الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب والمسلمون وقضية الانصهار في المجتمعات الغربيه .

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

2008 / 9 / 4
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


النسبه العاليه من العرب والمسلمون يعانون مشكلة الازدواجيه في افكارهم تجاه العالم الغربي المنتمي الى حضاره وثقافه ودين وعقليه كلها مختلفة عنه تماما .
لهذه الاسباب والعوامل وغيرها نراه يدفع الثمن اولا لهذا الاختلاف والعداء تجاه الاخر ! وثانيا يدفع ثمنا ايضا مضاعفا هذا المواطن العربي والمسلم لتلك الاعمال الارهابيه والمجرمه التي تقوم بها القله القليله من بعض العناصر من المسلمين والعرب من جماعات الفكر المتطرف والعناصر الاسلاميه الراديكاليه في الدول التي يتواجدون فيها المهاجرون من العرب والمسلمون .

يقول البعض ان الارهابيين ومن يقوم بتلك الجرائم لا يمثلون الاسلام ! ولكن الانسان الغربي والاجنبي لا يعرف ويفهم هذا التبرير الذي تعودنا نحن ان نسمعه باستمرار بعد كل حادث مشين , وانما يقال لكل حادثه لمرجعيتها , اي اذا كان المواطن بوذيا يقال انه من البوذيين , وان كان من السيخ يقال عنه انه من السيخ وهكذا .

لتلك الاعمال الوحشيه تجعل كل شخص عربي ومسلم في الغرب مستهدفا لكونه ينتمي الى الاسلام والعروبه , ونتيجة الحالات الارهابيه والجرائم الاخرى بدات تنشا حالات من العنصريه والكراهيه تجاه الجاليات ذات الاصول الشرقيه وخاصة الاسلاميه والعربيه .
تفاقمت الامور كثيرا منذ احداث 11 ايلول 2001 الاسود , وما قامت به تلك المجموعه المتطرفه التي ترعرعت ونشات تحت تاثير المخدر الاسلامي الوهابي وافكار ابن تيميه والاخوان المسلمين في السعوديه ومصر والكويت وباقي الدول المنتميه اليها الارهابيين .

ان سبب معاناة البعض من العنصريه والرفض في المجتمعات الغربيه هو بسبب كذلك عدم تقبل هؤلاء الاندماج والانصهار معهم ! ولهذا لهم دور في خلق تلك الحالات والضاهره .
الاندماج معناه ليس التخلي عن الدين والهويه والمعتقدات , بل المساهمه ونقل الصورة التي يريدها الغرب ومجتمعه , مثل الاخلاص للوطن والصدق في العمل والمحافظه على تاريخ وثقافة ذلك البلد والمساهمه به سياسيا واقتصاديا , لا ان ياخذ الانسان فقط , بل عليه ان يعطي بالقدر نفسه فيما لو كان وطنه الاصلي .

لماذا اتيت الى هذا الوطن دون المساهمه والتضحيه من اجله ! اليس هذا ما تقوله المفاهيم والقيم والاخلاق وميثاق العهد بين الانسان وضميره ? .
لنعطي امثله في عملية الاندماج والانصهار في المجتمعات الغربيه , جميع فئات ومكونات المجتمع الامريكي او الكندي او الاسترالي هي من الانكليز والفرنسيين والاسبان والايطاليين والهنود والصينيين والخ . . .
جميعها نراها اليوم مندمجة ومنصهرة تحت اسم واحد او امة واحدة او مواطنة واحدة , كلها تقول نحن كنديين او نحن امريكان او استراليين وهكذا ! باستثناء وما عدا المواطن العربي والمسلم ! يقول انا من امة الاسلام ! ولهذه الاشكاليه ترى نفسها غريبه عن الواقع الذي تعيش فيه منذ عشرات السنين للاسباب التي ذكرناها وغيرها من المفاهيم المغلوطه واللا صحة لها .

الاكثر استغرابا من هذه الفئات التي لا تستطيع الاندماج والعيش كما يريد الغرب ان تكون في مجتمعاتها , فهي تمارس نفس العنصريه والتحفظ وعدم المساهمه بين هذه الجاليات نفسها وفيما بينها ! , التونسي يكره الجزائري , والجزائري يكره المغربي , والسعودي يكره الايراني وبالعكس , والتركي يكره الكردي وبالعكس , . . . وهال مجرة ! .

