الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين وزارة ثقافة الجزائري ..وسعد هليل في شارع المتنبي .. بون شاسع ..!

خلف الفريجي

2004 / 2 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 لم يتلقى أي دعم أو حماية من دولة حليفة ولم تساعده أية دولة صديقة أو منظمة سرية أوأنه تلقى منحة من جمعية أو دولة لجوء أنساني ولكنه كان يوفر لنا ما نريد أن نقرأه وينقل لنا بمشقة مايجري في أصقاع الدنيا من أبداعات أهم ما فيها أنها ممنوعة التداول وسرية للغاية. ..ومنها بيانات أحزاب وأجتماعات معارضة ودواوين شعرية...وما  يبتغيه ألأستاذ والمثقف والمبدع بعيدآ عن أعين السلطة .
أنه سعد هليل ... زعيم النساخين وأحد أشهر بائعي الكتب الممنوعة في شارع المتنبي.. لم تحد من حركته ونشاطاته الخطيرة دوائر الأمن ولا مسؤليها الميدانيين في الشارع بدءآ من رائد جمال ونقيب خالد و لم تنجح تقارير الوكلاء الأمنيين  في وضع حد لنهايته ولم تنفع توصيات مخططي ألأعلام المضاد في وزارات الثقافة والاعلام الصدامية... بما فيهم حميدة سميسم وغيرها والذين كانوا يتمونون سرآ من بضاعته.
سعد هليل.. لم يكن في يومآ ما مسؤلآ ماليآ في حزب .. حتى يسرق ألأشتراكات..!  ولارئيسآ لتحرير جريدة حتى يكون مشهورآ لكي يصبح وزيرآ لآية ثقافة ..!. ولم يكن مقاتلآ بين الجبال... ولا حتى في زريبة...! حتى أنه لم يقوى على مقاومة ( مجنون قطاع 41 في مدينة الثورة المدعو : لولح )حينما كان يمطرنا بقذائفه الصاروخية من الحجارة ونحن نعقد لقاءاتنا الحزبية المصيرية في الشوارع لمناقشة موضوع (سبل..تحسين العلاقة مع حزب كاسترو العرب..الحليف..!)...ما أتذكره من سيرته التي لاتشبه سير قادة أحزابنا العظام... وممثليهم في وزارات مجلس الحكم المحلي أنه في السبعينيات كان له في حياته منعطفان.:. ألأول أشتغاله عامل عتالة ( حمال) في أقبية الدار الوطنية للنشر والتوزيع حيث تخزن الكتب والوثائق المصادرة من شارع المتنبي ومكتبات العراق قبل أن تحرق.. ومن هناك كان يجلبها لنا نحن  الرفاق في أحزاب الجبهة الوطنية.. العظيمة حيث كنا نهديها مجانآ ولمن يحتاجها .. وأما المنعطف الثاني ساقه قدره يومآ ما لآن يصبح شيوعآ ( عماليآ) لأنه كان يعتبرنا ( مخانثة) لكوننا طلاب .. علمآ أننا كنا نعمل في حزبآ واحدآ موحدآ وبقيادة طليعية عمالية خالدة...!..لم ترى من المعامل سوى أسمائها ورفاقها المناكدين الصبورين...ووزرائنا ألأثنين في الحكومة السابقه  أجادوا أيما أجادة في بز الدكتاتور بعيونه حتى أنه ماعاد يرى الدرب ليفتك فينا واحدآ واحد ..!.أما وزيرنا الجديد  لم نرى منه غير مكناسة تنظيف نصب جواد سليم وبدلة المقاتل ألأنيقة والطلة بأبتسامة على وكالات ألأنباء وحلوات القنوات الفضائية ورد التحية بأحلى منها على بواب الوزارة .. ( ألأمريكي) طبعآ.
سعد هليل لم يكون بوليسيآ في يومآ ما  ولم يستفيد من تركة  أبوه عريف الشرطة هليل حطاب غير ثلآثة خيوط... لم يتنافخ بالثورية يومآ ما  ولم يرأس أية لجنة أمنية في حزب...! ولكنه كان في شارع المتنبي أشطر من كل أفراد ألأمن الصداميين ووكلائهم وخططهم  لآماتة  شارع المتنبي وقطع الشرايين التي تغذيه  وذلك بسحب الخطير من كتبه وما يتداول فيه وبوسائل السجن ودفع المبالغ وظل  الشارع يزخر بما تجود به مكتبات البيوت وما يجلبه الوافدين مع حقائبهم ومن منافذ سوريا وتركيا وايران ... ليستنسخ ويجلد ويخفى بالبسطيات أحيانآ مغلف حتى بصور صدام أيهامآ لعيون السلطة.
سعد هليل ... خدم الثقافة العراقية هو وزملآء له في شارع المتنبي  ولم تكن عنده سيارة أو هاتف ... ولا كمبيوتر ولا جهاز أتصال لاسلكي .. ليس عنده أية أملاك أو أرصدة في بنوك ولم يركب طائرة في حياته.. ولكنه كان يملك كلية واحده في جسده ومن سوء حظه أن ألأطباء أخبروه بأنه هي ألأخرى متفسخة فأياك والجهد .. ونوصيك بالراحة التامة ... وسعد كان ولازال لايملك غير غرفة واحدة.. أن دخلت اليها لن تفرق بين كومة أطفال وكتب ومناشير وأحذية وبينهما ( جولة) ومرافق.... ولكن الناس وخاصة جوعى الثقافة وألأبداع لم يختلفوا في محبته لآنه كان يوفر الحقيقة بسعر التراب .... وكان حين يرخي الليل سدوله... يسربل مع آخر الراحلين من شارع المتنبي... ململمآ بضاعته .. أرغفة الخبز النظيفة الشريفة التي تبحث عن جياع الغد.. محبي المعرفة ...ولكنه قبل ذلك ينعطف مرة يمينآ ومرة يسارآ.. ليكحل عينيه بمرآى أحد زبائنه وهو ملتذآ بقراءة ما أخذ من بسطية سعد ولم يصبر على قراءة مانال .. ألا في أحدى المقاهي القريبة شاعرآ بالزهو لآن كتبه تضيع بين أسطرها العيون وتتراقص  مع حلمها ألأفئدة... كان يكره أن يعد  دنانيره المتناثره في جيوبه... كأنها الزبل....الا بقدر سدها راجيتة الطبيب.. ومشروع شراء كتاب جديد .. يستنسخ بالمئات من جديد..! .
بقي أن نعرف.. أن سعد هليل طيلة العشرين سنة الماضية يعتبر من ( الساقطين) في ذاكرة رفاق المنافي ودول اللجوء... ورغم ذلك فلآنه  أكثر منهم حكمة وعطاء وكرم ... هب لتأثيث مقراتهم من جديد ومن دنانيره القليلآت..وهن كد بيع كتبه وربح وزارته الخالدة أبدآ وزارة ثقافة شارع المتنبي وسوق السراي..العامرة بأناسها الصابرين ....!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة