الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كان العزف الكردي بالمستوى المسؤول والمطلوب ؟؟

محمد سليم سواري

2008 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


وهنا أقصد بالعزف الكردي " أداء " التحالف الكردستاني وبالأخص الحزبان الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ، لانهما المسؤولين عن أداء السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية في إقليم كردستان وكذلك لإستحوازهما على كل حصة الكرد من السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية في الحكومة المركزية في بغداد وتقاسمهما فيما بينهما بالدرجة الأساسية، وان اي تلكؤ لأي مسؤول حكومي او حزبي من الحزبين في بغداد او في أربيل او السليمانية او دهوك او كركوك او في الأقضية والنواحي في نينوى وديالى وصلاح الدين او نقاط التفتيش في الاقليم هي مسؤولية الحزبين وهما وكل الشعب الكردي يحصدون النتائج إن كانت ايجابية او سلبية ؟؟
في صيف 1972 ذهبت الى مقر البارزاني الاب في منطقة حاج عمران للالتقاء مع والدي الذي طال مكوثه في حينه هناك بسبب ظروف تتعلق بعائلتنا وعشيرتنا وكان ذهابي لإستشارة والدي حول اختياري للكلية التي ارغبها بعد ان نجحت في امتحان البكالوريا للسادس العلمي... وعند المساء رجوت والدي الذهاب برفقته الى مضيف البارزاني لتحقيق امنيتي في رؤيته ، وكان المضيف بسيطاً وفي الهواء الطلق وعند الساعة الحادية عشرة ليلاً شرف البارزاني المضيف حيث لم تكن هناك استعلامات ولا رئيس ديوان وبدأ الحديث مع الحاضرين كل يطرح ما عنده من مشاكل وطلبات وينتظر الحل من البارزاني ، وكان اي شيء يقتنع به يقرره ويحسمه دون تردد او مجاملة او تأخير.
وفي صورة مكملة لما رأيناه في مضيف البارزاني الخالد وبعد ثلاثة أشهر من ذلك التأريخ ذهبت مع والدي الى بغداد لموضوع يخص قبولي في الجامعة وكان الامر يستدعي التدخل الشخصي من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي فذهبنا الى مكتب الاستاذ صالح اليوسفي في الباب الشرقي ولم يكن الفرق واسعاً بين مكتب الزعيم ومكتب الوزير حيث كان مكتب الزعيم مضيفاً عشائرياً بسيطاً ومكتب الوزير كدائرة حكومية فيها التجاوز الكثير على الأتكيت والروتين والبيروقراطية وكان القاسم المشترك والسمة الواحدة بين المضيف والمكتب السلوك الصادق والقرار الحاسم والشفافية الواضحة والترحيب وعدم رد اي شخص خائباً ... وبعد أن رحب بنا السيد الوزير اتصل هاتفياً بوزير التعليم العالي والبحث العلمي آنذاك وأظنه كان السيد غانم عبد الجليل وسَلَمنا رسالة له ، وعندما شكره والدي على هذه الخدمة قال بالحرف الواحد: " يا عم نحن في بغداد من أجلكم ومن أجل كل من يطرق بابنا لنقضي حاجته ومنذ الصباح الى هذه اللحظة فان عدد مكالماتي مع المعنيين والرسائل التي كتبتها من أجل اناس مثلكم تجاوز الأربعين " ، وهنا في بغداد اليوم اقارن صورة وسلوك المرحوم اليوسفي ورفاقه وبكل أسف مع من رشحه التحالف الكردستاني بورقة المحاصصة ومثلا ً واحداً من عشرات الأمثلة وكيف أن هذا المسؤول الاداري في دائرته يتصرف بسلوك لا يتلائم مع من تكرموا عليه بهذا المنصب حيث أعطى صورة كالحة عن الجهة التي رشحته وعن جميع الكرد حتى لقب بـ " هتلر" زمانه و " عنتر شايل سيفه " حيث يسعى الموظف الكردي قبل العربي في تلك الدائرة للتخلص من هذا الهتلر المقدام والخلاص بجلده من تلك الدائرة.
" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالامام راعي ومسؤول عن رعيته ... " ، بهذا الحديث النبوي الشريف أسس نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم لواجبات المسؤول تجاه من يرعاهم سواء كان أباً لعائلة ام مديراً لدائرة او وزيراً لوزارة او رئيساً لوزارة او دولة ... وهذا هو الخليفة الثاني عمر الفاروق اذا سمع الباطل أزبد وأرعد ، وتهدد ، وقام وقعد ، وأنجز ما توعد ... يبكي ويبكي من تحمل المسؤولية ويقول : " لو أن شاة في أقصى أرض السواد هلكت لخشيت أن يسألني الله عنها يوم القيامة " .
