الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد الأوروبي يغلّب المصلحة على المباديء ...

محمد كليبي

2008 / 9 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


خرجت القمة الأوروبية التي عقدت الاثنين الفائت في بروكسل بقرارات هزيلة لا تعبر عن حجم الحدث الذي انعقدت القمة من أجله , أي الهجوم العسكري الغاشم للقوات الروسية على جمهورية جورجيا واحتلال أجزاء منها وما أحدثته من قتل وتدمير للبنية التحتية للشعب الجورجي . لقد اكتفى القادة الأوروبيون بالادانة والتنديد ( يذكرنا هذا بالقمم العربية ) والمطالبة بمزيد من الحوار مع القيادة الروسية - قيادة الرئيس الفعلي فلاديمير بوتين والرئيس الكومبارس فلاديمير ميديفيديف - لكف أيديهم عن التدخل في الشأن الجورجي , والعودة عن القرار الروسي الأحادي بالاعتراف باستقلال اقليمي " أبخازيا " و " أوسيتيا الجنوبية " كجمهوريتين مستقلتين عن جورجيا , والذي يمثل تدخلا سافرا في الشؤون الجورجية وانتهاكا للسيادة الجورجية .
ومع أنه كان مطلروحا على القمة الأوروبية فرض عقوبات اقتصادية على روسيا , وكان مطروحا كذلك تجميد التعاون الأوروبي الروسي في ما يسمى بمجلس الامن والتعاون الأوروبي الذي يضم الاتحاد الأوروبي وروسيا , بل لقد كان مطروحا على القمة اقتراحا " بفصل " روسيا من مجموعة الثمانية الكبار " G8 " ,
حتى تعود روسيا الى رشدها وتكف عن التدخل في شؤون الدول المجاورة وتحديدا الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي الميت وتكف عن أطماعها وطموحها بالعودة الى زمن الاتحاد السوفيتي فالزمن لا يعود الى الوراء .
والسؤال , لماذا لم يتخذ الاتحاد الأوروبي في قمته قرارا بالعقوبات ضد روسي لانتهاكها السيادة الجورجية ؟
أعتقد أن السبب الرئيسي لعدم اتخاذ مثل ذلك الموقف الحازم تجاه روسيا يعود الى تغليب القادة الأوروبيين " للمصلحة " الاقتصادية العليا لأوروبا المتمثلة في حاجة أوروبا الى الطاقة الروسية - خاصة اذا ما علمنا أن ثلث الاحتياج الأوروبي من الطاقة يعتمد على الواردات من روسيا - على حساب المبادئ والحق والعدل التي ينادي الأوروبين دوما بها ويطالبون العالم بتسييدها في العلاقات الدولية .
ولا أدل على أن الأوروبيين قد غلّبوا المصلحة الاقتصدية للاتحاد على حساب المبادئ , من التذكير بأن رجال الأعمال الألمان قد طالبوا المستشارة الأمانية " انجيلا ميركل " قبيل انعقاد القمة بعدم فرض عقوبات اقتصادية على روسيا لأن ذلك سيؤثر سلبا على الاقتصاد الألماني . وأنا أتصور أن ما جرى في المانيا قد جرى مثله في بقية دول الاتحاد الأوروبي .
والسؤال الآخر , ماذا كان سيكون موقف الاتحاد الأوروبي والقادة الأوروبيين لو أن الدولة المعتدية كانت غير روسيا , دولة من دول العالم الثالث مثلا ؟
أعتقد أن الموقف سيكون مختلفا كل الاختلاف !!! ؟؟؟
كنا نتوقع من الأوروبيين موقفا أشد حزما تجاه الدب الروسي , انتصارا للحق والعدل , ودفاعا عن الديمقراطية الوليدة في منطقة القوقاز , لكن يبدو أن المصالح تأتي في المقدمة متقدمة على المبادئ الانسانية التي يتشدق بها الغرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس