة الداخلية ؟ وما السلبيات ايضا التي من الممكن لها ان تؤثر على بلوغ هذا الهدف ..؟؟
وماذا قدمنا لتشجيع الاصطياف الداخلي ..؟؟!!
عادت بي الذاكرة والكثير من عشاق السياحة الخارجية يعرفون ذلك .. عندما قرأت في احد المجلات احد الترويجات الاعلانية للصيف في لبنان عندما كانت حوالي تقريباً عام 1954 م تدفع للمصطافين الذين يقضون شهرين واكثر اعانة مادية تشجيعية كانت تبلغ حوالي ثلاثة الى خمسة الاف ليرة للمصطاف الواحد .. وكانت ايامها المائة ليرة لبنانية بمائة وثمانين ريالاً .. !!
نحن ( هنا ) ندعو بعضنا بعضا الى الاصطياف الداخلي ونذيع بين الوقت وآخر الاغاني التي تمجد الاصطياف واماكن الاصطياف .. !!
لكن ماذا عملنا غير ذلك ..؟؟
الفنادق الفخمة والمتواضعة تقول ( مرحباً تراحيب المطر .. مرحباً بالمصطافين في احلى المصائف … الخ من عبارات الترحيب للسياح ) على لسان لوحاتها ولافتاتها الطويلة لكن ( دفاترها وقوائم الحساب ) تقول بلسان واحد : ( سأعصرك كما تعصر الليمونة ) وبجوار الفنادق دارات جميلة اجرة الليلة (الف والفين فقط لا غير ) !!
وإذا فاصلت وتضايقت يعطونك للترضية (5%) ويسجّلون عليك زجاجة الماء بثمانية ريالات ..أما قوائم الطعام ـ فتقطع الظهر ـ ووجبة الغداء باللحم المبّرد أو المثلج بـ ( 250 ) ريالاً والخروف كله في الاسواق التجارية والبقالات بـ (100) ريال مكفن .. !!
ناهيك عن ان اسعار الخدمات والمواد التموينية تبقى مرتفعة جداً ولكم ان تتخيلوا ان قارورة المياه الصحية تصل قيمتها (الى 8 ريال ) بينما كما نعلم لاتتجاوز قيمتها الاصلية مبلغ الريالين خارج ابواب الفندق قس على ذلك بقية الطلبات الاخرى .
اضف الى هذا عدم توفر الفنادق السياحية لدينا التي تمنح اسعاراً تشجيعية .. وياحبذا لوتوفرت لدينا الرحلات السياحية الجماعية والمعروفة دولياً بنظام (تورز) لتقوم بالتعريف وبشكل منظم عن مناطقنا السياحية الجميلة وايضاً انا لا انكر ان الكثير من شبابنا يفضل السفر الى الخارج في الاجازات .. وحتى لو اقنعنا هؤلاء الفئة بالسياحة داخل المملكة لايمكن يتقبلها .. وهذا يعود لأنه من خلال التجارب السابقة ثبت ان الاسعار هناك اقل بكثير بالنسبة لمثيلاتها بالمملكة- ولا ابالغ .. اذا قلت ان ماينفق خلال اسبوع في مناطقنا السياحية .. قد يكفيك لمدة شهر بالخارج .
والطيران يقول لك في كل مكان ( اهلا بك إلى ماليزيا ـ ومانيلا ـ ولندن ) ونعطيك خصماً كبيراً .. وكما تلاحظون الاعلانات عبر صحفنا للشركات السياحة للدعوة للسياحة الخارجية بمبالغ زهيدة في حدود ثلاثة آلاف ريال .. ؟؟ شاملة ( الإقامة وتذاكر السفر والمواصلات لمدة لا تقل عن سبعة ليالي ) .. اما إلى مناطق الاصطياف الداخلية فالتذكرة تعتبر ارخص تذكرة داخلية في العالم .. !! ولا مجال للتخفيض ـ يفتح الله ـ !! المهم تجد امكانية مقعد أو ما تجد أو تجلجأ إلى احد معارفك في الخطوط السعودية للوساطة .. ؟؟
اضف إلى ذلك التوقيت السيء لرفع الخطوط السعودية (10) ريال في التذكرة في صيف هذا العام تشجيعاً للسياحة الداخلية .. !! هذا هو تشجيع للسياحة الداخلية الذي ننتظره من الخطوط السعودية .. أم تنفير والاضطرار إلى السياحة الخارجية على الخطوط الاجنبية ..؟؟
وإذا أردت ان تستأجر منزلاً أو شقة وجدتها ( بالكوم ) لكن اصحابها يغلقونها بالضبة والمفتاح على أمل ان يأتي من يدفع مبلغاً كالذي دفعه الموظف الكبير ـ فلان ـ في العام الماضي .. !! وما قبل الماضي ـ ليقصم ظهره .. وللمعلومية فقد خسر الكثير من هؤلاء ( الجشعين ) من يستأجر شققهم لتبقى مغلقة بالضبة والمفتاح كما هي .. ؟!!

اضف الى ذلك برامج التنشيط السياحي التي تعد من قبل لجان التنشيط السياحي وتطبع على ( المطويات والنشرات ) التي تبحث عن زمنها وواقعها ومكانها فتجد معظمها ( حبراً ) على ورق .. !! والكثير من السياح يبحثون اين يقضون وقتهم ليلاً فتجدهم يهمون من مكان لاخر .. ثم يرجعون إلى مقرهم لمتابعة القنوات الفضائية .. !!
ونلاحظ في هذا العام تراجع كبير للسياحة الداخلية في مصائفنا والكل يشكو من اصحاب الشقق والمفروشة والفنادق للخسارة التي تلحق بهم ..؟؟ بالرغم أنهم اضطروا إلى خفض السعر إلى ادنى مستوى لعلهم يظفروا بالقليل من المبالغ لتغطية رواتب موظفيهم .. !!
ربما يقول قائل انني ادعو للسياحة الخارجية وأنني انقل ( دعاية ) لمصائفنا ومناطقنا السياحية الجميلة التي قد تؤدي الى نتائج غير مرضية وسيئة .. !!
واقول ان اسلوب المصارحة وطريقة المكاشفة والوضوح هي السبل السليمة والطرق الصحيحة الكفيلة باصلاح العيوب وتدارك الاخطاء واقامة الاعوجاج .
اما اسلوب النعامة فقد ثبت بالدليل القاطع فشلة منذ الازمنة القديمة .. !! ولا يمكن ان تسير قافلة الحياة الصالحة بأمة من الأمم وبشعب من الشعوب مالم تكن مبنية على الوضوح والصدق والصراحة .. ومن قال غير هذا فقد غش .. ( ومن غشنا فليس منا .. ) أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يشتري الصينيون الذهب بقوة؟


.. أحد أبرز المباني التاريخية في كوبنهاغن.. اندلاع حريق كبير با




.. تضامنا مع غزة.. متظاهرون يغلقون جسر البوابة الذهبية بسان فرا


.. اندلاع حريق في مبنى البورصة التاريخي في الدنمارك




.. ا?سعار الذهب اليوم الثلاثاء 16 ا?بريل 2024