طبعا هناك سبب اخر لعنصرية الانسان الغربي تجاه هؤلاء المنقسمين على بعضهم , كان بعوامل النسب العاليه من الحوادث والمشاكل والجرائم والمساجين .
هناك من قام باجراء وعمل احصائيه بسيطه على عدد المساجين من قضايا الاحتيال والنصب والاغتصاب وغيرها , وجدها بانها كانت ارقاما خطيرة !! .
بعض تلك الاحصائيات كانت نسبة ذلك بحدود 12 % في بريطانيا لوحدها , علما ان الاحصائيه تقول ان نسبة المسلمين والعرب من سكان بريطانيا هي بحوالي 2 % ! , ومن الطبيعي ان تكون نسبة تلك الجرائم والحوادث ايضا لا تزيد عن هذه النسبه ! ولكن على العكس من ذلك كانت - ستة اضعاف - عن نسبتهم من عدد السكان .

هذه الاحصائيه المروعه شملت القضايا الخطيرة منها ;
القتل - السرقه - المخدرات - الاغتصاب - المتاجرة بالبشر - وغير ذلك من الجرائم الكبرى ,, اذا هناك مفارقه وازدواجيه في عقول وتفكير هؤلاء من العرب والمسلمون , من باب لا يندمجون وينصهرون بحجة المحافظه على الدين والقيم والاخلاق والكرامه وما الى ذلك من الشعارات المزيفه الاخرى !!! ومن جهة اخرى يقومون بابشع الجرائم والاعمال الاجراميه المخالفه لتلك الشعارات المرفوعه والمناهضه للقيم السماويه والدين , وهنا بالطبع لا نعمم ولكن البعض .

اعتقد انهم بهذه الاعمال المشينه يستهدفون غير المسلم ! وهذا ما يعتبرونه حلالا وحسب تفسيراتهم ! ومن يقول ; من لا ينتمي ويؤمن بالاسلام فهو كافرا ! وهناك ايات عديده بهذا الخصوص يتم تفسيرها بهذا الشكل , لا مجال لذكرها الان .
ومن ناحية اخرى , بالرغم من معاناة هذه الجاليات في اوطانها سابقا , قهر واضطهاد وتهميش وتكميم افواه وما الى ذلك , الا انها تراها وفي ظل هذه المجتمعات الغربيه الديمقراطيه التي لا تفرق بين مواطن واخر بكل شيئ , فتلك الجاليات غير قادرة حتى من الاتفاق بينها وتشكيل جماعات ضاغطة وقويه ولوبيات لكي يكون لها تاثير ودور ايجابي على القرارات السياسيه والبرلمانات والمجالس المحليه , فيما لو قامت تلك الدول والمجتمعات بانتهاك من حقوقها او شعرت بعنصريه تجاهها او في قضية ما .

اضف الى ذلك انها تفتقد الى المرجعيه الواحده , اقصد هنا المرجعيه السياسيه والدينيه والثقافيه , وعدم ايمانها بالخط الديمقراطي في عملها او مع خارجها .
فهي تحاول دائما نقل خلافاتها وخلافات انظمتها وبلدانها الاصليه الى طاولاتها وتجمعاتها , مما يؤدي الى تزايد خلافاتها فيما بينها ومع بعضها وتنافرها ,, وعلى نقيض اللوبيات الاخرى من الجاليات غير العربيه والاسلاميه .

اخيرا هناك من ينظر والى الان من العرب والمسلمون بان العالم الغربي كافر وملحد ويستحق العقاب , ان الاوان لكي تتغير النظرة هذه لكي تصل العلاقه الى افضلها واقواها بين الاخر , لكي يصبح الوجود العربي والاسلامي مقبولا نوعيا ومفضلا والمشاركة الفعاله في جميع انواع الحياة المدنيه بكل اشكالها . . . ام الرحيل للبلاد الاصليه ربما قد تكون الحياة افضل واحسن من هذه المعاناة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: لم نكمل إزالة التهديد لكننا غيرنا مسار الحرب


.. عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل إسرائيلية وإصابة آخرين في




.. حرائق وأضرار في كريات شمونة والجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مس


.. ماذا تريد إسرائيل من ساحة غزة؟




.. لماذا مخيم جباليا؟