في بداية السبعينيات من القرن الماضي كان أداء الحزب الديمقراطي الكردستاني شفافاً وبسيطاً وبعيداً عن روح السلطوية والحزبية ولم يكن مبتلياً بكل رواسب الطبقة الجديدة الذين لا يعرفون إلا البزنس والفساد المالي الذي يزكم الانوف ، وكان هناك هتاف واحد من زاخو الى خانقين: " بيش ره وي كورد بارتيه سه روكمان بارزانيه " ، اي البارتي قدوة الكرد والبارزاني رئيسنا.
كذلك ما زلنا نعيش في أحداث سبعينيات القرن الماضي حيث يستطيع اي شخص ان يستمد منها الدروس والعبر حيث كنا طلاباً في الصف السادس العلمي ونعشق الدراسة والعمل في صفوف إتحاد طلبة كردستان وكان بيان الحادي عشر من آذار وكان الوضع في قضاء تلكيف ساخناً ، كما كان آنذاك في كركوك وسنجار وشيخان وخانقين ومناطق اخرى وفي فترة قياسية زار القضاء الشهيد ادريس البارزاني والدكتور محمود عثمان والوزير صالح اليوسفي وكان هناك تخطيط من قبل الدولة بإجراء إحصاء تجريبي في بعض المناطق وقد تم توزيع نماذج من الاستمارات عُرضت على الكنيسة وبعض المتنفذين ووجوه المدينة وفيها ثلاثة حقول عن القومية: عربية، كردية، او اخرى .. وكانت هناك قناعة عند البعض بأن يثبتوا على القومية العربية في الخانة الاولى وبعد مناقشات وزيارات اقتنع قسم من الأهالي بأن لا يثبتوا لا القومية العربية ولا الكردية ... ولكن زيارة المرحوم ادريس البارزاني الى القضاء ولقائه بوجوه وشخصيات المدينة وزيارته التأريخية الى كنيسة تلكيف القديمة ولقائه برجال الدين وزيارته الى الجامع الوحيد في القضاء حيث استقبل من قبل الشيخ عبد الوهاب الشماع وتبرعه بمبلغ 500 دينار للجامع حيث خصص الشيخ المبلغ المذكور لإنشاء جناح خاص ضمن مكتبة الجامع بإسم " ادريس البارزاني " ، هذه الزيارة رجحت كفة الطرح الكردي حتى أن مواطنين عرب بدأوا بالانتماء الى الحزب الديمقراطي الكردستاني ولسان حالهم ... في الاحصاء نثبت بأن قوميتنا عربية ولكننا نريد حقلاً آخر في الاستمارة نثبت فيه رغبتنا في العيش مع اخواننا الكرد.
كانت فرصة المسؤولين الكرد منذ الإنفصال الفعلي عن بغداد سنة 1991 وفترة الخمس سنوات الأخيرة بعد سقوط النظام ، نعم كانت فرصة تأريخية لكي يكون أدائهم فعالاً من ناحية الخدمات وتجربتهم غنية في الإقليم وان يكون عزفهم منسجماً ومتوازناً مع ثوابت اخرى خارج الاقليم وفي بغداد ... وكان تحصيل الحاصل أن يكون رد الفعل أفضل وكنت متأكداً أن المواطنين من محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى وفي الظروف الحالية للعراق كانوا سيهتفون للعيش والحياة مع الكرد في إقليمهم لا أن تخرج مظاهرات وترفع أصوات تندد بضم كركوك او غيرها من المناطق الى الإقليم لقد كان هذا الفعل هو رد لفعل الاداء الكردي الذي لم يكن بمستوى المسؤولية والعزف الذي لم يطرب شغاف القلوب والنفوس ، ولما انتهت الامور لنتيجة الاقتراع السري على المادة " 24 " في جلسة مجلس النواب العراقي...
وهنا أتذكر القول المأثور ( من يزرع الورد يشم الطيب ... ومن يزرع الريح لا يحصد سوى العواصف) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينية تشاهد قوات الاحتلال تهدم مساكن عائلتها بوادي الخليل


.. نازحة فلسطينية تتكفل بطفل فقد والديه في قصف إسرائيلي جنوب قط




.. من زورق لخفر السواحل الجيبوتي.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع ف


.. معاناة نساء غزة بسبب الحرب




.. منديل أول اتفاق لنادي برشلونة لضم ميسي في مزاد علني بأكثر من